السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

سياسات مكافحة الجفاف: في العالم ١٠٠ عام من الإخفاقات

الرئيس نيوز

ظل البشرية تكافح من أجل السيطرة على الظروف المناخية المعقدة خلال القرن الماضي، مما أدى إلى زيادة جفاف بعض المناطق بينما تزداد الأمطار في مناطق أخرى. وفقًا لبحث جديد نُشرته مجلة "نيتشر"، يقول الباحثون إن هذه الاتجاهات ستستمر على الأرجح في زيادة تداعياتها على البشر.

واكتشف العلماء "بصمة" للاحتباس الحراري الذي تحركه عوامل وتدخلات بشرية، مما يؤثر على أنماط الجفاف والرطوبة ودرجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، ويعود تاريخ هذه التدخلات البشرية إلى عام 1900. في هذه الدراسة بالذات، تجاوز الفريق مستويات هطول الأمطار وبدلاً من ذلك ركزوا على دراسة رطوبة التربة – أي مقياس هطول الأمطار ضد التبخر - لتحديد التغيرات النظامية في المناخ الواقعي لمختلف مناطق الأرض.

وسمحت نماذج التحليل القائمة على تطبيقات الكمبيوتر المقترنة بملاحظات طويلة المدى حول غابات وحلقات أشجار يعود تاريخها إلى 900 عام للفريق بتقدير رطوبة التربة قبل قيام الثورة الصناعية وبعدها لتحديد مدى تأثير التدخلات البشرية.

ولأول مرة، حدد العلماء التأثيرات العالمية طويلة الأجل على إمدادات المياه الحيوية التي توفر خدمات الري للمحاصيل والمدن على مستوى العالم.

انطلقت الدراسة من سؤال مبدئي هو: هل يبدو العالم حقيقةً كما تخبرنا النماذج والتحليلات؟  وقال الباحث المشارك في الدراسة يدعى "بنيامين كوك" في تصريحات صحفية: "الجواب هو نعم. الشيء الكبير الذي تعلمناه هو أن تغير المناخ بدأ يؤثر على أنماط الجفاف العالمية منذ أوائل القرن العشرين. ونتوقع أن يستمر هذا النمط في الظهور مع استمرار تغير المناخ."

وإجمالا، قسم الفريق الدراسة إلى ثلاث فترات. أولاً: 1900 إلى 1949 ، حيث كانت بصمة الاحترار العالمي هي الأكثر وضوحًا. خلال هذا الوقت، لوحظ البدء في إصابة التربة بالجفاف في مناطق شاسعة من أستراليا ومعظم أمريكا الوسطى والشمالية وأوروبا والبحر الأبيض المتوسط وغرب روسيا وجنوب شرق آسيا. ومع ذلك، فقد أصبحت مناطق أخرى أكثر رطوبة مثل غرب الصين، ووسط آسيا، وشبه القارة الهندية، وإندونيسيا، ووسط كندا – وهي تنبؤات أشارت إليها كل من نماذج الكمبيوتر وتحليلات الغابات وحلقات الأشجار.

الفترة الثانية: ما بين 1950 و 1975، عندما بدا الطقس أكثر تغيرًا. وهنا، كما يقول الباحثون إن كميات هائلة من التلوث الجوي قد تم سكبها في الهواء قبل أن تصبح عناصر التحكم الحديثة في التلوث هي القاعدة، مما كان له أكبر الأثر على تكوين السحب، وأنماط هطول الأمطار، ودرجات الحرارة.

وابتداءً من سبعينيات القرن العشرين، سنّت العديد من الدول قوانين صارمة ضد التلوث لحماية للهواء النقي فسمحت لمستويات التلوث والهباء الجوي بالتراجع أو الانخفاض. ومع ذلك، تستمر انبعاثات الغازات الضارة في الزيادة في الوقت الحاضر، مما يؤدي إلى زيادة درجات الحرارة وترك بصمة ضارة للاحترار العالمي على المناخ المائي الذي أصبح واضحًا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.

وقالت "كيت مارفيل"، الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة: "إذا لم نرَ الاحتباس الحراري يزداد قوة خلال السنوات العشر القادمة، فقد يتعين علينا أن نتساءل عما إذا كانت سياساتنا الحالية على صواب، ولكن جميع النماذج تتوقع أن نشهد جفافًا غير مسبوق قريبًا، في العديد من المناطق".

ولفتت طمارفيل" إلى العوامل المركبة مثل زيادة عدد السكان وزيادة الطلب على المياه مما سيؤدي فقط إلى استمرار الإنتاج الزراعي في المساهمة في إصابة المناخ بمزيد من الجفاف، وفقا للعلماء، وهذا قد يؤدي إلى أن تصبح معظم أنحاء العالم قاحلة بشكل دائم، في حين قد تشهد مناطق أخرى مزيدًا من الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وزيادة البخر، وانخفاض رطوبة التربة.