الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

بالصور| رمضان في القصر الملكي: "قرفة وسجاير وقرآن.. والكل رعايا فاروق"

الرئيس نيوز


- أحد كبار العلماء: "سُنة جلالة الملك تجعلهم يتمسكون بالدين"

 


شاع عن الملك فاروق ـ آخر ملوك أسرة محمد علي باشا ـ أنه كان يمنِّي نفسه بلقب "خليفة المسلمين"، على غرار حلم والده الملك فؤاد من قبله، لكنه لم يحقق ما أراد، ومات مشروع "الخلافة الإسلامية" الجديدة في مهده.

رغم ذلك، يبدو أن "فاروق" أعجبته تلك السلطة الروحية التي آلت إليه من العرش الذي يعتبره مالك كل شيء في المملكة والشعب رعاياه، فكان يحرص على طقوسه الدينية، وتراه ـ لا سيما في العشر سنوات الأخيرة له - يجلس متربعًا في مسجد وبين يديه المسبحة، أو يستمع لتلاوة القرآن من أحد المقرئين.

دون الدخول في النوايا، فإن تلك المظاهر والطقوس كانت تزداد بالطبع في شهر رمضان، المناسبة الدينية الأطول والأشهر طوال السنة، والذي كان يحييه الملك بأشكال مختلفة.

من بين هذه الأشكال، كانت العزائم الملكية التي يقيمها "فاروق"، سواء لرجال السلطة والأحزاب أو لـ"رعاياه" من أبناء الشعب، والتي كانت ترفع شعار "الجميع سواسية"، بحسب ما نشرته مجلة "الاثنين والدنيا"، والتي كانت تصدر عن دار "الهلال"، في عدد 28 أغسطس 1944، في موضوع بعنوان "رمضان.. في بيت الملك".

تقول المجلة واصفة المشهد: "تجد الموظف الكبير إلى جانب الموظف الصغير، وصاحب العمل إلى جانب العامل والغني يجاور الفقير، الكل ضيوف الملك.. والكل في ساحة الملك سواء".

بحسب المنشور، فإن "جماهير من الموظفين والطلبة والعمال والتجار والأعيان" كانوا يقصدون قصر عابدين لإحياء ليالي الشهر، بناء على دعوة عامة من الملك.

تتحدث المجلة بلسان حال هؤلاء قائلة: "سأذهب إلى قصر الملك لأسمع القرآن، سندخل القصر جميعاً دون أن يعترضنا أحد تنفيذاً لأمر الملك، لقد قال الملك إن أبواب بيته مفتوحة لجميع رعاياه بلا استثناء".

تنقل المجلة أن معاملة القصر لهؤلاء الضيوف كانت كريمة للغاية: "يفسح لهم الحراس الطريق، ويستقبلهم رجال القصر بالحفاوة والترحيب ويصحبونهم إلى صالونات القصر فتقدم لهم القرفة والقهوة والسجائر ويستمعون إلى ترتيل القرآن من مشاهير المقرئين".

وبحسب الصور المنشورة في المجلة بتعليقات أسفلها، يمكننا أن نرصد 3 مشاهد نادرة من قصر عابدين آنذاك.

خارج مبنى القصر، "ازدحمت صالونات القصر وأفنيته بضيوف الملك، فوقف البعض خارج أسوار القصر يستمعون إلى مكبرات الصوت تنقل إليهم أصوات المقرئين مرتلة القرآن".

وفي الصورة نجد رجالاً وصبياناً بأزياء، بعضهم يرتدون البدل والقمصان وبعضهم يرتدي الجلابيب البلدية، واقفين خلف سور القصر يتطلعون إلى الداخل.

في صورة ثانية، نشاهد صفوفاً من المقاعد المتراصة يجلس عليها عدد كبير من الحضور، ونميز من بينهم الزي الأزهر وزي العواقل ورؤساء القبائل، إلى جانب الأفندية والموظفين.

وتعلق المجلة على الصورة كالتالي: "لم تخصص أماكن لكبار الضيوف الذين أقبلوا للاحتفال برمضان، بل ترك كل منهم يجلس حيث شاء، ترى فريقاً منهم في فناء القصر يستمعون إلى ترتيل القرآن الكريم"، مشيرة إلى أن من بينهم عبد الله لملوم باشا، الذي كان من رجال حزب الوفد، وعضو البرلمان، وزعيم قبيلة الفوايد.

أما الصورة الثالثة، فهي لقطة علوية لمشهد الكراسي المتراصة للمستمعين لتلاوة القرآن، والذين جلسوا "في خشوع واحترام.. وقد عمرت قلوبهم بالإيمان".

لكن المجلة لم تفوت الفرصة للإسقاط الديني على جهود الملك فاروق في إحياء ليالي رمضان وتلاوة القرآن، إذ تنقل على لسان ما وصفته بأحد كبار العلماء، أن "السنة الحميدة التي استنها جلالة الملك تجعل رعاياه المسلمين يتمسكون بالدين الحنيف".