ما هي أهمية محور سرت في تحرير طرابس؟

في ظل حشد الجيش الوطني الليبي قواته العسكرية على تخوم مدينة سرت الساحلية، والحديث عن فتح محور جديد للقتال نحو تحرير العاصمة الليبية طرابلس من الإرهاب، واستمرار معارك الكر والفر بقيادة المشير خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، أعلن الجيش الوطني عن سيطرته الكاملة على مناطق كوبري الزهراء، الطويشة والعزيزية، جنوب شرقي طرابلس.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، حذر المتحدث الاعلامي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، في حديثه عن تحركات الجيش في محاور عملية طوفان الكرامة عن وجود جماعات إرهابية في سرت خططت لهجوم على منطقة الهلال النفطي.

ويشار الى أن المدينة الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط الواقعة في منتصف الساحل الليبي بين طرابلس وبنغازي تبعد450 كم عن العاصمة الليبية، ويبلغ عدد سكانها  في2013  نحو 128000 نسمة، واتخذها معمر القذافي مقراً له بعد فقدانه السيطرة على طرابلس خلال ثورة 2011 قبل أن يقتل فيها  في 20 أكتوبر من العام نفسه.

المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، قال لـ"الرئيس نيوز"، إن محور سرت مهم جداً في المعركة، ولكنه لايعتقد أن الجيش سيفتحه الآن، حيث إن قوة الجيش الموجودة في الهلال النفطي المحاذية لمدينة سرت لن تقوم باستنزاف قوتها في حرب سرت، ذلك لأم مهمتها الأساسية تتمثل في حماية الموانيء النفطية الخمس وخزانات النفط بها ضد أي هجوم.

وأوضح المرعاش قائلاً: "استراتيجية الجيش تعتمد على التهديد المستمر لمدينة سرت لخلق حالة من التوتر والفزع لدي ميليشيات مصراته، وإجبارها على عدم إرسال القوات في مواجهة طرابلس، خصوصا أن مدينة سرت هي خط الدفاع الاول عن مصراته".

من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي محمد العمامي للرئيس نيوز: "القبائل الليبية في سرت تأذت كثيراً من الجماعات الارهابية، التي تضم أكبر قبيلتين هما القذاذفة وفرجان".

ويعتقد العمامي، أنه رغم عدم إعلان هذه القبائل مواللاتها للجيش الوطني الليبي، إلا أنهم متوافقون على تأييد الجيش بعد معاناتهم من الإرهاب حيث إنهم يريديدون أن يكونون جزءاً من جيش يحميهم.

وأوضح العمامي أهمية مدينة سرت الواقعة في منتصف الساحل الليبي، ستشكل تهديداً كبيراً لميلشيات مصراتة وستخدم الجيش عسكرياً بشكل كبير في حربه نحو تحرير طرابلس من الارهاب.