الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

باحث أردني: حلفاء أمريكا يعتبرون صفقة القرن "إسبرين" لعلاج مرض سرطاني

الرئيس نيوز


ـ صفقة القرن مرفوضة أردنياً وعربياً وغربياً والأزمة الفلسطينية أقدم من أن يحلها تاجر مثل ترامب

 

استنكر الدكتور جمال شلبي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الأردنية، الدعوات لعقد "مؤتمر البحرين الاقتصادي" المزمع اقامته أواخر شهر يونيو المقبل للإعلان عن تفاصيل "صفقة القرن"، معتبراً أن الأردن قيادة وشعباً ستتخذ موقفاً رافضاً من "صفقة القرن.

 

وقال شلبي في تصريحات خاصة لموقع "الرئيس نيوز"، إن الموقف الأردني من صفقة القرن ككل هو موقف معادي، يرفض بشكل أو بآخر إيجاد أي حل للقضية الفلسطينية على حساب أمنها وسياستها وحتى وجودها، قائلاً:

"لا أعتقد أن الأردن سيرحب بشكل مباشر بهذا المؤتمر الاقتصادي، الذي ربما يدشن مؤتمراتٍ أخرى في مناطق مختلفة من العالم الغربي والعربي، من أجل البحث في أدوات وأساليب تنفيذ هذه الخطة التي لا يعرفها "الأردن" بشكل دقيق، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أنه لا يوجد معلومات حقيقية لدى الأردن حول هذه الصفقة".

شدد "شلبي" على أن الأردن سيكون أكثر بعداً عن هذا المؤتمر الذي قد يكون محاولة أولية لوضع خطوط الصفقة بشكل رسمي وتدشينها من المنامة، وأوضح "شلبي" أن "صفقة القرن"، لا تعني بشكل مباشر أصحاب القضية "الشعب الفلسطيني"، وبالتالي دون أخذ رأي وموافقة الشعب الفلسطيني، كيف يمكن تطبيق هذه القرارات، ونحن نعرف أن هذه القضية المزمنة في الصراع منذ أكثر من 70 عاماً، مر عليها الكثير من الرؤساء الأمريكيين والقادة العرب ولم يستطيعوا أن يجدوا لها حلاً، فهل يستطيع الرئيس الأمريكي – التاجر- كما وصفه أن يحل هذه القضية؟.

وأضاف "شلبي" أن السياق العام يوحي أن الدول في العالم العربي وتحديداً في ظل مرحلة الربيع، تشهد حالة من الترهل والتحول من الدول الضعيفة إلى  الهشة والفاشلة، مشيراً إلى  أنه قد توجد هناك انقسامات واستقطابات عربية قاتلة، كما نعرف الأزمة القطرية مع الدول الرباعية، والصراعات البينية، إضافة إلى  أن القوى العربية الكبرى تم تفكيك منها الجيش العراقي، وانهاك الجيش السوري وهناك محاولات لإلهاء الجيش المصري في سيناء.

أكد "شلبي" أنه في ظل انشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية، ربما أظهر ذلك وجود "فرصة" لإبرام هذه الصفقة، لافتاً إلى  أن الفلسطينيين في الداخل والخارج، لن يقبلوا بتمرير هذه الصفقة، مدللاً على ذلك بمواقف إبراز الهوية والمقاومة الفلسطينية التي تشهدها غزة كل يوم جمعة.

 

وقال "شلبي": "هناك عدة عوامل تحول دون تمرير الصفقة، يأتي في مقدمتها المقاومة الشعبية الفلسطينية، إضافة إلى  أن الدول المعنية في المنطقة، خاصة الأردن ومصر، ليسا متحمسين للذهاب إلى المؤتمر، خاصة الأردن، لأنه يعني بشكل أو بآخر القبول بفكرة الوطن البديل في الأردن، وهناك موقف شعبي رسمي يرفض هذا الاتجاه، كما أن هناك محوراً عربياً معارضاً للسياسة الأمريكية قادماً من موسكو إلى طهران وبغداد ودمشق وبيروت، في ظل وجود حزب الله، ولا يقبل هذا المحور بالهيمنة ولا بالسياسات الأمريكية التي تخططها، كما أن المعسكر الغربي الحليف للولايات المتحدة يرفض الصفقة اعتقاداً منه بأنها "دواء اسبرين" لداء سرطاني كبير".

لفت "شلبي" أن هذه الصفقة لا تقوم فقط على المؤسسة والإدارة الأمريكية العميقة، ولكنها  رؤية محدودة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره وصهره جاريد كوشنر، مشيراً إلى أنه في حال فشل الحزب الجمهوري في الوصول إلى الرئاسة مرة أخرى، ربما ستموت هذه الرؤية، مشدداً على أن كل العوامل السابقة تشير إلى أن الطريق إلى  صفقة القرن صعب أو ربما كان مستحيلاً.