الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية.. ملفات كثيرة تؤكد التقارب المصري الأمريكي

الرئيس نيوز

تزامنًا مع انطلاق قطار سباق الترشيحات للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، يجد العالم نفسه متروكًا للتساؤل عما إذا كان المرشحون للرئاسة من الحزب الجمهوري أو نده الديمقراطي سيكون لديهما أي رؤية تجاه الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط والقضايا الأخرى التي من شأنها أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الدولي.

وفي غضون ذلك؛ اعتبر محللون أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة للولايات المتحدة ومباحثاته مع الرئيس دونالد ترامب غير عادية بسبب التطورات الإقليمية.

وأكدت داليا يوسف، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، في تصريحات صحفية أن القضية الفلسطيينية ومكافحة الإرهاب طرحا باستفاضة خلال القمة لأنهما يمثلان أولوية لكلا البلدين. إلا أن البعد الآخر الذي أضاف لهذه المباحثات زخمًا وتأثيراً إعلاميًا غير مسبوق، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، تمثل في اتفاق بين رؤية الرئيسين للمشهد الليبي الذي يعج بالفوضى، وضرورة وضع حد تدهور الأوضاع في ليبيا عن طريق دعم الاصطفاف الوطني بقيادة مركزية قادرة على جمع الشتات، لخدمة مصالح الشعب الليبي.

وفي حين يتطلع العالم لحل سياسي تفاوضي في قضية الشرق الأوسط، يعلن البيت الأبيض رغبته في تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.

ويأتي هذا القرار في أعقاب المحادثات الأخيرة بين الرئيس ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي في واشنطن. من الواضح أن الرئيس السيسي أقنع ترامب باتخاذ القرار. ووفقًا لصحيفة "صنداي أيلاند" السريلانكية في معرض مناقشتها لموقف المجتمع الدولي من التفجيرات الأخيرة التي وقعت في سريلانكا: "تعد مصر جهة فاعلة رئيسية في سياسات الشرق الأوسط وسيكون من غير المجدي أن تتخيل القوى الكبرى تصور التسوية في المنطقة دون مراعاة المخاوف المصرية وحساسياتها.

 لذا أعطت الولايات المتحدة القيادة السياسية المصرية الانطباع بأن البيت الأبيض سيقبل ما تعتبره القاهرة من المسلم به، وبدون الكثير من التحفظات، في ضوء الطبيعة المعقدة للغاية لمشكلة الشرق الأوسط عملاً بقناعة قديمة وراسخة بأن مصر تعرف أكثر إذا تعلق الأمر بالشأن الفلسطيني".

ويبدو أن الولايات المتحدة تتبنى نهجاً سياسياً مختلفًا عن سابقاتها تجاه الشرق الأوسط، على سبيل المثال، وقبل الحديث عن قرار بشأن تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، سبقت واشنطن قرارها هذا بقرار مماثل أعلن فيلق الحرس الثوري الإيراني أيضًا كمنظمة إرهابية؛ في حالة غير مسبوقة وللمرة الأولى تفرض الولايات المتحدة هذا التصنيف على جيش نظامي.

وعلى الرغم من دفاع النيوليبرالين عن جماعة الإخوان الإرهابية، والمزاعم التي تعتبر الإخوان والحرس الثوري الإيراني نقيضين، ونجاح الإخوان النسبي في الترويج لميلهم الزائف للممارسة الديمقراطية، إلا أنهم على مدار العقد الحالي، وفقًا للـ "صنداي ايلاند": "عادوا إلى التحريض العلني والعنف المفرط وإراقة الدماء في السعي لتحقيق أهدافهم. وشكك محللون في مبالغة الإعلام النيوليبرالي في تداعيات تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، وهو التوجه الذي لاقى ترحيبًا من وسائل الإعلام التركية والقطرية والموالية لقطر، كون أنقره والدوحة من الملاذات الآمنة الأكثر شهرة لشظايا الإخوان الهاربين من مصر.

وينظر المحللون إلى التقارب المصري الأمريكي من حيث تطابق رؤية الجانبين لغالبية ملفات السياسة الخارجية، في إطار تحركات الولايات المتحدة في السياسة الدولية وميلها إلى التعامل مع الواقع السياسي أو بالأحرى الواقعية السياسية. نظرًا لأن "أمريكا أولاً" هو عنوان رئيسي في السياسة الخارجية الأمريكية الحالية، و"مصر أولاً" هو شعار شامل لتحركات القاهرة في محيطها الإقليمي، ومن ثم فإن كل التحركات الأمريكية الرئيسية في السياسة الدولية يجب أن يُنظر إليها على أنها تعزز قوة الولايات المتحدة. وغني عن القول، من خلال تعزيز حلفائها، فإن الولايات المتحدة تخدم مصالحها الوطنية في الوقت ذاته.