الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رحلة سقوط "رأس الأفعى" في قبضة المخابرات المصرية

الرئيس نيوز


ـ حمل اسم "أبوعمر المهاجر" بعد فصله والتحق بـ "أنصار بيت المقدس" قبل أن ينتقل للقتال في ليبيا

ـ مصر تسلمته بعد القبض عليه في "درنة" والعاملون في المطار تساءلوا عن سر وجود الكاميرات

أخيراً تسلمت مصر واحداً من رموز العمل الإرهابي ضدها، والذي وصفه الخبراء بالإرهابي الأخطر، و"رأس الأفعى"، التي تحاول بث سمومها لا في مصر وحدها، ولكن في عدد من الدول العربية الشقيقة أيضاً، وهذا الحدث يعتبر حدثاً يعتبر انتصاراً للدولة المصرية التي تقاوم الإرهاب منذ سنوات طويلة، ودفعت ثمناً غالياً جداً من الشهداء والضحايا.

وفقاً لما أعلنته السلطات الليبية، تم القبض على المجرم هشام عشماوي أوائل أكتوبر من عام 2018، حيث أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إلقاء القبض على عشماوي، في عملية أمنية في مدينة "درنة"، إذ كان يرتدي حزامًا ناسفًا لحظة القبض عليه، وخلال هذه الشهور السبعة التي مرت عليه في قبضة الجيش الليبي، يرجح أنه أدلى خلالها باعترافات تخص الأمن الليبي، والعمليات التي شارك فيها على الأراضي الليبية، ثم كان أن استجابت السلطات الليبية للطلب المصري بتسلم المجرم الأخطر، هشام عشماوي.. وهكذا بدأت رحلته الأخيرة إلى القاهرة.

في ساعة من ساعات مساء أمس الثلاثاء، كانت الصالة "رقم 4" في مطار القاهرة الدولي، وهي المخصصة لاستقبال الطائرات الخاصة، على موعد مع حدثٍ كبير، على الرغم من أن أحداً لم يكن يعرف ذلك، إلا أن أنتشار قوات الأمن في المكان كان دليلاً على شيء ما، لم يكن الكثيرون من العاملين في المطار يعرفونه، أن عملية تسلم مصر للإرهابي عشماوي تمت وسط سرية تامة، ولم يكن العاملون في المطار يدركون ما يحدث، لكنهم استشعروا خطورة ما حينما تم السماح لطاقم تلفزيوني مرافق للإعلامي خالد أبوبكر، بالدخول إلى "صالة 4"، دون الكشف عن تفاصيله، ساعتها استشعر العاملون جانباً من الحدث، دون معرفة أي من التفاصيل.

بعد ساعتين من الانتظار، هبطت طائرة حربية قادمة من دولة ليبيا، تحمل على متنها الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات المصرية، بعد زيارة رسمية إلى ليبيا، التقى خلالها المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، كما تحمل الطائرة على متنها أيضاً مجموعة من رجال القوات الخاصة، تصطحب الإرهابيين هشام العشماوي، وبهاء علي، وعقب وصول الطائرة، تم السماح للإعلامي خالد أبوبكر بالصعود للطائرة وتصوير المجرمين.

هشام قبل الإجرام

ولد هشام على عشماوي مسعد إبراهيم، عام 1978، ونشأ طفلًا محبًا لممارسة الرياضة، وفي عام 1996 التحق بالكلية الحربية، وانضم في البداية لسلاح المشاة، ثم الصاعقة.

على الرغم من ندرة الحكايات التي تتناول تفاصيل حياة ضابط الصاعقة السابق، هشام هشماوي، قبل تحوّله إلى "أبو عُمر المهاجر"، لكن أبرز ما كُتب من معلومات هو أن مشادة كلامية وقعت بينه وخطيب مسجد في معسكره التدريبي، بعد أن أخطأ الخطيب دون قصد في ترتيل آية قرآنية، الأمر الذي جعل الشبهات تُثار حوله، وبدأت متابعته من قبل أجهزة المخابرات الحربية، التي تحرت عنه بما فيه الكفاية، إلى أن تم نقله إلى "أعمال إدارية"، لكن الواقعة التي غيرت حياته هي واقعة وفاة أحد أصدقاء "هشام" داخل الحجز، ما أدى إلى تحول هشام إلى شخص آخر.

في 2007، أُحيل «هشام» إلى محكمة عسكرية، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش، فيما صدر حكم المحكمة العسكرية، عام 2011، بفصله نهائيًا من الخدمة، ليبدأ بعدها في تكوين خلية إرهابية مع 4 من ضباط شرطة تم فصلهم أيضًا من الخدمة، لسوء سلوكهم، وضموا إليهم عددًا من العناصر التكفيرية، قبل أن ينضم عام 2012، لجماعة "أنصار المقدس"، حيث قاد الخلية وشارك في تدريب الأعضاء على الأعمال القتالية.

الموقف القضائي

سبق أن اتهم "عشماوي" بالاشتراك في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد إبراهيم، وكذلك اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والإعداد لاستهداف الكتيبة "101 حرس حدود"، واستهداف مديرية أمن الدقهلية، والهجوم على حافلات الأقباط في المنيا والذي أسفر عن استشهاد 29 شخصاً، والهجوم على مأمورية الأمن الوطني بالواحات والتي راح ضحيتها 16 شهيداً.

وقضت محكمة جنايات غرب القاهرة العسكرية، غيابيًا بإعدام هشام عشماوي، و13 من العناصر الإرهابية في اتهامهم بالهجوم على "كمين الفرافرة" الذي وقع في يوليو 2014، وأسفر عن استشهاد 28 ضابطًا ومجندًا.

مصادر قضائية قالت إن الإرهابي هشام عشماوي، هو المتهم التاسع في أمر إحالة المتهمين في قضية "أنصار بيت المقدس" المنظورة حاليا أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا برئاسة المستشار حسن محمود فريد، حيث تستمع المحكمة في الجلسات الحالية لمرافعات دفاع المتهمين، بعدما انتهت من سماع مرافعات نيابة أمن الدولة العليا، على مدار أسبوع كامل.

ويواجه العشماوي مع 212 آخرين، اتهامات بارتكاب 54 عملية إرهابية بعد عزل الاخواني محمد مرسي، إثر احتجاجات حاشدة على حكمه، منها "محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، وقتل النقيب محمد أبو شقرة، والمقدم محمد مبروك، وتفجير مديريتي أمن القاهرة والدقهلية، واستهداف مقرات أمنية وعسكرية.

وقالت المصادر إنه من المقرر أن يَمثُل هشام عشماوي أمام المحكمة، خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وشرحت المصادر إجراءات محاكمة الإرهابي العشماوي، موضحة أن النيابة ستتلو أمر إحالته أمام محكمة جنايات أمن الدولة، ثم ستواجهه المحكمة بالاتهامات المنسوبة إليه، وبعدها تستمع لمرافعة دفاعه.

وأصدرت المحاكم العسكرية، أحكاما غيابية بالإعدام بحق الإرهابي الذي تسلمته مصر بعد زيارة لرئيس جهاز المخابرات العامة إلى ليبيا.