قائد قوات حرس الحدود: الإرهاب والتهريب وجهان لعملة واحدة (حوار)
تبذل قوات حرس الحدود جهودا كثيفة لتأمين سواحل الدولة على جميع الاتجاهات الاستراتيجية، ونجحت في السنوات الأخيرة في ضبط آلاف قضايا المخدرات والتهريب، حسبما ذكر قائد قوات حرس الحدود اللواء أركان حرب أيمن شحاتة.
قائد قوات حرس الحدود، قال فى حوار مع المحررين العسكريين، إن التهريب والإرهاب وجهان لعملة واحدة، حيث يتبعان الطرق ذاتها خلال عملياتهما الإجرامية.
وإلى نص الحوار:
نريد أن نتعرف منكم على تاريخ نشأة قوات حرس الحدود؟
ما أبرز مهام قوات حرس
الحدود باعتبارها خط الدفاع الأول؟
ــ قوات حرس
الحدود تعمل فى منظومة متكاملة بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة
والتشكيلات التعبوية وأجهزة القيادة العامة وتمارس مهامها فى تأمين حدود وسواحل
الدولة التى تبلغ 5585 كيلومترا تقريبا ليلا ونهارا وفى مختلف الظروف الجوية
والتضاريس الأرضية المختلفة.
وتباشر قوات
حرس الحدود بحكم تمركزها على حدود الدولة مجموعة من المهام يمكن تقسيمها من حيث
طبيعتها إلى مهام ذات طابع عملياتى وقانونى تحدد واجباتها ونطاق مسئوليتها وأسلوب
تنفيذها القوانين والقرارات والتعليمات التى تصدر من السلطات المختصة «عسكرية أو
مدنية» لتأمين المناطق الحدودية وتنظيم المراقبة والاستطلاع والإنذار على حدود
وسواحل الدولة، وفرض سيادة وسيطرة الدولة ومقاومة التسلل البرى والبحرى لعناصر
التخريب والتهريب عبر حدود وسواحل الدولة، وتأمين المسطحات المائية للبحيرات
الداخلية والبواغيز والساحل القريب.
ــ شهدت
القوات فى الفترة الأخيرة تحديث عالى المستوى باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية
والتى تعمل وفقا لنظم علمية لتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانياتها وشمولية
استخدامها، وفى الحقيقة القيادة العامة للقوات المسلحة لا تألو جهدا فى دعم قوات
حرس الحدود بأحدث الأسلحة والمعدات نظرا للأعباء الهائلة والمهام الجسام التى تقوم
بها قوات حرس الحدود ولجعلها على أهبة الاستعداد لتأمين حدود الدولة والتصدى
لعناصر التهريب والإرهاب.
وتحرص الإدارة
العامة على دعمنا بأحدث الأجهزة والمعدات بقطاعات التأمين والمعديات والكبارى
والمنافذ الحدودية من الرادارات، منظومات كهروبصرية ومركبات حديثة تواكب طبيعة
الأرض فضلا عن أجهزة رؤية ومراقبة نهارا وليلا واذا تطرقنا للنواحى الإدارية فيتم
توفير حياة كريمة للأفراد بالنقاط المنعزلة والتى تساهم بقدر كبير فى رفع الروح
المعنوية للمقاتلين حراس الحدود للقيام بدورهم على الوجه الامثل وبتسليح حديث
قادرة على المجابهة للتهديدات بأنواعها.
ما أوجه التنسيق بين
قوات حرس الحدود وأجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة؟
ــ يتم
التنسيق مع القيادات والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، حول تبادل المعلومات عن
أعمال التهريب والتسلل، ومناطق التهديد، ومسارات التهريب المستخدمة ومع القوات
البحرية لتأمين سواحل الدولة والعمق القريب وتبادل المعلومات بشأن أعمال التهريب
والتسلل ومكافحة جميع التهديدات والعدائيات البحرية ومع القوات الجوية لتأمين
الحدود البرية وتبادل المعلومات بشأن عناصر التهريب وأسلوب مجابهتها والقضاء
عليها، نجدة عناصر حرس الحدود طبقا للموقف.
ما أبرز التحديات التى
تواجة القوات خلال دورها لحماية مصر ودرء الخطر عنها؟
ــ التحديات
تتمثل فى أساس تأمين الحدود بين دولتين، ونتيجة الظروف التى تمر بها بعض دول
الجوار، والتى ساعدت فى عدم ضبط الحدود من جانبها، وبالتالى زاد العبء والمجهود،
ما يلزم جميع الدول بمزيد من التعاون لضبط المجرمين، فضلا عن التهديدات المستمرة
بمحاولة تسلل بعض العناصر الإرهابية من الاتجاه الغربى لتهديد عمق الدولة أو
الاتجاه الشمالى الشرقى عبر الأنفاق للانضمام إلى العناصر الإرهابية بسيناء وتهديد
المنطقة، وتهريب السلاح والذخيرة، والمواد المخدرة بأنواعها والسلع غير خالصة
الرسوم الجمركية، والهجرة غير شرعية برا سواء مصريين أو جنسيات، وقيام بعض
الخارجين عن القانون على الاتجاه الجنوبى بالتنقيب عن خام الذهب بطريقة غير مشروعة.
ما أبرز الجهود التى
تمت لمواجهة تهريب المخدرات عبر الحدود؟
ــ تمكنت قوات
حرس الحدود من ضبط 1582 قضية مخدرات مختلفة خلال الفترة من 1 يناير 2018 إلى 1
مايو 2019، إذ تم ضبط 430 قضية تهريب جواهر مخدرة بإجمالى 95 مليون كجم و40 مليون
قرص مخدر، وضبط 48 قضية تهريب أسلحة وذخائر بإجمالى 5519 قطعة سلاح و358 خزنة
و135.497 طلقة أعيرة مختلفة.
وضبطت القوات
22918 فردا هجرة غير شرعية «مصريين وأجانب»، و749 قضية تهريب بضائع غير خالصة
الرسوم الجمركية باستخدام 1082عربة و21 عائمة و59 دراجة بخارية و4 لودر، ضبط 35
قضية تنقيب عن معدن الذهب و116 جهازا للتنقيب عن الذهب و600 طن حجارة مخلوطة
بالذهب.
وخلال فترة لا
تتجاوز الشهر فى المدة من 1 أبريل 2019 إلى 1 مايو 2019 تمكنت قوات حرس الحدود من
ضبط «148 واقعة، و35 قضية مواد وعقاقير مخدرة بإجمالى وزن 6.417 طن وبمساحات 6
أفدنة و20 قيراطا و13 سهما لنبات البانجو المخدر، و70 فدانا و7 قراريط و3 أسهم
لنبات الخشخاش المخدر».
ونجحت القوات
فى ضبط «6 قضايا تهريب أسلحة وذخائر بإجمالى 572 قطعة سلاح و88 خزنة و1992 طلقة
أعيرة مختلفة، و76 قضية تهريب بضائع غير خالصة الرسوم الجمركية عبر (95 عربة و4
موتوسيكلات و2 عائمة)، وضبط قضايا التسلل والهجرة غير الشرعية على خط الحدود
الدولية لـ28 قضية بإجمالى 756 فردا، و3 قضايا تنقيب عن معدن الذهب و20جهاز
للتنقيب عن الذهب وعشرة آلاف كجم حجارة مخلوطة بالذهب، و4 أنفاق على الحدود
الشرقية المصرية».
- ما دور قوات حرس
الحدود فى مواجهة زراعة المخدرات فى شبه جزيرة سيناء؟
ــ يتم
التنسيق بين قوات حرس الحدود والإدارة العامة لمكافحة المخدرات لتنفيذ الحملات
المستمرة المكبرة للقضاء على الزراعات المخدرة كل عام وكانت نتائج الحملة المكبرة
خلال المدة من 18 إلى 27 فبراير 2019، ضبط 228 فدان خشخاش، 3 أفدنة بانجو بشمال
سيناء، وبجنوب سيناء خلال شهر أبريل الماضى تم ضبط 90 فدان خشخاش، 12 فدان بانجو.
- ما طبيعة دور قوات حرس
الحدود لحماية الثروة السمكية؟
ــ القوات
تقوم بهذا الدور وفقا لقرار وزير العدل رقم 4594 لسنة 1984، والذى يخول لبعض ضباط
أو ضباط صف قوات حرس الحدود صفة مأمور الضبط القضائى فى تنفيذ القانون رقم 124
لسنة 1983 بشأن صيد الأسماك والأحياء المائية وتنظيم المزارع السمكية كل فى دائرة
اختصاصه.
- ما أبرز طرق الهجرة
غير الشرعية من وإلى مصر؟
ــ تختلف
الطرق وفقا لنوع الهجرة، فالهجرة غير الشرعية سواء كان من داخل مصر إلى الخارج يتم
عن طريق البحر المتوسط إلى الدول الأوروبية وعادة ما يكون مصريين أو العرب وأفارقة
تم دخولهم بطريقة شرعية أو غير شرعية.
وطرق الهجرة
من الدول الأخرى إلى مصر تتم من خلال الحدود الجنوبية وعادة ما يكونون من جنسيات
أخرى، فعلى الحدود الغربية من مصر إلى ليبيا وعلى الحدود الجنوبية من السودان إلى
مصر، ومعظم المهاجرين، غير الشرعيين الذى تم ضبطهم على الحدود الغربية من محافظات
الصعيد.
وطريق الدخول
الشرعى إلى مصر يتم عن طريق الحصول على تأشيرة دخول من وزارة الخارجية ويتم الدخول
عن طريق المطارات والموانى البحرية، البرية بغرض «السياحة والعمل والإقامة» وتتحول
إلى هجرة غير شرعية لخارج البلاد بالاتفاق مع سماسرة وعصابات الهجرة غير الشرعية
التى تدير نشاطها بقرى ونجوع مصر بعيدا عن أعين الرقابة الأمنية لتسفيرهم بحرا
باستخدام عائمات الصيد عبر البحر المتوسط متوجها إلى «اليونان، وإيطاليا» أو برا
عبر الحدود الغربية إلى دولة ليبيا ومنها إلى إحدى الدول الاوربية.
- كيف يتم احكام السيطرة
على عمليات الهجرة غير الشرعية؟
ــ تنسق قوات
حرس الحدود بالتعاون مع وزارة الداخلية والإدارة العامة لمكافحة الهجرة غير
الشرعية، للمكافحة على ساحل البحر المتوسط وتكون قوات حرس الحدود مسئولة عن
المناطق الساحلية.
وتقوم قوات
حرس الحدود بالسيطرة والتعامل مع وسائل التهريب ويتم تفتيش مراكب الصيد ومراقبتها
حتى لا يتم تحميل أفراد هجرة غير شرعية وللتأكد من بطاقات الصيد الصادرة من هيئة
الثروة السمكية والترخيص الملاحى للعائمة الصادر من هيئة السلامة البحرية ويتم
تبادل المعلومات مع وزارة الداخلية عن نشاط عملاء الهجرة غير الشرعية والسماسرة فى
القرى والمدن التى تعمل بالصيد، إضافة إلى التعاون مع القوات البحرية بالإمداد
بالمعلومات وتنسيق طلعات الاستطلاع البحرى.
- ما مدى وجود ترابط بين
أعمال التهريب والهجرة غير الشرعية والأحداث الإرهابية التى تشهدها مصر والمنطقة؟
ــ بالطبع
التهريب والإرهاب وجهان لعملة واحدة، أولا رءوس الأموال التى تستخدم فى التهريب هى
أموال غير خاضعة للرقابة وتستخدم فى تمويل الإرهاب، وثانيا الدروب والمدقات
الصحراوية التى يستخدمها المهربون هم أدلة التحرك للإرهاب وثالثا لا يوجد إرهابى
يدخل دولة من منفذ شرعى لذا هو بالطبع فرد هاجر هجرة غير شرعية، ورابعا مناطق
الاختباء والدعم والتدريب للعناصر الإرهابية هى مناطق التى يستخدمها المهربون.
- هل يمكن أن توضح لنا
جهود تراجع الهجرة غير الشرعية فى الفترة الأخيرة؟
ــ القوات
تصدت لظاهرة الهجرة غير الشرعية خلال الفترة الأخيرة بنجاح، وتم اتخاذ جميع
الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية «عسكرية ومدنية» نتج عن ذلك
انخفاض أعداد الهجرة غير الشرعية فى مواجهة أوروبا على امتداد ساحل البحر المتوسط
بطول 1030 كيلومترا إلى أن وصلت فى عام 2016 إلى 121 قضية لـ5815 فردا، عام 2017
إلى 3 قضايا، بإجمالى 155 فردا، وعام 2018 إلى قضيتين لـ22 فردا.
ونتبع أسلوبا
متقدما فى العمل، من خلال جمع المعلومات عن كبار السماسرة العاملون فى الهجرة غير
الشرعية ونشاطهم المعلن ومحل السكن والتنسيق مع وزارة الداخلية لتكثيف الحملات
الأمنية لمداهمة أماكن تجمع أفراد الهجرة غير الشرعية وحصر جميع المنازل والمزارع
المتاخمة للحدود التى يتم تخزين الشباب فيها لحين تهريبهم عبر ساحل البحر أو
الحدود البرية وكذلك متابعة عملية إنشاء وتصنيع عائمات الصيد للتأكد من عدم وجود
أى مخالفات فى التصنيع كالمخازن السرية، تنكات وقود زائدة.
ويتم التنسيق
مع الأجهزة الأمنية المختلفة لتبادل المعلومات عن أعمال الهجرة غير الشرعية وتكثيف
أعمال التحريات وجمع المعلومات لحصر أفراد الهجرة غير الشرعية والتنسيق مع القوات
البحرية بشأن إجراء استطلاع بحرى لتفتيش الجزر للتأكد من عدم استخدامها فى أعمال
الهجرة غير الشرعية.