الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الكل يترقب "الإضراب" في السودان.. وخبير: مستقبل المفاوضات "مجهول"

الرئيس نيوز

بعد أن توقف قطار المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي في السودان وقوى الحرية والتغيير عند محطة المجلس السيادي المدني مجدداً، أعلنت قوى الحرية والتغيير تشكيل لجان تنظيمية ودعائية للإضراب السياسي في المؤسسات والشركات الخاصة والعامة والقطاعات المهنية بدءا من الثلاثاء المقبل لمدة يومين، فهل ينجح في ظل تهديد المجلس العسكري؟.

الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بــ"حميدتي"، توعد نهاية الأسبوع الماضي المضربين عن العمل أثناء حديثه مع قواته قائلاً: "الي هيضرب دا يمشي بيتو طوالي ومايرجع للمؤسسة اللي أضرب فيها، وحواء والدة والشعب السوداني ملايين".

مستقبل المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الاعتصام أصبح يحمل احتمالات عديدة مع اقتراب دخول الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش شهره الثاني دون انتقال الحكم إلى سلطة مدنية، إضافة إلى تعثر المفاوضات بين الطرفين أكثر من مرة حول رئاسة المجلس السيادي المدني ونسب الممثلين.

الناشط السياسي وعضو قوى الحرية والتغيير، سمير شيخ إدريس، قال في تصريحات خاصة لـ"موقع الرئيس نيوز"، إن جميع الجماهير التي أعلنت تنظيم وقفات احتجاجية قبل أيام وقامت بالتوقيع على دفتر الحضور الثوري، سوف تدخل في الإضراب دون مهابة من تهديدات المجلس العسكري، حيث أن الغبن الموجود الآن من رؤية الجماهير لثورتهم التي تتسرب من بين أيديهم ومحاولات سرقتها شكلت غضباً عارماً لإعادة الأمور إلى نصابها، مشدداً أنه لايوجد سوى تصعيد الفعل الثوري بالإضراب قائلاً: "الشعب كسر حاجز الخوف، وتتملكه الروح الثورية"، مضيفاً "الشعب يرى أنه خسارته ستزداد في حال انصاع للتهديدات".

وأكد إدريس أن الصيام وارتفاع درجات الحرارة لن يؤثر على الإضراب حيث إنه امتناع عن العمل في مواقع العمل إضافة إلى كتابة ديباجة علي الصدر "أنا مضرب"، ولذلك سيتم تنفيذ الإضراب في ذات ظروف العمل اليومي الإعتيادية، كما سيبقى أصحاب العمل الخاص في منازلهم.

واتهم "إدريس" المجلس العسكري بأنه يريد تثبيت حكمه بالقوة نظراً لأن السلطة العسكرية ليست لها أداة تفاهم سوى استخدام القوة، مؤكداً أنه لن يتورع في تنفيذ وعيده بفصل من يضرب عن العمل خاصة وأنه صرح بأنه سيحل آخرين بديلاً عن المضربين، ولكن " إدريس " شدد على أن الجماهير ستقاوم هذا التعسف بمزيد من التصعيد إذا ما تم تنفيذ التهديد.

ولفت "إدريس" إلى أن مدة الإضراب "يومين" إنما هي مجرد بداية آملاً أن تأتي بثمارها سريعا، كما أنها تمثل استعداداً  لجميع القوى المضربة لمرحلة الإضراب الشامل .

وأشار إدريس إلى أن الإضراب السياسي سيكون مصحوباً ببرامج تعبئة قائلاً "التصعيد الأكبر سيكون العصيان المدني من خلال كل الجماهير وعزل الدولة ومؤسساتها لشل مفاصل الدولة كلياً  كوسيلة للضغط على المجلس العسكري من أجل تسليم السلطة لحكومة مدنية.

وفي السياق، اعتبر المحلل السياسي السوداني، عثمان الجندي في تصريحات خاصة لــ"موقع الرئيس نيوز" أن توعد "حميدتي" لن يكون مؤثراً، قائلاً: "هناك عدد كبير من العاملين والموظفين اعتبر تهديد "النائب العسكري" تحدٍ لهم، وهو ما جعلم يرفعون شعارات تطالب بفصلهم في حال إضرابهم" لافتاً أن هذا التهديد غير موفق البته قائلاً "هنالك قانون ينظم العلاقة بين المخدم والمستخدم وهو "قانون العمل" ولن يستطيع المجلس توفير بديل لكل موظف أو عامل أضرب عن العمل.

وأكد الجندي أن الصيام وشدة الحر لم تؤثر على العاملين في ظل قيامهم امهامهم في جميع مواقع العمل، ما سيساعد في إنجاح  الإضراب.

ويعتقد الجندي أن المجلس العسكري لا يستطيع فصل الموظفين المضربين عن العمل، لعدة أسباب يأتي في مقدمتها قانون العمل إضافة إلى أن العدد المضربين سيكون كبيراً، وهو ما سيحول دون فصلهم لأنه سيؤثر بشكل خطير على الدولة، وتابع الجندي قائلاً "في رأيي المجلس لا يرغب في ذلك عملياً لأنه يعلم ما سيترتب من نتائج غير محمودة"، مشدداً أن  التهديد وقرار إلغاء تجميد عمل النقابات التي كانت تُمارس مهامها إبان العهد البائد غير موفق.

 

وختم "الجندي" حديثه حول عودة الأطراف السياسية لطاولة المفاوضات مجدداً أم يكتب الإضراب نهاية المفاوضات قائلاً "كل الاحتمالات الآن مفتوحة في ظل توفر معلومات بوجود ثمة خلافات بين أعضاء المجلس العسكري مع ازدياد أعداد الذين قدموا استقالاتهم من المجلس العسكري،  إضافة إلى وجود  معلومات تتحدث عن خلافات بين مكونات القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير، خاصةً في ظل فشلها عدة مرات في الإتفاق على جسم قيادي تنظم العمل بين مكونات الحرية والتغيير، مشدداً أن هذه المعطيات قد تسهم في تعثر التفاوض مرة أخرى في حالة عودة الطرفين الي طاولة المفاوضات، ما سيجعل التصعيد سيد الموقف.