السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

معرض جديد يحيي تراث رسام الكاريكاتير المصري الشهير إلكسندر صاروخان

الرئيس نيوز

ساهم رسامو الكاريكاتير وعشاق هذا الفن الراقي في الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 120 لميلاد "أبو الرسوم الكاريكاتورية السياسية" في مصر؛ الفنان المصري الراحل إلكسندر صاروخان في إطار مسابقة دولية جذبت مساهمات من رسامي الكاريكاتير العرب والأجانب، فقدم حوالي 200 رسام كاريكاتير من 45 دولة مساهماتهم التي تم عرضها في معهد جوته في القاهرة.

أطلق منظمو الاحتفالية، الجمعية المصرية للكاريكاتير، هذه المسابقة في أكتوبر الماضي لأفضل كاريكاتير للراحل صاروخان الذي أدخل فن الكاريكاتيرعلى الصحف والمجلات المصرية في بيئة غنية بتفاعلات السياسة قبل عقود.

وحازت المسابقة قدرًتا كبيرصا من الاهتمام من قبل مئات من محبي الرسوم المتحركة والكاريكاتير الذين ذهبوا لمشاهدة أعمال بعض من أفضل رسامي الكاريكاتير في العالم، وكلهم يصورون نفس الرجل ولكن كل منهم يشبع أعماله بما يعتقد أن صاروخان يمثله.

ألقت بعض الرسوم الكاريكاتورية الضوء على روح الدعابة التي كانت من ابرز سمات شخصية رسام الكاريكاتير الراحل، وأظهره آخرون بطريقة جدية وركز بعضهم على ما اعتقدوا أنه من أكثر سمات صاروخان الشخصية.

أحد الرسوم الكاريكاتورية صوّر صاروخان يرتدي ملابس أنيقة وأنف طويل ووجه غير مكحل وعينين مبتسمتين. وأظهر آخر صاروخان برأس كبير، ممسكا نظارته بيد واحدة ورسم بيده الأخرى. رسم ثالث لصاروخان يشبه الجني الخارج من مصباح علاء الدين، مصحوبًا بعبارة "الأب الروحي للكاريكاتير المصري".

وقال إن الإقبال الكبير على المسابقة، وشهرة المعرض والطبيعة الغنية للحدث يشهدان على إرث صاروخان الذي لا يُنسى، والشهرة الدائمة لرسام الكاريكاتير السياسي الأول في مصر.

صاروخان، وهو مصري من أصل أرمني من مواليد أكتوبر 1898، وكان يبلغ من العمر 26 عامًا عندما وصل إلى القاهرة. كان معه عشرات القطع من رسوماته، والتي رحب بها إلى حد كبير رؤساء تحرير الصحف والمجلات المصرية. كان يعمل في العديد من المطبوعات الصحفية كما أسس مجلته الخاصة التي كانت تصدر باللغة الفرنسية.

وقال الفنان محمد عبلة، مؤسس متحف الكارتون، وهي مدرسة للرسوم المتحركة وصالة عرض تعاونت مع جمعية الكاريكاتير المصرية في تنظيم المعرض، لصحيفة "آراب ويكلي" اللندنية: "إن صاروخان كان يعمل في عصر غني سياسياً عندما قامت الأحزاب السياسية بعمل رائع، جميعها تقاوم الاحتلال البريطاني لمصر ولكن أيضا سباق ضد بعضها البعض ليكون لها مكان في الحكومة.

وأضاف عبلة: "لقد كانت بيئة مشجعة لعمل رسامي الكاريكاتير، وأتاح ذلك المناخ لصاروخان الحرية في رسم ما يعتقد دون أي مشاكل".

قام صاروخان، الذي توفي في يناير عام 1977، برسم أكثر من 20,000 كاريكاتير، تغطي جميع أنواع الموضوعات، بما في ذلك السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مع الكثير من الفكاهة. وقال رسامو الكاريكاتير إن أعماله كانت شائعة لأنها حملت قطعة من روحه، التي كانت شجاعة ومفعمة بروح الدعابة والنظرة الثاقبة.

ألف صاروخان كتابًا بعنوان "Cette Guerre" ("هذه الحرب") للتحذير من شبح الحرب العالمية الثانية الذي كان يلوح في الأفق. بصرف النظر عن عمله، كانت مساهمات صاروخان وأسلوب الرسم والحياة مثار اهتمام العديد من الكتب والدراسات والبحوث. ربما كان هذا هو السبب في أن جاذبيته لم تقتصر على مصر، حيث قضى أهم سنوات حياته، لكن تأثيره امتد إلى دول عربية أخرى. شارك في المسابقة والمعرض الذي يحمل عنوان "تراث صاروخان" رسامو كاريكاتير من الدول العربية وأمريكا اللاتينية وأوروبا.

فاز رسام الكاريكاتير الكوبي يوميس ديل تورو بالجائزة الأولى لأفضل رسوم كاريكاتيري  لصاروخان. ومُنحت الجوائز الفخرية لمروة إبراهيم (مصر) وعمر تورسيوس (إسبانيا) وأحمد وحيد (مصر) وغو يي (الصين) وأنتونيو سانتوس (البرتغال).

وقال ثروت مرتضى، رسام كاريكاتير مصري شارك في المسابقة: "كان له تأثير قوي على جميع رسامي الكاريكاتير سواء في مصر أو في بلدان أخرى". وأضاف: "لهذا السبب كان الكثير من الناس متحمسين للمشاركة في المسابقة وزيارة المعرض.

الرسم الذي قدمه مرتضى يصور صاروخان وهو يرتدي حُلّة زرقاء وربطة عنق حمراء منقطة وطربوش أحمر. في يده اليسرى، حمل رسام الكاريكاتير فرشاة تشبه الشعلة الأولمبية. كما يشير بإصبعه الفهرس إلى اسمه المكتوب باللغة العربية في أسفل الرسم. وقال مرتضى إن مشاركته في المعرض كانت تجربة تعليمية له ولرسامي الكاريكاتير الآخرين الذين شاركوا في هذا الحدث.

وأضاف مرتضى: "لقد أثر صاروخان على أجيال من رسامي الكاريكاتير في مصر وفي كل مكان آخر، وعبر عن الأفكار والآراء السياسية الأكثر تطوراً بأكثر طريقة مضحكة وبسيطة، ليصبح معبودًا لكل أولئك الذين أتيحت لهم الفرصة للتعرف عليه أو رؤية عمله”.