الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"ضربة بالمروحة" تسببت في احتلال فرنسا للجزائر 132 سنة

الرئيس نيوز

يمتلئ التاريخ بالعديد من الحوادث الطريفة، التي إما أن تمر مرور الكرام أو يتوقف عندها الزمن ويصنع تاريخا جديدًا.

من ضمن هذه الوقائع ما يُعرف بـ"حادثة المروحة" التي أدت شكل أو بآخر إلى احتلال فرنسا للجزائر في القرن التاسع عشر، عندما كانت تحت الحكم العثماني.

ففي مثل هذا اليوم، 29 أبريل، عام 1827، كان القنصل  الفرنسي بيار دوفال في زيارة لقصر حاكم الجزائر الداي حسين، ربما لتهنئته بعيد الفطر الذي كان متزامنا مع ذلك اليوم.

لكن الأمور لم تسر في أجواء التهاني على الإطلاق، إذ طالب "الداي حسين" قنصل فرنسا بأن ترد بلاده مجموع الديون المستحقة عليها، والتي كانت قيمتها وقتها 24 مليون فرنك سويسري.

كانت فرنسا بالفعل استدانت من الجزائر بعد الحصار الأوروبي الشديد الذي فرض عليها في أعقاب الثورة الفرنسية التي عادت الأنظمة الملكية في القارة العجوز، واعلنت مبادئ المساواة وحقوق الإنسان. وعلى ذلك وقفت الجزائر بجانب فرنسا وأمدتها بالحبوب طول سنوات لإطعام الشعب في بلاد النور.

نعود لمحادثة الداي حسين والقنصل الفرنسي، الذي رد بطريقة غير لائقة على حاكم الجزائر، فما كان من الأخير إلا أن لوح بمروحة كانت في يده بوجه الرجل الفرنسي، بل إن بعض الروايات تقول إنه "ضربه" بها، ثم طرده من القصر.

ثارت ثائرة فرنسا على طرد قنصلها، وتناست الديون المستحقة للجزائر، وطالبت الداي حسين بتقديم اعتذار خلال 24 ساعة من الحادث.

وعندما رفض الداي حسين الاعتذار، أرسل ملك فرنسا، شارل العاشر، جيشا لاحتلال الجزائر بحجة "استرجاع مكانة وشرف فرنسا".

كانت هذه ذريعة بالطبع لغزو البلد العربي، فقررت فرنسا التي كانت قد فشلت في احتلال مصر، فرض حصار على الجزائر طيلة 6 أشهر في عام 1828، ثم تحرك أسطول به أكثر من 37 ألف جندي عبر البحر ووصلوا إلى السواحل الجزائرية في منتصف يونيو 1830.

دخل الجيش الفرنسي الجزائر في 5 يوليو من ذلك العام، ليستمر الاستعمار أكثر من 130 سنة، عندما أخرجته ثورة التحرير الوطني في يوليو من عام 1962.