الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

أشرف الصبَّاغ لـ"الرئيس نيوز": التحرك الأمريكي الأخير ليس تهويشاً

الرئيس نيوز


ـ  لا يوجد أي تقارب ولا أي دفء بين ترامب وبوتين بل محاولة للتغطية على فشل السياسة الخارجية لورسيا

ـ الأوروبيون  يعتبرون ليبيا محميَّة أوروبية ولا يهمهم إلا مصالحهم المتعلقة باللاجئين

ـ موسكو أكثر خبثاً حين تسعى إلى أن يكون لها موطئ قدم على الساحل الليبي

ـ قصة الألف داعشي اخترعتها موسكو وطهران للتغطية على شيء ما أو إبعاد الشبهات عن حالة ما

استبعد الخبير في الشؤون الروسية، أشرف الصباغ، وجود تقارب أو دفء في العلاقات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، معتبراً أن الآلة الإعلامية الروسية التي وصفها بـ "الرديئة والدعائية وغير المهنية" هي التي تروّج لذلك، للتغطية على فشل السياسة الخارجية الروسية.

وأكد الصباغ في حواره مع "الرئيس نيوز" من العاصمة الروسية موسكو، أن الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وتركيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا، هي الدول التي تقف ضد تزويد ليبيا بالسلاح، وتعرقل كل مشروعات وجهود دول الجوار الليبي، التي يمكنها أن تنشر الاستقرار داخل ليبيا للاستيلاء علي ثرواتها والسيطرة عليها طوال مقبل على الأقل.

وأشار الصباغ إلي أن التحركات العسكرية الأميركية نحو منطقة الخليج ليست "تهويشاً" أو مجرد تهديدات، وانما تحركات جادة وحقيقية وموجهة ليس فقط إلى إيران، ولكن لتكون قريبة من أماكن أخرى مثل سوريا وأفغانستان والعراق وجنوب تركيا وإسرائيل وإلى أي خصم آخر مُحتمل، ولكي تكون قريبة من مواقع تشهد تمدداً روسياً في العديد من دول الخليج العربي.. وإلي نص الحوار:

ما حقيقة التقارب والدفء بين بوتين وترامب بعد تجاوز مرحلة التحقيق في تدخل روسي خلال الانتخابات الأميركية؟

ـ لا يوجد أي تقارب ولا أي دفء بين ترامب وبوتين، أعتقد أن الآلة الإعلامية الروسية الرديئة والدعائية وغير المهنية هي التي تروِّج لذلك، للتغطية على فشل السياسة الخارجية الروسية واعتمادها على دق الأسافين وتعريض البلاد للعديد من العقوبات.

 إن بوتين رجل مخابرات يعمل وفق سياق سلطة معين، يرى أنه يتناسب مع شعبه ومع مصالح بلاده، وترامب رجل أعمال يقود أقوى وأهم دولة - مؤسسة في التاريخ، وهو يعمل مع مؤسسات وفق قوانين صارمة ولا يمكنه أن يتجاوز صلاحياته أو يفرض شيئا على بقية السلطات والمؤسسات، أما مسألة تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، فستظل لغزاً لسنوات طويلة مقبلة، نظراً لتورط ليس فقط أجهزة استخبارات ومجموعات مصالح، بل وأيضا تورط دول ثالثة ورابعة. وفي كل الأحوال، فهذا الموضوع يتعلق في جانب منه بالمشاكل الداخلية في الولايات المتحدة بين الحزبين الرئيسيين، وصراعات بين الأجهزة في هذه الدولة. وسيظل بوتين وأجهزته الاستخباراتية موضع اتهام دائم حتى بعد رحيل ترامب عن البيت الأبيض، وفي الحقيقة، بوتين لم ينف ولم ينكر أن هناك تدخلاً قد حدث بالفعل، ولكنه نفى بقوة أن يكون هذا التدخل من جانب السلطات الروسية الرسمية، أو أن تكون لهذه السلطات علاقة به.

ماذا عن اللقاء المرتقب بينهما في قمة العشرين في اليابان 28 يونيو المقبل؟ وهل يعتبر ذلك محاولة للخروج من عنف صراع المصالح في فينزويلا وسوريا وفي العلاقة مع إيران؟

ـ اللقاء المرتقب في اليابان قد يتم بشكل بروتوكولي، وقد يكون لقاء قصيراً، وأنا أرجِّح أنه لن يكون غير ذلك، لأنه من الصعب أن تسمح اليابان أو الدول المشاركة في هذا اللقاء أن يظهر بوتين كزعيم كبير ليخطف الأضواء بعيداً عن قمة العشرين أو يسحب البساط من تحت أقدام الزعماء المشاركين، وقد لا يذهب بوتين إلى هذه القمة لأي سبب، هذا إضافة إلى أن روسيا لا تزال متعنتة مع اليابان في مسألة توقيع اتفاقية سلام، وتشترط عليها الاعتراف بتبعية جزر الكوريل المتنازع عليها لروسيا، وسيأتي يوم 28 يونيو ولن يتم أي اختراق على الإطلاق للملفات السورية والفنزويلية والأوكرانية والكورية الشمالية والإيرانية، ولن يكون هناك أي تقدم في العلاقات بين موسكو وواشنطن إلا على مستوى التصريحات المطاطة والفضفاضة.

نريد أن نعرف هل تستفيد الدول الأوروبية من بقاء الوضع في ليبيا ولماذا خرج الاتحاد الأوروبي بإدانة حفتر قبل يومين معتبراً إياه يهدد الأمن والسلم الدوليين؟

ـ الأوروبيون  يعتبرون ليبيا محميَّة أوروبية، ولا يهمهم الإرهاب هناك إلا من زاوية مصالحهم المتعلقة باللاجئين. هم يريدون أن يحلبوا ليبيا لعشرات السنين. وفي الوقت نفسه لا يرغبون بدفع المقابل، بل يطمعون في المزيد من الأخذ، هناك صراعات بين فرنسا والولايات المتحدة، وصراعات بين إيطاليا وفرنسا، وصراع بين بريطانيا وفرنسا، كل هذه الصراعات تدور حول ليبيا وثرواتها والسيطرة عليها لقرن مقبل. وبالتالي، نجد أن كل هذه الدول تعمل على إعاقة أي مشروعات من دول الجوار، وتقف ضد تزويد ليبيا بالسلاح، وتعرقل كل المشروعات والجهود التي يمكنها أن تنشر الاستقرار، ولا يجب أن ننسى الدور الروسي الذي يسعى هو الآخر لعرقلة الكثير من الجهود بطرق أكثر خبثاً من الغرب، بل وتسعى موسكو لضمان مصالحها والإصرار على تحصيل ضمانات عسكرية واقتصادية ومالية، بل وتريد أن يكون لها موطئ قدم على الساحل الليبي، وهو الأمر الذي أشك أنه قد يحدث على الأقل خلال القرن الواحد والعشرين. إن أوروبا لها معاييرها في مجال الحريات وحقوق الإنسان، ولكن مواطنيها هم الذين يستفيدون من ذلك، بينما تتلاعب هي مثل الولايات المتحدة بمقدرات الشعوب الأخرى وتستخدم ورقتي الحريات والحقوق عندما تريد فقط ووفقا لمصالحها، بصرف النظر عن حياة مواطني الدول الأخرى. وبالتالي، فالدول الأوروبية تريد الحفاظ على توازنات سياسية معينة في ليبيا لا من أجل الليبيين، بل من أجل مصالحها.

هل تعتبر تحريك القطع البحرية والحربية الأمريكية في مياه الخليج لردع التهديدات الإيرانية مجرد عمليات تهويش أم أنك من المؤمنين بأن الحرب العالمية الثالثة مقبلة لا محالة؟

ـ لا شك أن "الشرطي الأميركي" يريد التربح بشتى الطرق والوسائل، وهو لا يحصل من دول الخليج على الأموال فقط، بل وعلى القواعد العسكرية والتسهيلات الاقتصادية والأمنية أيضاً. وفي الواقع، لن تنشب في الخليج حرب عالمية ثالثة، لأن الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل وبمعايير مختلفة عن الحروب التقليدية، وإذا شئنا الدقة، فهذه الحرب بدأت في أماكن متعددة بداية من جورجيا في أغسطس 2008، ثم أوكرانيا في 2013، وبانتشار الدرع الصاروخية في أوروبا وكوريا الجنوبية واليابان ورومانيا وبولندا. هناك مؤشرات مهمة على بداية هذه الحرب العالمية التي تدور في أماكن متفرقة وبوتائر مختلفة ومتفاوتة.

 لكن توجه الأسلحة والآليات الأمريكية نحو منطقة الخليج له أهداف كثيرة، من بينها ردع إيران، ولكن قبل كل ذلك، لكي تكون هذه القوات قريبة من أماكن أخرى مثل سوريا وأفغانستان والعراق وجنوب تركيا وإسرائيل، ولكي تكون قريبة أيضاً من مواقع تشهد تمدداً روسياً في العديد من دول الخليج التي شعرت بخيانة واشنطن وتريد تنويع علاقاتها حتى مع أعدائها السابقين، ومنافسي وخصوم واشنطن، نعرف جميعاً أن القوات الأمريكية، وقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن وقوات الناتو موجودة في العديد من الدول المذكورة أعلاه، ولكن الولايات المتحدة تريد أن تحافظ لنفسها على الدور الأكبر والقيادي والطليعي من أجل الحصول فيما بعد على النصيب الأكبر من المصالح والأدوار والزعامة، التحركات العسكرية الأمريكية نحو منطقة الخليج ليست على الإطلاق "تهويشاً" أو مجرد تهديدات. إنها تحركات جادة وحقيقية وموجهة ليس فقط إلى إيران، بل وإلى روسيا وتركيا وأي خصم آخر محتمل. ولكن كل ذلك لا يعني أن واشنطن ستدك طهران غدا أو بعد غد. المسألة أكثر تعقيدا من ذلك، والحروب لا تدور بهذه البساطة والميكانيكية.

 

 

- إلى أين ذهب الألف داعشي الذين هزموا في سوريا ورفضت بلادهم الأووربية استلامهم وقال وزير الخارجية الروسي الأسبوع الماضي إنه لا يعرف مصيرهم.. أين تتوقع أن يصلوا؟

ـ لا أحد يعرف أين ذهبوا. ولكن قد تكون الدول المشاركة مباشرة في "الكارثة السورية" على علم بخط سيرهم، خاصة الولايات المتحدة وروسيا وتركيا ونظام الأسد، مسألة الدواعش وتحركاتهم مسألة صعبة ومعقدة وخاضعة لاعتبارات استخباراتية وأمنية كثيرة. إننا نلاحظ أن روسيا وإيران ووسائل الإعلام التابعة لهما مهتمة للغاية بهذا الموضوع، وتقوم بحملات إعلامية ودعائية تضليلية لخلط الأوراق وإثارة حالة من الفوضى الإعلامية والمعلوماتية، ولكننا نعلم أن الدواعش ليسوا ألفا ولا ألفين ولا عشرة، وأنهم من دول أوروبا ومن روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق التي تقوم بالتنسيق الأمني والاستخباراتي مع روسيا. لا أعتقد أن 1000 داعشي يمكنهم أن يثيروا قلق روسيا وإيران بهذا الشكل الملفت والمثير للتساؤلات، إلا إذا كانت موسكو وطهران تريدان التغطية على شيء ما أو إبعاد الشبهات عن حالة ما، هناك سياسة كيد في هذا الموضوع، وهناك تدليس استخباراتي وتضليل إعلامي. ويبدو أن الدواعش وبعلم الأطراف الرئيسية يظهرون متى أراد هذا الطرف الرئيسي أو ذاك، ويختفون أيضا بنفس المنطق وبنفس الطريقة.

هل تعتقد ان روسيا ستتخلى عن إيران كما تخلت في السابق عن العراق وليبيا؟ أم ستدفع بإيران كما دفعت بسوريا إلى المصيدة لتصبح محمية روسية؟

ـ إن موسكو تقوم بحملة دعائية عبر أكثر من وسيلة للتأكيد على أنها لا تتخلى عن حلفائها، معولة على أن العالم نسي كيف سلمت إريك هونيكر وتخلت عن يوغسلافيا والعراق وليبيا وأغلقت الأبواب أمام حلفائها وأصدقائها من قادة "التحرر" السابقين. إنها تحاول تعميم نموذجها مع بشار الأسد لتمرير الخدعة. ونحن نرى إلى أي مدى ذهب الأسد بنفسه وبسوريا، وإين هي سوريا الآن وفي قبضة مَنْ. ولكن إيران كثيرا ما تتمرد في الخفاء، وكثيرا ما ترفض بعض الإملاءات الروسية، الأمر الذي يثير انزعاج موسكو ويجعلها تمارس ضغوطا على طهران عبر ملفات أخرى أو تتركها أحيانا وجها لوجه مع الولايات المتحدة. وأحيانا تستثمر روسيا رفض إيران بعض الضغوط لكي تؤكد أنها غير قادرة على توجيه إيران حتى النهاية، ومن ثم يعمل التمرد الإيراني لصالح روسيا ولتعزيز مواقفها في قضايا عالقة بينها وبين الولايات المتحدة ودول أخرى. إن روسيا ببساطة تحاول إخضاع إيران وتدجينها بنفس القدر الذي حدث مع بشار الأسد. وهذا الأمر يضمن لروسيا مصالحها مع بعض الدول الخليجية التي تقاربت مع موسكو مؤخرا مثل السعودية والإمارات وقطر. إن تدجين طهران وإخضاعها لإرادة موسكو، كما حدث مع سوريا الأسدية، يضمن لموسكو تحقيق مصالح هائلة وتحصيل أموال ضخمة وتصدير أسلحة كثيرة إلى دول الخليج.

- وهل يمكن أن تضحي روسيا بمصالحها، التي تكوَّنت مؤخرا، مع السعودية والإمارات وبقية دول الخليج، مقابل دعم إيران، أم لا؟

هذا هو السؤال: هل روسيا قادرة فعلا على حمل كل هذا العدد من "البطيخ" بيد واحدة؟! أي هل لدى موسكو الإمكانيات لتدجين إيران، واستخدام التناقضات الخليجية – الخليجية، والخليجية – الأمريكية، لرسم سياق سياسي وجيوسياسي معين لاحتواء إيران ودول الخليج وتركيا وبعض دول شمال أفريقيا؟! أنا أشك في قدرة روسيا على تحقيق ذلك، وفي قدرها على حمل أكثر من بطيخة بيد واحدة، خاصة في ظل العقوبات والحصار الغربي. كما أنه لا توجد أي ضمانات لعدم تمرد إيران، أو رفض بعض دول الخليج صفقات ما مع موسكو. إن روسيا لا تستطيع التخلي عن إيران، لأنها ستخسر ورقة مضمونة بنسبة كبيرة، وسيسبب هذا في إضعاف مواقف موسكو، سواء المفاوضية أو سيفقدها بعض أوراق الضغط على دول الخليج. في كل الأحوال، تحاول واشنطن اليوم إجراء صفقات معينة مع موسكو، وتطلب منها أداء أدوار معينة مقابل وعود بتحسين الأمور. وموسكو متلهفة لتقديم أي خدمة، لأنها ببساطة في وضع سيء للغاية، بصرف النظر عن التصريحات العنترية والمبالغات الإعلامية والسياسية التي تستخدم من أجل الداخل الروسي. ولكن من جهة أخرى، فإن موسكو تعوِّل على أخطاء الولايات المتحدة وتناقضاتها مع حلفائها. كما تنطلق أيضا من كونها قوة كبرى قادرة على التفاهم مع الولايات المتحدة لقمع كل تلك الدول "الصغيرة" والإبقاء عليها في مكانها المناسب.

ما تعليقك على رفض إيران تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية؟

ـ في الواقع، يتردد الكثير من الأنباء والمعلومات حول قيام إيران بدعم وبتمويل وتسليح تنظيمات إرهابية سنية مختلفة، بينها بعض التنظيمات في منطقة آسيا الوسطى، وبالذات في طاجيكستان، والمعروف أن الأخيرة، على سبيل المثال، رفضت رفضاً قاطعاً انضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون لهذا السبب. وبطبيعة الحال، فقبول الأعضاء الجدد في هذه المنظمة "الغريبة" يكون بالإجماع، لكن المدهش والمثير للتساؤلات أن روسيا تعرف جيداً أن إيران تموِّل وتُسَلِّح منظمات إرهابية سنية في مناطق ودول تقع ضمن نفوذ موسكو، على الأقل من شكاوى وإعلانات تلك الدول والمناطق نفسها، ولكنها لا تستطيع مفاتحة إيران في الموضوع أن محاولة ترتيب الأوراق بين حلفائها، وربما تسعى موسكو لاستخدام هذا التوجه الإيراني كورقة ضغط على دول آسيا الوسطى، ومن ضمنها طاجيكسان، الواقعة على الحدود مع أفغانستان، والتي تضم قواعد عسكرية روسية. هذا المشهد المتشابك والمتداخل والمتناقض ملئ بالدهشة والتساؤلات الكثيرة الجادة والخطيرة، وبالذات في ما يتعلق بأدوار روسية ذات طبيعة معينة قد يتم تسليط الضوء عليها فجأة إذا أرادت قوى وأطراف معينة. إن طاجيكستان، التي تقع كليا في مجال النفوذ الروسي، تواصل رفضها انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون بسبب دعمها حزب "الصحوة الإسلامية" في طاجيكستان، وهو حزب سني تصنفه طاجيكستان في خانة المنظمات الإرهابية. في هذا الصدد تحديدا، قالت صحيفة "إزفستيا" الروسية إن موسكو ترى أنه من الضروري أن ينضم بلد آخر، هو إيران، لتلك المنظمة التي تضم في عضويتها حالياً كلا من روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان وأوزبكستان

. كما تؤيد بكين قبول إيران عضواً جديداً في منظمة شنغهاي غير أن اعتراض طاجيكستان يعمل على تأجيل هذا الموضوع، على الرغم من تكرار الطلبات الرسمية الإيرانية طوال السنوات التسع الأخيرة للانضمام إلى هذه المنظمة، وكانت طاجيكستان تؤيد انضمام إيران لمنظمة شنغهاي حتى عام 2015، ولكنها غيرت. وقالت صحيفة "إزفستيا" إن طاجيكستان ستظل تعترض إلى أن تعلن طهران هذا الحزب منظمة إرهابية، ولكن طهران لا تعلن، ويبدو أنها لن تعلن، لأنها ببساطة لديها مصالح متناقضة وتدير "لعبة" سياسية وأمنية أكثر تناقضاً بعيداً عن الكيد والتفاصيل السياسية والأمنية المراهقة. وعلى الرغم من أن الحرس الثوري يجر إيران إلى الكثير من الكوارث، فإن سياسات الخارجية الإيرانية تبحث عن حلول عبر الأبواب الدبلوماسية الخلفية، حتى مع إسرائيل والولايات المتحدة، ولكن موازين القوى تميل لصالح صقور الحرس الثوري المغرم بالشعارات الرنانة والضخمة المبنية على الضلالات السياسية والدينية. كثير من الباحثين المهتمين بروسيا وإيران وأفغانستان وآسيا الوسطى والمتابعين لحركة الموجا والتيارات الإرهابية يتحدثون عن موجات جهادية وصلت إلى سوريا قادمة من دول مختلفة من آسيا الوسطى، عبر إيران. وهناك الكثير من الصحف ووكالات الأنباء الروسية، على سبيل المثال لا الحصر، تشير في تحقيقات ومتابعات إلى شهادات مهمة للإرهابيين، وكان من ضمنها شهادة لأرملة داعشية من أوزبكستان تؤكد أنها وزوجها وصلا أفغانستان إلى طالبان عبر إيران، وعبرها انتقلا كذلك إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا. وتتكرر مثل هذه التنقلات من أذربيجان إلى سوريا عبر إيران، وعبر تركيا أيضا. لكن المثير هو أن منطقة آسيا الوسطى وتقاطعاتها تقع سياسياً وأمنياً في قبضة روسيا وتحت عيونها.