الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

محللون: داعش ليبيا تكثف تواجدها في المناطق الرخوة

الرئيس نيوز


ـ المرعاش: زعماء الميليشيات سمحوا لعناصر داعش بالمشاركة في القتال

ـ معتوق: الحديث عن تطهير طرابلس مازال مبكراً و"توازن القوى" يطيل المعركة


تتعقد الأمور يوماً بعد يوم في الأزمة الليبية، ويبدو أن عملية "تطهير طرابلس" التي انطلقت مطلع أبريل الماضي، تسير على الخطى ذاتها التي سارت عليها علية تحرير بنغازي التي استمرت إلى أكثر من 3 سنوات،  وما زاد الأمر تعقيداً  في طرابلس، هو تلك الازدواجية الدولية باتجاه الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أو المجلس الرئاسي لـ "حكومة الوفاق الوطني" بقيادة فائز السراج.

وبالتزامن مع تأكيد مصادر لقناة "العربية" بشأن اقتراب الجيش الوطني الليبي من دخول "سرت" – معقل تنظيم الدولة سابقاً ـ فقد أفاقت ليبيا على هجوم مسلح استهدف معسكر تدريب تابع للجيش الوطني الليبي في مدينة سبها، السبت الماضي، تبنته داعش، وراح ضحيته 9 جنود للجيش الوطني الليبي، حتى أعلن التنظيم مجدداً تبنيه لهجوم في "غدوة" جنوبي ليبيا، الخميس الماضي، والذي راح ضحيته 3 أشخاص بينهم الدبلوماسي علي البكوش، وخطف رابع، إضافة إلى حرق منازل العديد من الليبيين.

 

 في غضون ذلك، أعرب مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، عن قلقه البالغ جراء عدم الاستقرار وتدهور الأوضاع الإنسانية في العاصمة طرابلس،  والتشديد على ضرورة العودة إلى الحل السياسي ودعم جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، كما أدانت منظمة الصحة العالمية الهجوم على سيارة اسعاف وعدد من العاملين في المجال الطبي مشيرة إلى وصول عدد القتلى منذ بداية المعارك إلى 454 وإصابة 2154 وتأثر 11 سيارة إسعاف.

المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش علق لـ "الرئيس نيوز" قائلاً:

"داعش لم تنشط مؤخراً، هذا التنظيم يعمل بدقة ومنظم جداً، له مجموعات كثيرة فاعلة في الصحراء والمناطق النائية في ليبيا، وهى مجموعات متحركة على الدوام حتى لا تصبح هدفاً سهلاً للرصد والتتبع والقصف من قبل طائرات درون الامريكية".

وأضاف المرعاش أن هناك خلايا نائمة تنتشر في مناطق شمال غرب ليبيا، حيت تجد الدعم اللوجستي من قبل بعض ميليشيات مصراته والمجموعة الإسلامية  الليبية المقاتلة التابعة  للجهادي عبد الحكيم بالحاج وخصوصاً في العاصمة طرابلس، وظهورها الآن في طرابلس، هدفه المشاركة في المعارك ضد الجيش الوطني، وأيضاً بموافقة ضمنية من ميليشيات حكومة السراج.

 

يضيف المرعاش أن الداعم الأساسي لداعش في طرابلس هو فتحي باشا آغا وزير الداخلية، الذي أغمض العيون عن ظهورها العلني، مقابل مشاركتها في القتال ضد الجيش الوطني في معركة تحرير طرابلس، بالإضافة إلى ميليشيات النواصي وهي تتبع بالحاج.

وشدد المرعاش أن السراج لا يمثل شيئا، لأنه عبارة عن كومبارس، وزعماء الميليشيات هم من أتاحوا الفرصة لعناصر داعش وخلاياها النائمة أن تشارك معهم في جبهات القتال، كما أن السراج هو من دفع الأموال للجميع بما في ذلك عناصر داعش لاستمرار المعارك مستغلاً الشرعية الدولية في التصرف في أموال الشعب الليبي

بينما قال المحلل السياسي الليبي، عبدالحكيم معتوق للرئيس نيوز": "تنظيم الدولة يستغل الموقف، في ظل اعتباره الجيش وحكومة الوفاق خصمين، حيث أنهم لا يؤمنون بالدولة المدنية والسلطة السياسية والتعددية وانما يريدون دولة خلافة".

وتابع معتوق أن  تنظيم داعش موجود في ليبيا ليس بشكل كامل، ولكن كخلايا نائمة، وقد حورب في سرت وفي الجنوب وأكثر من مدينة ليبية، وينشط بالتزامن مع حالة الفراغ السياسي والأمني كغيرها من التنظيمات الارهابية مثل داعش والقاعدة وبوكو حرام وأنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة.

 

 وأضاف: "تعتبر غدوة منطقة رخوة جداً تقترب من الخط الذي تتواجد فيه الجماعات"، مضيفا أن الحدود الجنوبية مفتوحة مثل تونس والنيجر وتشاد ومالي واستغلت في تهريب البشر والوقود والإبل والذهب.

يرى معتوق احتمالية أن يكون الدعم الواصل للتنظيم من خلال عمليات السطو التي تم تنفيذها حصلوا بها على الأموال اشتروا بها السلاح وربما من خلال الدعم الخارجي، موضحاً أن يكون ذلك من خلال "لعبة استخبارية" مثل تنظيم الإخوان في مصر، الذي تم تأسيسه من قبل المخابرات البريطانية، وتنظيم القاعدة من خلال المخابرات الأمريكية وهو ما أكدته هيلاري كلينتون، كما أن بوكو حرام تمت صناعتها من قبل المخابرات الفرنسية".

وشدد معتوق أن الحديث عن تطهير طرابلس مازال مبكرا في منطق توازن القوى على الأرض يطيل المعركة، حيث تقوم الامارات والسعودية ودول الجوار بتقديم دعم لوجستي مالي للجيش الوطني وتقدم الولايات المتحدة وروسيا دعما سياسياً للجيش الوطني الليبي، بينما في المقابل يوجد دعم لوجستي قطري تركي ايطالي وربما ايراني، مؤكداً الازدواجية الدولية وعدم الاتفاق على الجيش الوطني الليبي قسم ليبيا إلى مسارين عسكري وسياسي.