الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

كيف أوقفت مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية؟

الرئيس نيوز

تابع المراقبون الإعلان التشويقي الذي رصد وصول السياح إلى إسرائيل للمشاركة في مسابقة الأغنيات الأوروبية السنوية "يوروفيجن"، والتي تقام في تل أبيب هذا العام، وتضمن الإعلان مقطعا لطائرة تابعة لشركة "العال" تهبط في أحد مطارات إسرائيل، ولوحة ثبتت في المطار تحمل شعار مسابقة يوروفيجن، واستعدت تل أبيب بالإضاءة والأعلام في أجواء احتفالية.

وفجأة، تم بث صورة علوية لمبنى بينما كان سقفه ينهار، ومنذ تلك اللحظة بدأ العد التنازلي المشؤوم لبداية الدور نصف النهائي من مسابقة "يوروفيجن" في 14 مايو، وكانت الرسالة التي حملها مشهد انهيار المبنى واضحة؛ رسالة إلى إسرائيل والعالم: مفادها "إسرائيل ليست أوروبا".

ولوهلة بدّد إطلاق الصواريخ على إسرائيل الأجواء الاحتفالية، على ذكرى اندلاع قتال بين الجانبين على مدار خمسة أسابيع في صيف عام 2014. ومع سقوط مئات الصواريخ على جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين و فرض إغلاق المدارس في المنطقة، ولكن هذه المرة، فإن توقيت اندلاع العنف وضع إسرائيل في موقف ضعيف.

في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لاستضافة مسابقة ترفيهية دولية كبرى، كما تستعد لاحتفالات "يوم الاستقلال" وتنتظر نتائج المفاوضات لتشكيل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجديدة، يبدو من غير المرجح أن تتحقق التهديدات الإسرائيلية المتمثلة في صب الغضب على "حماس" بهجوم كبير.

ومنذ صباح يوم الاثنين الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار، وسط موجة من الانتقادات أطلقها اليمين الإسرائيلي ملقيًا باللوم على إدارة نتنياهو لموقفها المتخاذل من النزاع في غزة.

وأوضح خبير عسكري أن "حماس والجهاد الإسلامي" قد أدركتا أنه بإمكانهما كسب بعض النفوذ والانتصار على عدو متفوق عسكريًا، مع استمرار المفاوضات حول هدنة طويلة الأجل، والتي تشمل تنازلات اقتصادية لإعادة تأهيل البنية التحتية المتدهورة في غزة.

"يوروفيجن"، إذن، ليست مسابقة عادية في هذا السياق، فقد اختار القدر أن تصبح "مسابقة الأغنية الأوروبية" رمزًا لعلاقات إسرائيل بالعالم.

ويقول إيهود عيران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، إن تنظيم المسابقة في تل أبيب يدل على مكانتها الدولية، كما رصد عيران تحسنًا في فهم حماس والجهاد لسيكولوجية الجانب الآخر. إنهم يفهمون أن الأمر لا يتعلق بالقوة العسكرية فحسب، بل إنه التوقيت كذلك. عندما تم إغلاق المطار في عام 2014، فهموا تمامًا معنى ذلك، كما فهموا كيف يمثل المطار الحبل السري لإسرائيل.

بينما كانت إسرائيل وحماس تتأرجحان على شفا حرب جديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، كانت وفود الفرق الموسيقية من جميع أنحاء أوروبا تصل إلى إسرائيل وبدأت أول بروفات يوروفيجن.

وأثار العنف شبح إلغاء المسابقة في الساعة الحادية عشرة، إلى جانب تفشي الخوف بين السياح والفنانين الذين قد يختاروا الفرار بحياتهم من إسرائيل، على الرغم من تصريحات منظمي يوروفيجن الذين أكدوا أن العرض سيستمر.

ونقلت القناة الثانية عشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن متحدث باسم النشطاء الفلسطينيين في مطلع الأسبوع تهديدًا واضحًا: "سنعمل على منع العدو من المنافسة الناجحة - التي تلحق الضرر بالرواية الفلسطينية".

وقال جيرالد شتاينبرج أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إيلان إن الاحتفالات بيوم الاستقلال الإسرائيلي حفزت حكومة نتنياهو على القبول بالتهدئة لإنهاء جولة القتال الأخيرة. وأضاف "إن إسرائيل لا تريد أن يرى الناس كل الأشخاص الذين جاءوا من أجل يوروفيجن يهربون بسبب الهجمات الصاروخية".

وأكد  شتاينبرج أنه لا يزال هناك عوامل لم تعرف بعد حول ما دفع الطرفين إلى إنهاء جولة العنف بهذه السرعة. بالنظر إلى ضعف إسرائيل هذا الأسبوع واليوم التالي، كان من المنطقي أن تواصل حماس إطلاق الصواريخ. وأشار إلى أن حماس نالت نصيبًا كبيرًا من الانتقادات الحادة من قبل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب إطلاق الصواريخ.