إعادة انتخابات اسطنبول.. هل يتلقى اردوغان الصفعة الأخيرة من حفيد اتاتورك

بعد 20 يوماً من إعلان فوز مرشح حزب "الشعب الجمهوري" في الانتخابات المحلية لمدينة اسطنبول، أبطل المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، أمس الاثنين، نتيجة الاقتراع مقرراً إعادته في 23 من يونيو المقبل، وهو ما علق عليه الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان اليوم الثلاثاء، خلال اجتماعه في حزب العدالة والتنمية بأنه لا يمكن تجاهل المخالفات الانتخابية أو التغاضي عنها، بينما اعتبره مرشح الحزب الجمهوري الفائز أكرم إمام أوغلو خيانة وضربة للديموقراطية ولكنه لم يفقد الأمل.

رغم الطعون التي قدمت في وقت سابق من قبل حزب "العدالة والتنمية" الحاكم والذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل إجراء إبطال نتيجة الاقتراع في مدنية اسطنبول، إلا أن الهيئة الانتخابية العليا سلمت في 17 من الشهر الماضي، إمام أوغلو وثيقة الفوز رغم عدم بت المجلس الأعلى للانتخابات في المخالفات التي قُدمت من الحزم الحاكم.

القرار أعاد الأمل إلى رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم الخاسر في الانتخابات التي أجريت 31 مارس من العام الجاري، والذي يراه أنصار الحزب الحاكم انتصاراً للديموقراطية ونزاهة للجنة العليا للانتخابات، لكن هل يقلب "العدالة والتنمية" الطاولة وينتصر أم يتلقى الصفعة للمرة الثانية؟

المحلل السياسي التركي، مصطفى أوزجان، لـ "الرئيس نيوز": "لا أحد يعلم من سيفوز في الجولة القادمة، ولكن إمام أوغلو يبدو الأقرب إلى الفوز، حيث أن ردة الفعل وخيبة الأمل في تكتل امام اغلو بعد قرار  المجلس الأعلى للانتخابات، سيؤدي الى التماسك في صفوفه و شحذهم و شحنهم للإقبال على صناديق الاقتراع مجدداً.

واعتبر أوزجان قرار اللجنة العليا للانتخابات لم يكن لائقاً "ولا على المستوى الديموقراطي المطلوب"

بينما علّق المحلل السياسي التركي، فوزي ذاكر أوغلو، وقال للرئيس نيوز: "من الممكن أن يفوز أكرم إمام أوغلو في انتخابات الإعادة، حيث أن الفارق في الانتخابات كان ضئيلاً جداً بينه وبين مرشح العدالة والتنمية بن علي يلدرم متسائلا: "هل فوزه محسوم؟ قبل أن يجيب ": "لا أظن".

وأردف أوغلو قائلاً":"أظن أن العدالة والتنمية وحليفه الحركة القومية سيقومون بفعل المستحيل لكسب الانتخابات القادمة وخصوصا بأنه لن يكون هناك تشتت في التركيز لان الانتخابات والتي ستكون في اسطنبول فقط، ما سيسهل مهمة العدالة والتنمية أكثر من الشعب الجمهوري، كون العدالة والتنمية لديه القدرة على التأثير على الناخبين بشكل أكبر من غيره من الأحزاب.

وأوضح أوغلو: القرار اتخذ من قبل اللجنة العليا للانتخابات وهي مؤسسة الحكم في الانتخابات في جميع الأنظمة الديمقراطية ولا يستطيع أحد، حتى المعارضة، أن تنفي حيادية هذه المؤسسة وهذا يعني أن القرار، وافقنا عليه أم لم نوافق، فهو يخدم الديمقراطية في تركيا.

يشار إلى أن أكرم إمام أوغلو فاز في الانتخابات المحلية لمدينة اسطنبول، عن حزب "الشعب الجمهوري" أقدم الأحزاب السياسية التركية، والذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك 1923، بفارق طفيف عن منافسه رئيس الوزراء التركي الأسبق بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان.