الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"أساطير" أحمد بن طولون: بنى جامعه من "كنز ذهب".. وصعد المئذنة على ظهر حصان

الرئيس نيوز


ليس أشهر من أحمد بن طولون إلا جامعه الذي يحمل اسمه.. الاثنان من الآثار المهمة في تاريخ مصر، الأول لأنه الحاكم الذي استقل بالمحروسة عن الخلافة العباسية، والثاني لأنه أحد أكبر مساجد القاهرة والعالم.
غير أن هناك عاملا مشتركا آخر يجمع ابن طولون وجامعه، وهو "الأساطير" التي تحيط بالرجل والمسجد، ووصلت إلينا من خلال كتب التاريخ.
وفي أجواء شهر رمضان، يمكننا أن نستعيد سيرة هذا الحاكم من خلال جامعه الشهير الذي يحمل اسمه، اعتمادا على كتاب "القاهرة جوامع وحكايات" لمؤلفه حمدي أبو جليل.
في البداية، وللدلالة على قوة دولة ابن طولون في تلك الفترة من القرن التاسع الميلادي، علينا أن نشير سريعا إلى مدينة "القطائع" التي بناها واتخذها عاصمة له، إذ "كانت مدينة حصينة يشد إليها الرحال من كل أنحاء المعمورة، وعلى مشارفها المدججة بالجنود كان الناس يرتجفون خوفا ورهبة".
بعد تأسيس "القطائع" بعشر سنوات، بنى "ابن طولون" الجامع في العام 265 هـ، ويمكننا أن نعتبره أقدم حتى من جامع عمرو بن العاص الذي فقد مبناه الأصلي وطرأت عليه ظروف بيئية وتجديدات.
نأتي إلى سبب بناء الجامع، إذ يسجل المؤرخون أن ما دفع "ابن طولون" لتلك الخطوة ضيق المسجد الذي كان يصلي فيه. لكن الرواية الغريبة تقول إنه وقع على كنز من الذهب "قيل إن بغلته عثرت فيه صدفة عندما كان في إحدى زياراته الليلية لمنطقة الأهرامات"، فقرر تشييد ذلك الأثر الهائل.
بالنسبة لموقع الجامع، فإن الأساطير تحيط به كذلك. وينقل الكتاب أن صاحبه "اختار مكانا اشتهر بإجابة الدعاء، وشاع بين البسطاء أن سيدنا موسى عليه السلام ناجى ربه من فوقه".
قال "ابن طولون" لرجال دولته: "أريد أن أبني بناء إن احترقت مصر بقى، وإن غرقت بقى"، ثم عهد إلى مهندس قبطي مسيحي بالبناء، بعد أن أخرجه من السجن خصيصا للقيام بالمهمة، إذ كان غاضبا عليه بسبب حفره "عين ماء" لم تعجبه من قبل.
لكن المهندس بنى جامعا رائعا، لا سيما المنارة بتصميمها المميز، والتي يقال إن "ابن طولون" صممها بنفسه، إذ  "أخذ فرخا من الورق المقوى "الكرتون" وراح يعبث به ويديره مثل القرطاس فخرج بعضه وبقى بعضه ف يده، فظن البناؤون أنه يلعب وعندما لاحظ اندهاشهم قال: "اصنعوا المنارة على هذا المثال".
وتعتبر مئذنة الجامع الوحيدة في جوامع مصر القديمة التي تحتوي على سلالم، ويقال إن ابن طولون كان يصعد إليها بحصانه حتى يشاهد من فوقها ما يدور في أرجاء مدينته.
أما عن الأساطير المحيطة بشخصية ابن طولون نفسها، فمن المعروف عنه أنه "كان يعتقد كثيرا في الأحلام، ويقال إن قرارات دولته في النهار ما هي إلا تنفيذ لأحلامه في الليل".
كيف أثر ذلك على بناء الجامع؟ يقول "أبو جليل": "عندما اكتمل بناء الجامع رأى في منامه كأن الله تعالى قد تجلى للقصور التي كانت حول جامعه ولم يتجل له أي للجامع. وفي الصباح سأل المفسرين فقالوا: ""يخرّب ما حول الجامع ويبقى قائما وحده"، فخربها".
الأمر لم يتوقف عن ذلك الحد، إذ "رأى ابن طولون في منامه كأن نارا نزلت من السماء وأخذت جامعه دون ما حوله من العمران، فلما أصبح قص رؤياه على المفسرين فقالوا له: "أبشر بقبول جامعك المبارك، لأ النار كانت قربانا في الزمن الماضي، فإذا قبل الله قربانا نزلت نار من السماء أخذته".