السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بالصور/ الثورة السودانية تخالف التوقعات وتتألق في رمضان

الرئيس نيوز

ـ خيم مكيفة وإفطار جماعي وصلاة تراويح أمام مقر القوات المسلحة السودانية تحت شعار "رمضان أحلى في الميدان"

قبل ساعات من إعلان "مجمع الفقه الإسلامي" في السودان ثبوت رؤية هلال شهر رمضان الكريم، رفعت قوى الاعتصام ـ الذي يتخذ من أمام مقر قيادة القوات المسلحة السودانية في العاصمة الخرطوم مقراً له ـ  شعار لا تراجع ولا استسلام، تحت أية ظروف لتحقيق مطالب الثورة كاملة.

ففي الوقت الذي كان يراهن فيه البعض من رافضي الثورة السودانية، على أن اقتراب شهر رمضان الكريم قد يكون نهاية مشروعة و"شرعية" لأسابيع من الاعتصام الذي أطاح الرئيس الأسبق عمر البشير، إلا أن الرياح الرمضانية جاءت مفاجئة للجميع داخل السودان وخارجه، حيث أعلنت "قوى الحرية والتغيير" استمرار الاعتصام في شهر رمضان، من خلال إقامة خيام مكيفة وتجهيز سحور وإفطار جماعي وإقامة شعائر دينية من صلاة وتراويح في ساحة الاعتصام إضافة الى برامج ولافتات وأهازيج فنية مختلفة.

 أعلنت "قوى الحرية والتغيير" التي يقودها "تجمع المهنيين السودانيين" عن برنامج اليوم الأول من الصيام في أرض الاعتصام، حيث يبدأ البرنامج من  صلاة المغرب والإفطار ثم برنامج "ونسة الميدان" ثم صلاة التراويح، وفي المساء وعلى المنصة رقم (2) يقام مسرح الثورة، ثم برنامج حواري مع قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير وقبل السحور سهرة ثقافية.

من جانبه، قدَّر سمير شيخ إدريس، الناشط السياسي السوداني في سياق حديثه عن المظاهر الرمضانية في اعتصام القيادة عدد المحتشدين في الاعتصام من جميع الولايات بنحو 6 ملايين شخص، بينما العدد اليومي المتوفر بشكل دائماً في المقر نحو مليون شخص بحسب تقديره، موضحاً أن أيام الأحد يكون هناك موكب شعبي من المدن السودانية، وأيام الثلاثاء يكون هناك مواكب للمهنيين الأطباء والمحامين وغيرهم، بينما أيام الخميس، تكون مليونية التغيير التي تستمر حتي الواحدة صباحاً، ثم تعود إلى الأعداد المتوسطة.

وأوضح ادريس أن ارتفاع درجات الحرارة لن يؤثر على المعتصمين، حيث توجد مجموعة كبيرة من الخيام منذ أول الاعتصام، إضافة إلى أن لجان الاعتصام شيدت خياماً جديدة مزودة بأجهزة تكييف، وأن الشعار السائد الآن هو : "رمضان أحلى في الميدان"

وأضاف إدريس أنه إلى جانب لجان التأمين والإعلام واللجنة الطبية، توجد لجنة خدمات مختصة بالطعام والشراب، تتلقى مساهمات عينية من الناس وتعمل على تحضير الطعام وإفطار رمضان، مستشهداً بحضور موكب من شمال السودان، محملاً بالثوار وكميات كبيرة من البلح والدقيق.

وتابع الناشط السياسي حديثه عن قيام شركات وطنية بالمشاركة في الاعتصام من خلال توفير المياه المعدنية والسكر والشاي والمأكولات للثوار، إضافة إلى إرسال السودانيين في الخارج من الخليج وأوروبا وأمريكا دعماً مادياً كبيراً إلى لجان الاعتصام، والتزام سكان أقرب الأحياء للاعتصام "حي بري" بتوفير أعداد من الطعام، كما سيقوم كل فرد بإحضار مساهمة من منزله.

ورداً على سؤال بشأن احتمال تسلل إسلاميين إلى الاعتصام وسط الأجواء الرمضانية، قال ادريس: "شهر رمضان لا يحمل ميزة للتيار الإسلامي الآن، فقد سبق أن تعرضوا لهجوم الثوار في عدة مناطق داخل وخارج الاعتصام بشكل فردي و بشكل جماعي، لذلك أصبحوا خائفين وبعيدين عن الاحتكاك بالثوار".

يُشار إلى أن طبيعة الشعب السوداني في المدن والريف، تتميز بسمات رمضانية معروفة على رأسها انتشار ظاهرة الإفطار الجماعي في الساحات العامة والميادين وأمام المنازل، حيث يقوم كل شخص بإحضار إفطاره معه والتشارك مع الجميع".