محلل ليبي: حفتر كسب نصف المعركة بأسر الطيار البرتغالي

تشهد ليبيا فوضى وانفلاتاً أمنياً منذ ثورة 2011، لكن الاوضاع فيها ازدادت سوءاً منذ اندلاع الحرب في طرابلس، بين ميليشات حكومة الوفاق بزعامة فايز السراج، وقوات المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.

الخطورة في الوضع الحالي، تتمثل في رواج عمليات اختطاف واغتيال تندرج تحت أغراض سياسية أو عمليات ابتزاز، كان آخرها الطيار نوري الأطرش قبل يومين، الأمر الذي دفع شركة الخطوط الجوية الليبية، إلى توجيه جميع طياريها إلى أخذ الحيطة والحذر في طرابلس، اضافة إلى دخول مقاتلين مرتزقة على خط الأزمة وهو ما أكده الجيش الوطني الليبي في أكثر من مناسبة قبل أن يتم اسقاط طائرة (ميراج   اف 1) في منطقة الهيرة وأسر قائدها الذي قيل أنه برتغالي.

سارعت حكومة الوفاق إلى نفي صلتها بالطائرة واعتبرتها محاولة من قبل الجيش الوطني الليبي لتحقيق انتصار إعلامي، بينما قال خالد المحجوب المتحدث باسم غرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الوطني الليبي، إن الطيار البرتغالي تم تجنيده من قبل حكومة الوفاق لقتل الليبيين، وإنه لا يمثل بلاده بالجنسية التي يحملها، مشدداً أن الاستعانة بمرتزقة يعتبر مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن.

المحلل السياسي الليبي، عبدالحكيم معتوق قال للرئيس نيوز: "عمليات خطف الكابتن نوري الأطرش لا تتجاوز المطالبة بفدية من أهله، مضيفاً عن وجود عصابات مسلحة تستغل الفوضى الآن تقوم بجريمة منظمة ليست ضد الجيش الوطني أو الجماعات المسلحة الارهابية فقط، لكن تقوم بافراغ المدنيين في مختلف المناطق بوجود اشتباكات لإجلائهم من مساكنهم ونهب بيوتهم.

وأوضح: "هذه عمليات ليس لها توظيف سياسي وانما عمليات خارجة عن القانون في ظل الانفلات الأمني، مضيفاً أنه لا يوجد تركيز على هذه العمليات الكثيرة في الوقت الحالي في ظل الانشغال بمعارك الكر والفر وحصيلة القتلى سواء كان اعلامياً او من قبل المنظمات الانسانية، مشدداً على أن طرابلس الآن لا يوجد بها أي شكل من أشكال الدولة أو شبه دولة.

نفي منظمة صوفيا لانتماء الطيار الأسير من قبل قوات الجيش الوطني الليبي مهم وضروري جداً حيث أنه في ظل وجود طائرة عسكرية أسقطت وأسر قائدها الأجنبي وهذا يندرج تحت بروتوكول ملاحظة تجنيد المرتزقة، وهذا خطير ومؤثر جداً للرأي العام الدولي، وهي توازي نصف المعارك التي قادها الجيش الوطني الليبي ضد حكومة الوفاق.

وأكد معتوق أن أزمة الأسير المرتزق ألقت بظلالها على زيارة السراج إلى أوروبا، ما دفع رئيس الوزراء الايطالي، جوزيبي كونتي، إلى التراجع عن عقد المؤتمر الصحافي مع السراج أمس الثلاثاء.