الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

السودان.. مخاوف من عودة الدولة العميقة.. وخبراء: الانتخابات المبكرة والعصيان بطاقات ضغط

الرئيس نيوز

تستعد قوى الحرية والتغيير إلى اعتصام مدني شامل في إجراء تصعيدي على ردود المجلس العسكري الانتقالي التي جاءت مخيبة بالنسبة لقوى الاعتصام حتى وُصفت بأنها "مزايدة ومماطلة والتفاف"، إضافة إلى مواصلة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته قوى الحرية أمس الأربعاء، حتى تنفيذ مطلبها الرئيس بنقل السلطة الى مجلس سيادي مدني.

قوى الحرية والتغيير والتي قدم أعضاؤها مبادرات للخروج من الأزمة الحالية عبر مفاوضات مباشرة مع المجلس العسكري ومقترح وثيقة دستورية، تلقى رداً من المجلس العسكري الذي طالب في وقت سابق بمدة انتقالية تبلغ عامين، ألمح إلى إجراء انتخابات مبكرة خلال 6 أشهر، في مؤتمر صحفي أمس الأول، لافتاً أيضاً إلى تجاهل الوثيقة للدين واللغة.

في غضون ذلك، أجرى نائب وزير الخارجية الأمريكي، جون ساليفان، أمس اتصالاً هاتفياً برئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، أعرب فيها عن جهود بلاده في تحقيق الاستقرار السياسي في السودان، وضرورة تجنب العنف وتجاوز الخلافات. وفقاً لبيان إعلام المجلس العسكري.

كما استقبل البرهان في القصر الجمهوري مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى السودان، الموريتاني محمد الحسن ولد لبات، في ظل سعي الأخير بحكم عمله الى تشجيع الأطراف السياسية في السودان للوصول إلى اتفاق جامع  ينتقل بالبلاد الى سلطة مدنية.

الرئيس نيوز تحدثت مع الدكتور سراج الدين عبدالغفار، الخبير السوداني في الشؤون الأفريقية عن مآل المفاوضات بين الانتقالي العسكري المجلس وقوى الحرية والتغيير ليرد قائلاً: "اعتقد أن المفاوضات ستستمر مهما كانت العقبات حيث إنه لايوجد سبيل للطرفين سوى ذلك"، موضحاً أنه من المعروف في عملية المفاوضات أن يحاول الطرفان التعنت لمواقفه ولكن في النهاية سيكون هناك اتفاق وسطي يرضي الطرفين.

وأوضح عبدالغفار: "المجلس العسكري لن يستجيب للعصيان المدني حيث إنه يمتلك سيادة البلاد التي تحتوي على مشاكل اقتصادية كبيرة، مشيراً أن العصيان المدني فشل في مرات سابقة كان أبرزها عام 2013".

وأضاف عبدالغفار أن القوى الثورية تعتقد في أن الاعتصام هو بمثابة عاصمتها وقوتها ومرتكزاتها الأساسية للدفاع عن نفسها، حيث إنه في حال فض الاعتصام ستتأثر قوة الاعتصام وهو ماسينعكس على قوتها في التفاوض، مضيفاً أنه في حال تم فض الاعتصام في الوقت الحالي، سيكون على قوى الحرية والتغيير العودة إلى التظاهرات والحشد لها من داخل الأحياء وهو ما سيصعب عليها في رمضان.

وأضاف الخبير في الشؤون الأفريقية أن السودان محاط بعدد من الدول والأصدقاء والأشقاء، موضحاً أنه في ظل وجود محاور في عالمنا العربي والافريقي، تتجاذب هذه المحاور مع  أحد الأطراف من أجل كسب القوة الجديدة في السودان.

وشدد على أن المجلس العسكري الذي انحاز للحراك الشعبي، جاد في تسليم السلطة ولكن  وفقاً لضوابط ولايريدون أن تكون السيادة في المرحلة الأولى الى لجهة قومية متفق عليها من كل الأطراف، وهي المجلس العسكري – وفقاً لرأيه – .

وأشار عبدالغفار إلى أن الانتخابات المبكرة التي تحدث عنها المجلس العسكري خلال 6 أشهر في حال فشلت المفاوضات، إنما هي من باب الضغط على الجهات المعتصمة أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، مبيناً أنه كما يضغط الثوار بالاعتصام، يمارس المجلس العسكري نفس الأسلوب بالدعوة إلى انتخابات مبكرة حيث أنه قوى الاعتصام مازالت هشة ولديها الكثير من الوقت حتى تستطيع أن تنظم نفسها في بلد مترامي الأطراف مثل السودان.

بينما قال المحلل السياسي السوداني، حسن بركية للرئيس نيوز، إن المجلس العسكري يمارس أجندة سياسية، وحتى الآن لم تتخذ قوى الحرية والتغيير قراراً بالعصيان المدني، لافتاً إلى أن طريق المفاوضات بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي ليس مسدوداً وانما توجد مصاعب وعقبات في ظل استمرار الحوار.

 

 

 

كما قال المحلل السياسي السوداني، طلال اسماعيل للرئيس نيوز: "التلويح بالعصيان المدني هو أحد بطاقات الضغط على المجلس العسكري بعد تلويحه بانتخابات مبكرة خلال 6 أشهر"، مشدداً أن في الوقت نفسه أن المفاوضات لن تشهد عملية المفاوضات انهيار في ظل المسؤولية التاريخية السياسية التي تقع على الطرفين في تحمل مسؤولية التغيير والمضي نحو تشكيل الهياكل القادمة في الدولة.

ولفت إلى أن طول المفاوضات وعدم الوصول إلى اتفاق من شأنها أن تعود بالسودان إلى النظام السابق في ظل وجود قوى لم تكن راضية على هذا التغيير الجديد لأسباب ترجع الى مصالح شخصية وحرصاً على مستقبلها السياسي، مشدداً على ضرورة أن إدراك عامل الوقت من قبل المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير لعدم ظهور ما يسمى بالدولة العميقة التي بدأت تظهر من خلال الضعف في تقديم الخدمات للمواطنين سواء كان ذلك على مستوى المياه وتذبب استقرار التيار الكهربائي وصفوف الوقود والسيولة المالية في شهر رمضان الذي يحتاج فيه الى جميع هذه الخدمات والسلع الضرورية.

وختم اسماعيل أن المجلس العسكري يراهن على الوصول الى اتفاق مع قوى الحرية والتغيير بفتح الطرق أمام القطارات، حيث أن الولايات تعاني من أزمة في توصيل الاحتياجات الاساسية في الوقود وتشغيل محطات الكهرباء وايصال الدقيق, مضيفاً أن لجوء المجلس العسكري لفض الاعتصام بالقوة يكبده خسائرة سياسية كبيرة، واعتبرها خطوة ليست ضمن خيارات المجلس.