الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"صفقة القرن" تبدأ في البحرين.. فماذا عن الموقف الفلسطيني؟

الرئيس نيوز

ما إن أعلن البيت الأبيض، أمس الأحد، عن إطلاق الجزء الأول من خطة سلام الشرق الأوسط والتي تعرف باسم "صفقة القرن"، في مؤتمر اقتصادي دولي تستضيفه مملكة البحرين يومي 25 و 26 يونيو المقبل، للتشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، حتى توالت ردود الفعل المناهضة من قبل السلطة الفلسطينية.

رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد إشتية، أعرب اليوم الاثنين، عن رفض بلاده "مقايضة الموقف الوطني بالمال"، مشدداً في الوقت نفسه على أن القضية الفلسطينية حلها سياسياً وليس اقتصادياً.

من جانبه، قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم السلطة الفلسطينية في تصريحات لــشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن أي خطة اقتصادية بلا آفاق سياسية لن تصل إلى شئ.

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة قال لـ "الرئيس نيوز": "إن الدعوة لعقد مؤتمر اقتصادي دولي في 25 يونيو المقبل، تحمل رسالة أن الادارة الأمريكية استبقت الحل الاقتصادي قبل الحل السياسي، وهو ما يكشف عن الاقتراب الأمريكي للحل، موضحاً أن اختيار الحل الاقتصادي ليس جديداً، حيث سبق أن طرحت المقاربة الاقتصادية منذ بدايات وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى سدة الحكم والتسويق الى فكرة السلام الاقتصادي بديلاً عن السلام السياسي وتقديم تسهيلات في قطاعي غزة والضفة بديلاً عن أي تسويات أخرى.

وأضاف فهمي أن "المقاربة القادمة تشير الى أمرين، يتعلق الأول بالحضور المكثف في ظل الدعوات المقدمة للحكومات ومجتمع مدني ورجال مال وأعمال، والثاني بعوامل النجاح، حيث أن في حال امتنع الجانب الفلسطيني عن الحضور، أو شارك العرب بتمثيل ضعيف فلن ينجح المؤتمر".

وعلّق "فهمي" على السبب وراء اختيار المنامة لاستضافة المؤتمر أنه "سبق للإدارة الأمريكية في التسعينات التسويق لمؤتمرات اقتصادية مشابهة في القاهرة وعمّان و الدوحة وكازابلانكا"، لافتاً الى أن اختيار المنامة استكمالاً للمؤتمرات الاقتصادية السابقة والتي خرجت بأفكار وتوصيات كبيرة وعديدة أغلبها لم ينفذ.

وفي السياق، قال الدكتور سعد النمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "بيرزيت" لـ "الرئيس نيوز": "الفلسطينيون يرفضون مطلقاً الذهاب إلى المؤتمر الاقتصادي في البحرين لعدة أسباب، أولاً عدم إرسال دعوة للجانب الفلسطيني حتى اللحظة للمشاركة في المؤتمر، أما ثانياً فلأنها محاولة لفصل القضية الفلسطينية الى جزئين اقتصادي وسياسي، كما أن البدء بالجانب الاقتصادي محاولة مهينة من الأمريكيين وكأن الفلسطينيين بمجرد الحديث عن الأموال ستتغير مواقفهم.

وأوضح "نمر" أن فكرة الحل الاقتصادي هي فكرة إسرائيلية قديمة، قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بطرحها منذ أكثر من 7 سنوات، ليحاول إغراء الجانب الفلسطيني بالمال.

وأكد "نمر" أن الجانب الفلسطيني يرفض أي حل لا يستند على  الخمس القضايا التي تأتي في إطار الصراع العربي- الإسرائيلي، وهي "القدس، واللاجئين والمستوطنات والحدود والأمن والمياه"، مؤكداً أنها قضايا تم نسفها منذ تولي الرئيس الأمريكي الحالي منصبه، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، واعتبار أن وضع اللاجئين لا يمثل مشكلة.

واعتبر "نمر" أن "مؤتمر البحرين" هو ضرب لكل المواقف الفلسطينية وحقوقه في اقامة دولته، موضحاً أن اختيار المنامة للحدث وفقاً لاختيار ترامب وصهره جاريد كوشنر بإقامته في الخليج العربي جاء لعدة أسباب، حيث أن الخليج سيكون مدعوا لتمويل هذه الصفقة بعدما أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق أنها ستتحمل 10% فقط والباقي ستتحمله دول الخليج.

وتابع "نمر" أن اختيار المنامة جاء ضمن تفضيل الخليج عامة لاستضافة الحدث، وأيضا لرفع الحرج عن السعودية والإمارات لأنه سيظهرهما في موقف المؤيد والملتزم للصفقة، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها البحرين في الوقت الحالي، فمن الممكن أن يكون لها نصيب من المساعدات لاستقبالها الحدث.

يشار إلى أن مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر، أعلن في وقت سابق إنه سيتم الكشف عن خطة السلام في الشرق الأوسط، أو ما يعرف إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، بعد نهاية شهر رمضان الجاري.