الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رئيس أوكرانيا الجديد يشن حربا على بقايا تحالفات سلفه

الرئيس نيوز

 في أواخر أبريل الماضي أعلنت هيئة الانتخابات في أوكرانيا رسمياً فوز نجم الكوميديا  التلفزيونية "فولوديمير زيلينسكي رئيساً جديداً للبلاد. وقد تغلب زيلينسكي على الرئيس السابق "بترو بوروشينكو" فحاز على نسبة 73 ٪ من الأصوات. ومنذ الساعات الأولى لتوليه منصبه، دعا زيلينسكي لإجراء انتخابات مبكرة في البرلمان، ويبدو أنه قد حدد معاركه جيدًا.

"أحل البرلمان الأوكراني الثامن. المجد لأوكرانيا!"، بهذه العبارة اختتم فولوديمير زيلينسكي خطابه السياسي الأول كرئيس للبلاد، بعد أداء القسم، وقوبلت العبارة بتصفيق الآلاف من مؤيديه الذين تجمعوا في الشوارع المحيطة بالبرلمان (مجلس الرادا).

لكن داخل القبة لم يكن كخارجها، فرئيس البرلمان أندري باروبي رفع جلسته العادية بالقول ساخرا: "شكرا لكم...، كان الأمر مرحا"، لكنه أقر بالمقابل أن هذا الأمر يتجه بالبلاد نحو أزمة سياسية وصيف شديد السخونة.

لم يكن قرار الحل مفاجأة  لوحده، فقد طالب زيلينسكي قبل ذلك أعضاء الحكومة بتقديم استقالاتهم، وتوجه إلى النواب مطالبا باعتماد قوانين إلغاء الحصانة عنهم، والمسؤولية الجنائية عن الإثراء غير القانوني، واعتماد قانون جديد للانتخاب، مضيفا: "أمامكم شهران للقيام بذلك".ِِ

كما طالب زيلينسكي النواب بإعفاء رئيس جهاز أمن الدولة "إس بي أو" فاسيل هريتساك، ووزير الدفاع ستيبان بولتوراك، والمدعي العام يوري لوتسينكو من مناصبهم.

سارع هريتساك وبولتوراك فعلا إلى تقديم طلبات لإعفائهم من مناصبهم، ولمح رئيس الحكومة فولوديمير هرويسمان إلى وجود نية للاستقالة، فانضموا إلى سلسلة من المسؤولين الذي قدموا استقالاتهم مؤخرا، وعلى رأسهم وزير الخارجية بافلو كليمكين وممثلة الإدارة الرئاسية في البرلمان إيرينا هيراشينكو. وبهذه الإجراءات السريعة والمفاجئة، يرى المراقبون أن زيلينسكي فتح النار على خصومه السياسيين، وأشعل أمامه حربا على جبهتي السلطة التنفيذية والتشريعية.

لكن الخبير أندري زولوتاريف رئيس مركز "القطاع الثالث" للتحليل السياسي قال في تصريحات لأوكرانيا برس: "توقع الكثيرون أن يكون البرلمان عقدة أمام زيلينسكي، من خلال الانتخابات وما بعدها من تحالفات، وكذلك آخر القوانين والأحكام التي سنها مؤخر، ووصفت بأنه تهدف إلى عرقلة الرئيس الجديد ووضعه في زاوية الأمر الواقع".

وتابع: "اللافت أن زيلينسكي قلب الطاولة على الجميع، وهاجم النواب بقوانينهم، فقد استخدم -على سبيل المثال- بعض الجمل الروسية في خطابه، متحديا قانون "اللغة الرسمية الوحيدة" الذي أقر مؤخرا؛ ودعوته إلى استقالة الجميع، بينت أنه لا يأبه باستقالات المسؤولين، والفراغات التي يتركونها في مراكز حساسة". وتتوحد رؤية الجميع حول أن الأيام القادمة تخبئ توترا بين زيلينسكي ومؤسسات البرلمان والحكومة وجهاز الأمن وربما الجيش، وإن كانوا يختلفون حول الحكمة من هذه الإجراءات وتوقيتها.