الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

انتحار "هتلر".. 72 ساعة حالكة تنهي حياةً درامية حافلة

الرئيس نيوز


في 28 أبريل 1945، عندما أُبلغ أدولف هتلر بنبأ إعدام بينيتو موسوليني، وتعليقه أمام محطة وقود بمدينة ميلانو الإيطالية، فكر أنه لابُدّ له ألا يلقى نفس مصير رفيقه الفاشي، لا يجب ألا يقع في الأسر.

كان القوات الروسية على بُعد شارع أو شارعين من القبو الذي يكمن فيه القائد النازي في برلين، والبرقيات العسكرية تتوالى عليه بسيطرة "الجيش الأحمر" على منطقة تلو الأخرى.

هناك، في مبنى "الرايخ" أدرك هتلر أنه يعيش ساعاته الأخيرة كقائد عسكري أرهق ودمر العالم في النصف الأول من القرن العشرين، وربما تكون لحظاته الأخيرة أيضًا على قيد الحياة، ففكر أنه يجب أن يفعل الشيء الذي حرم نفسه منه طوال حياته, أن يتزوج!

لا واحدة تتزوج مثل هذا الرجل إلا إيفا براون، رفيقته وعشيقته طوال نحو 16 سنة، عرفها وهي صبية في السابعة عشر، ودخلت الدائرة السرية للقائد النازي.

كانت "إيفا" معه في تلك اللحظة، في القبو، رفضت الهرب ولم تخش الوقوع في قبضة الروس.

وبعد متتصف الليل، في نفس اللحظة التي كان يُسمع صوت أحذية جنود الجيش الأحمر في برلين، كانت الأيادي تصفق في احتفال ضيق أقيم تحت الأرض لزواج إيفا بهتلر.

حدث درامي بكل المقاييس يليق بـ"الفوهرر". عقد زواج يوقع عليه وزير الدعاية الشهير جوزيف جوبلز، والقائد العسكري المخضرم مارتن بورمان.

"إيفا" نفسها أضفت لمستها على العقد، عندما مسحت توقيعها بحرف "B" اسم عائلتها وكتبت "H"، إشارة إلى اسم رجلها الذي ستعيش في معه زوجةً لساعات معدودة.

ربما لا أحد يعرف على وجه الدقة ماذا فعل العاشقان في ساعاتهم المتبقية بخلاف أنهما تناولا إفطارًا بسيطًا، هل ناما؟ هل مارسا الحب مثلاً؟ هل عاد هتلر إلى أيامه الأولى وحدثها عن حبه للفن التشكيلي، ونزعته النباتية في الطعام، وأيام التدخين الشره قبل أن يقلع عن هذه العادة؟

لكن المعروف أن هتلر في ظهر اليوم التالي، 30 أبريل، كان في حالة بائسة، لا قوة ولا نفوذ ولا ضجيج، فودع ضباطه وطاقم خدمته الذين خرجوا من المكان وتركوهما، وبعد ساعتين تقريبًا سمع هؤلاء صوت طلقات نارية.

عندما دخل الخادم الخاص بهتلر سريعاً، وجد قائده ميتًا بطلقات في جانب رأسه الأيمن، وبجواره إيفا ميتة أيضًا بكبسولة سامة.

انتحر هتلر وإيفا، بعد أقل من يوم زواج، في مشهد لم ينهِ أسطورة الرجل النازي ذي الشارب المميز، رغم حرق جثتيهما سريعًا في حفرة كبيرة صنعتها قنبلة من نتاج حربه المدمرة.

عاشت أسطورة هتلر بالفعل، من ناحية، بسبب هوس البعض باختلاق قصص غريبة عن أن الزعيم النازي لا يزال حيًا إلى الآن، لكن الناحية الأكثر أهمية، أنه خُلد في التاريخ كسياسي وعسكري استثنائي الأطوار والدموية والنهاية.