أول احتفال لعيد العمال: مؤتمر حاشد في ميدان عابدين بدون إجازة رسمية

نقابيون عرب وأفارقة وآسيويون يشاركون.. وكمال رفعت: الحد الأدنى والأرباح و"يوم الراحة" أبرز المكاسب

 رسميًا، أقرت مصر الأول من مايو كل عام إجازة رسمية لعيد العمال العام 1964، لكن الاحتفال بالمناسبة بدأ قبل ذلك بعامين.

في 1 مايو 1962، أُقيم احتفال حاشد في ميدان الجمهورية (عابدين حاليًا) ليعلن عن أول عيد عمال في مصر باسمها القديم "الجمهورية العربية المتحدة".

في ذلك اليوم كان كمال الدين رفعت، وزير العمل آنذاك، هو ممثل الدولة في الاحتفال الذي حضره ممثلون عن اتحادات عمالية عربية وإفريقية وآسيوية، فيما يشبه المؤتمر الدولي.

ومن واقع التقرير التليفزيوني الذي غطى الاحتفال وقتها، نشاهد عدداً كبيراً من الحضور داخل سرادق كبير عُلقت فيه لافتات تحمل مبادئ الاشتراكية والعدالة الاجتماعية وإلغاء الفوارق بين الطبقات في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

في كلمته، قال كمال رفعت إن "العمال في ظل الثورة الاشتراكية حققوا تحديد ساعات العمل وحصلوا على تشريعات الحد الأدنى للأجور ويوم الراحة الكامل بالأجر والمشاركة بالأرباح وعضوية مجلس الإدارة".

ثم تحدث أنور سلامة، رئيس الاتحاد المصري للعمال وقتها، عن أن عيد العمال احتفال بإنسانية وكرامة العامل.

كما أشاد مدحت كوشة، في كلمته عن عمال لبنان، بنضال العمال العرب لتحقيق العدالة الاجتماعية، بينما تحدث سليمان علاف عن عمال الأردن، فيما حيا فارانتين ماتمبو، ممثل عمال الكونغو، الاحتفال بالمناسبة.

بعد سنتين من هذا التاريخ، أقام الاتحاد الاشتراكي مؤتمرًا حاشدًا آخر، حضره هذه المرة الرئيس جمال عبد الناصر، بعد إقرار اليوم إجازة رسمية للعاملين بالدولة.

وتحدث الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن السعي لتحقيق ديمقراطية كل الشعب العامل وتجنب الوقوع في فخ سيطرة أعضاء الحزب الواحد على الانتخابات والساحة النقابية والسياسية.