الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

خاص/ آخر مناطق خفض التصعيد في سوريا بين خيارين

الرئيس نيوز


ضمن مسارات الحرب على سوريا، تتسارع التطورات والأحداث على المستويين السياسي والعسكري، فما بين مشهد الإنجازات العسكرية السورية في محيطي "ريف حماة" الشمالي و"ريف إدلب" الجنوبي، ومشهد جمود المفاوضات السياسية والتي تحولت إلى معضلة في إيجاد الحلول السياسية عبر "أستانا" و"سوتشي"،  يبرز الثابت الوحيد في أن التحرك العسكري يهيئ للحلول السياسية وهناك تكامل بين المساريين بانضباط الإنجازات الميدانية وتلقفها سياسياً، فقد تمكن "الجيش السوري"، ضمن معادلات الميدان في "الغوطة الشرقية" والمنطقة الجنوبية من سوريا والمنطقة الوسطى، من رسم خرائط سياسية وعسكرية كان لها بالغ الشأن بتحقيق منجز استراتيجي سياسي فالتقدم العسكري السوري في ريفي إدلب وحماة له أكثر من دلالة، بحسب ما أكده المحلل العسكري السوري محمد العمري، والذي أكد في تصريحه لموقع "الرئيس نيوز"، أن قرار الحرب وتحرير الأراضي السورية، لن يكون رهينة المعادلات الإقليمية والدولية، ولن يبقى رهينة المصالح الظرفية خاصة تلك المتعلقة بمحور أعداء سوريا، فقد تغيرت الظروف سياسياً وعسكرياً، من هنا بدأت المعادلة في سورية تأخذ أبعاداً مختلفة، لأن تحرير إدلب وحماة سيضع بدايات لنهاية الحرب، كونها المعقل الأخير للمجموعات المسلحة التي يعولون عليها لاستمرار استنزاف سوريا، بل سيشكل هؤلاء المسلحين عناصر خطيرة على هذه الدول حين عودتهم لدولهم.

وأضاف العمري إلى أن تحرير المناطق الاستراتيجية يدفع المسلحين للانسحاب والالتزام باتفاق سوتشي أو خلق نوع من الفوضى والانشقاق بين هذه المجاميع الإرهابية.

مشيراً إلى أن هذه المناطق تشكل طرقاً رئيسية تشكل تجارة كبرى مع الأتراك على مستوى قادة الفصائل جعلت الصراع الدموي محتدما فيما بينهم طيلة سبع سنوات، فالبداية كانت مع "جيش النصر" ثم "حركة أحرار الشام" وصولاً إلى "هيئة تحرير الشام" وفصائلها، التي فرضت أتاوات قاسية على المواطنين السوريين الذين يعبرون إلى محافظة "حماة" ليتقاضوا أجورهم ورواتبهم من الدولة السورية، ومن يعارض كان مصيره القتل والسجن.

وأكد المحلل العسكري، أن التمهيد الناري واستهداف المواقع الرئيسية للتنظيمات الإرهابية وقطع طرق المواصلات فيما بينها تشكل نقطة بداية بين مسارين أو منحيين، منحى عسكري بحت يهدف لتطهير كامل الأراضي السورية وتكون له رسائل باتجاه المنطقة الشرقية، أو منحى عسكري مضبوط بهدف سياسي للحفاظ على منجزات أستانا ودفع سوتشي، ولكن المسلم به أن العملية السياسية لا يمكن أن تنطلق قبل تأمين الظروف الموضوعية لإنجاحها وفي مقدمتها القضاء على الإرهاب وثانياً وقف التدخلات والرهانات الخارجية.