الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

السودان الحائر بين "حميدتي" و"حمدوك"

الرئيس نيوز


بعد ساعات من خروج الشارع السوداني في حراك شعبي كبير أطاح نظام الرئيس المعزول عمر البشير، برز عسكرياً، قائد "قوات الدعم السريع" الفريق أول محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي"، خاصة بعد تعيينه نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي، بينما مدنياً، التفَّت القوى المدنية حول الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله حمدوك، الذي رفض تولي وزارة المالية، قبل شهور من الإطاحة بالبشير.

وفي ظل الحديث عن إعلان 3 مستويات للسلطة الانتقالية في السودان، تتمثل في "سيادي" وآخر "للوزراء" وثالث "تشريعي"، فرض "حميدتي" نفسه بقوة ليكون أحد أهم المرشحين لتولي منصب النائب العسكري لرئيس المجلس السيادي الانتقالي، كما حضر اسم الدكتور عبدالله حمدوك، ليكون أحد أبرز المرشحين لتولي المجلس الوزاري الانتقالي، ولعل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السودان تدعم ذلك بقوة، وتجعل السؤال يطرح نفسه بقوة.. من هو حميدتي ومن هو حمدوك اللذين تتوزع بينهما أحلام كثير من السودانيين؟

 

حميدتي.. ذراع البشير

 

أصبح الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع والبالغ من العمر 43 عاماً، نائباَ لرئيس المجلس الانتقالي في السودان في 13 أبريل الماضي، وعلى عكس الدارج في معظم الكيانات العسكرية، لم يتلق "حميدتي" تعليماً عسكرياً، بيد أنه انخرط في الجيش عندما شكلت الحكومة في 2010 قوات شعبية من القبائل الموالية والتي جاءت بـ "حميدتي" رئيساً لها قبل تطويرها، لتصبح فيما بعد قوة وطنية نظامية، عرفت باسم "قوات الدعم السريع"‘ تمكنت من كسب ثقة الرئيس المخلوع عمر البشير، لتحظى بالقوة والنفوذ.

داخلياً، واجه "حميدتي" اتهامات بإجهاض ثورة 2013، التي اندلعت ضد نظام البشير، قبل أن ينفي هو ذلك، وخارجياً، هاجمت منظمة "هيومان رايتس وتش" الفريق أول محمد حمدان دقلو بارتكابه جرائم حرب في دارفور، بينما طالبت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بمثول "حميدتي" أمام المحكمة الجنائية الدولية.

يدعم حميدتي الاتحاد الأوروبي في محاربة الهجرة غير الشرعية من إريتريا وإثيوبيا، ولكن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى نفي تلك المزاعم،  ما دفع قائد قوات الدعم السريع إلى تكرار التهديد بإيقاف الجهود السودانية في مناهضة الهجرة غير الشرعية، إذا ما تم انكار الجهود التي تقوم بها قواته.

يشار إلى أن "حميدتي" دعم إشراك قوات الدعم السريع ضمن التحالف العربي في اليمن منذ مطلع 2015، ورغم إعلان "حميدتي" في وقت سابق مقتل نحو 412 جندياً سودانياً في اليمن، إلا أنه لم يلتفت إلى الأصوات المطالبة بإنهاء عمل القوات السودانية في اليمن.

 

"الدكتور عبدالله حمدوك"

ولد الدكتور عبدالله حمدوك في عام 1956، وقد تخرج "حمدوك" في كلية العلوم في جامعة الخرطوم، وحصل على درجة الدكتوراة والماجستير في الآداب من كلية الدراسات الاقتصادية، في جامعة مانشستر في بريطانيا.

شغل "حمدوك" عدة مناصب لخبرته الاقتصادية الكبيرة والتي تمتد لأكثر من 30 عاماً، حيث أصبح نائباً للأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا "ECA" منذ عام 2011، كما عمل في المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية (IDEA) بصفته مديراً إقليمياً لأفريقيا والشرق الأوسط بين "2003 – 2008"، كما تم تنصيبه أميناً تنفيذياً للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا في 2016.

حمدوك، الخبير الاقتصادي، عمل في مؤسسة ديلويت آند توش في زيمبابوي، ومسؤول كبير بين "1981-1987" في وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان، ورئيساً لمجموعة القطاع العام وعضو لجنة إدارة بينفي شركة ديلويت آند توش للاستشارات الإدارية في زمبابوي بين "1993 ـ 1995"، ثم كبير المستشارين الفنيين في منظمة العمل الدولية في زيمبابوي بين "1995-1997"، ورئيساً لبنك التنمية الأفريقي في كوت ديفوار بين "1997-2001".