الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

في "اليوم العالمي للحمير": سكان هونج كونج أكبر مستهلك في العالم لـ"الجيلاتين الحميري"

الرئيس نيوز

على خلفية تاريخية لإمبراطور الصين التاسع "يونغتشنغ"، كان يتم تقديم صحن مزخرف مليء بحساء غريب إلى إحدى محظيات الإمبراطور الجميلات ويقال لها: "تفضلي أيتها الجميلة.. إنه يومك الكبير، لقد أرسل لك المطبخ الإمبراطوري هذا الحساء"، الذي اتضح أنه مستخرج من لحم الحمير!

وكشفت إحدى حلقات المسلسل التليفزيوني الصيني الشهير "الإمبراطورة في القصر"، الذي عرض في 2012، أن هذا الحساء الذي يستحسنه الإمبراطور هو من منتجات الطب الصيني التقليدي، وأنه مستخلص الجيلاتين من لحوم الحمير، لتعزيز الخصوبة.

وتقع واحدة من أكبر منتجي هذا الجيلاتين على مستوى العالم في الصين، وكانت شركة "دونج إيه إيجياو" الراعي الرسمي للمسلسل حيث دفعت مقابل إعلانات لعرض منتجها وظهوره في 16 حلقة على الأقل منه خلال الأربعة أشهر التي بث على مدارها في هونج كونج. واعتبرت الشركة أن حملتها الإعلانية حققت "نجاحًا كبيرًا" مع ارتفاع شعبية الجيلاتين الإمبراطوري بسرعة مذهلة.

ويستخدم الجيلاتين في الطب الصيني التقليدي منذ عهد أسرة تشينج ويُزعم أنه من "المغذيات المهمة للدم" وفقًا لجمعية بي آر سي الصيدلانية. واليوم، يستخدم هذا الجييلاتين في المنتجات الطبية ومستحضرات التجميل، بل تقدمه مطاعم صينية على شكل كعكة.

مدفوعًا بمستويات طلب غير عادية، يتم الترويج لهذا الجيلاتين في هونج كونج، وهو متوفر بسهولة في الأطعمة الخفيفة وأكثر من 80 من المنتجات الطبية التقليدية، منها 9 فقط من الأدوية المسجلة بالجمعية الملكية البريطانية.

ومع الاحتفال باليوم العالمي للحمير، أمس 8 مايو، عبرت الكاتبة "هانا كوجانز" في مقال نشر بموقع "هونج كونج إف بي" عن قلق متزايد لدى مصنعي الطب الصيني التقليدي من أن بعض الشركات تلجأ "للتحايل على اللوائح" عن طريق إضافة مكونات غير طبية إلى الجيلاتين الامبراطوري، وبالتالي لا تلبي متطلبات السلامة في الطب الصيني التقليدي.

وبصرف النظر عن المخاوف المتعلقة بالسلامة، أشار المقال إلى مخاوف عدة لدى جمعيات الرفق بالحيوان في العالم من أن المستهلكين في هونج كونج قد لا يدركون حقيقة أن الجيلاتين هو في الواقع تجارة غير مستدامة وقاسية، ولها تأثيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة في البلدان المصدرة للحمير مثل العديد من دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية.

ولاتزال الصين أكبر منتج للمنتجات القائمة على جلود وشحوم الحمير، وكان لديها ذات مرة أكبر عدد من الحمير على مستوى العالم. ومع ذلك ، مع نمو سوق الجيلاتين، انخفض عدد الحمير في الصين بنسبة تقارب 60٪ منذ عام 1992، فهل سيسجل التاريخ أن انقراض الحمير حدث بسبب نشاط بشري جائر في هونج كونج؟