الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

قانون جديد في أمريكا.. إباحة تحويل الموتى إلى سماد عضوي

الرئيس نيوز


وقّع حاكم ولاية واشنطن "جاي إنسلي"، أمس الثلاثاء، تشريعًا من شأنه أن يجعل واشنطن أول ولاية توافق على التسميد كبديل لدفن أو حرق الجثث البشرية.
وبموجب القانون الجديد يسمح للمرافق المرخصة بتقديم خدمة "الاختزال العضوي الطبيعي" الذي يحول الجسم، ممزوجًا بمواد مثل رقائق الخشب والقش، إلى تربة تملأ عربتي حديقة في غضون عدة أسابيع.
يُسمح لأقارب الشخص المتوفى استلام التربة التي كانت في السابق جسم شخص عزيز لديهم والاحتفاظ بهلا في حدائقهم أو حتى استخدام السماد في زراعة الخضروات أو زراعة الأشجار.
وقالت "نورا مينكين"، المديرة التنفيذية لجمعية بيبولز ميموريال بواشنطن، والتي تساعد الناس في التخطيط للجنازات: "إن هذه التقنية تعطي معنى واستخدامًا لما يحدث لأجسامنا بعد الموت".
يقول المؤيدون إن هذه الطريقة هي بديل صديق للبيئة عن حرق الجثث، الذي يطلق جزيئات ثاني أكسيد الكربون في الهواء، والدفن التقليدي ، الذي يتم فيه تجفيف الناس بدمائهم، ويتم سلبها بالكامل من الفورمالدهايد والمواد الكيميائية الأخرى التي يمكن أن تتسرب عبر الأرض فتلوث المياه الجوفية، أو خيار وضع جثة المتوفى في تابوت غير قابل للتحلل  فتحتل التوابيت مساحة من الأرض.
وقال السناتور جيمي بيدرسن ، العضو الديمقراطي في سياتل الذي كان من أكبر داعمي التشريع الجديد: "هناك أثر سلبي خطير على الأرض والبيئة من الأساليب التقليدية".
وقال إن فكرة التشريع مستوحاة من جارته كاترينا سباد، التي كانت طالبة دراسات عليا في الهندسة المعمارية في جامعة ماساتشوستس، أمهيرست ، عندما بدأت البحث في ممارسات الجنازات. فتوصلت إلى فكرة السماد البشري، وصممته وفقًا لممارسة اعتاد المزارعون استخدامها للتخلص من جثث الماشية.
قامت بتبديل العملية ووجدت أن رقائق الخشب والبرسيم والقش خلقت مزيجًا من النيتروجين والكربون الذي يسرع التحلل الطبيعي عندما يتم وضع جسم في وعاء يتم التحكم فيه بدرجة الحرارة والرطوبة وتدويره.
قام مشروع تجريبي في جامعة ولاية واشنطن باختبار الفكرة العام الماضي على ست جثث بشرية، بناء على وصيتهم قبل وفاتهم، وعنهم قالت "سباد": "أرادوا أن يكونوا جزءًا من الدراسة.
في عام 2017 ، أسست شركة سباد للسماد وقدمت الفكرة للجمهور. وقالت "سباد" إنها تعمل على جمع ما يقرب من 7 ملايين دولار لإنشاء مصنع في سياتل والبدء في التوسع في أماكن أخرى.
يذكر أن القوانين الأمريكية تبيح التخلص الجثث بالدفن أو الحرق إلا أن القانون الجديد، الذي يدخل حيز التنفيذ في مايو 2020، أضاف السماد العضوي وكذلك التحلل المائي كوسائل للتخلص من الجثث، وهي عملية قانونية بالفعل في 19 ولاية أخرى، ولكن باستخدام تقنية تعتمد على الحرارة والضغط والمياه والمواد الكيميائية مثل الغسول لتقليل البقايا.
يُسمح للمقابر في جميع أنحاء البلاد بتقديم مدافن طبيعية أو "خضراء" ، يتم من خلالها دفن الأشخاص في أكفان أو صناديق قابلة للتحلل بدون تحنيط. وقال بيديرسن إن التسميد يمكن أن يكون خيارًا جيدًا في المدن التي تكون فيها أرض المقبرة شحيحة. من جانبها أكدت صاحبة الفكرة "سباد" أن طريقتها تعد "المكافئ الحضري للدفن الطبيعي".
وقال عضو الكونجرس عن ولاية واشنطن إنه تلقى رسائل بريد إلكتروني غاضبة من أشخاص يعترضون على الفكرة، التي اعتبرها البعض مهينة أو مثيرة للاشمئزاز.
وقال بيدرسن: "الصورة التي لديهم هي أنك ستقذف العم هنري في الفناء الخلفي وتغطيه بفضلات الطعام،وهذا مخالف للحقيقة، فهي عملية تحترم الجسد الآدمي، حيث يتم تسميد الجثث في مقصورات مكدسة بتصميم سداسي مثل خلايا النحل. ستتمكن العائلات من الزيارة، مما يوفر اتصالًا عاطفيًا مفقودًا عادة في محارق الجثث، حسبما تقول الشركة.
وقال إدوارد بيكسبي، رئيس مجلس الدفن الأخضر في بلاسيرفيل، ومقره كاليفورنيا: "إن هذه الطريقة مثيرة للاهتمام، وأتطلع إلى معرفة كيف تنجح الشركة في أن تنشر رسالتها وأن ترفع مستوى الوعي بآثارها البيئية الإيجابية".