السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عوائد النفط تحسم المعركة في ليبيا

الرئيس نيوز

ـ المرعاش: عندما تقل أموال السراج سوف يهرب الشباب إلى "الجيش الوطني"

في تطور جديد للحرب الدائرة بين الأطراف الليبية، وبعد إدخال أسلحة ثقيلة في معركة "تحرير طرابلس"، أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أمس السبت، إرسال سفينة حربية إلى ميناء راس لانوف النفطي الواقع تحت سيطرة الجيش، ضمن مهمة تدريبية لتأمين المنشآت النفطية، مما يشكل خطراً على الاقتصاد ويثير تساؤلات كثيرة حول نتائج المعركة.

في السياق، أعلنت مديريات أمن النواحي الأربعة (سوق الخميس امسيحل - سوق السبت - السبيعة - سيدي السايح - قصر بن غشير) في فيديو مصور انشقاقها عن وزارة الداخلية لحكومة الوفاق الوطني، وإعلان تبعيتها للحكومة المؤقتة، بقيادة المستشار إبراهيم أبوشناف.

يرى المراقبون أن ادخال الموانئ النفطية المعركة سيكون له تأثير كبير خلال الأيام القادمة على الأرض، إما بتأثر عملية تصدير النفط أو بتجفيف منابع حصول الميلشيات المسلحة والجماعات الارهابية على الأسلحة والذخائر، باستغلالها عوائد النفط حيث تتواجد الهيئة المسؤولة عن استلام عوائد النفط في طرابلس "المؤسسة الوطنية للنفط"، حيث تقوم حكومة السراج بتحصيلها والاستفادة منها، لذلك يرجح مراقبون أن يتم نقل الهيئة المسئولة عن استلام العوائد النفطية إلى بنغازي، كما سيعزز استمرار الانشقاقات من خطوات الجيش الوطني الليبي في عملية التحرير من داخل العاصمة.

في المقابل، أدانت "المؤسسة الوطنية للنفط"، عسكرة المنشآت النفطية الوطنية في ليبيا، ودون إشارة إلى أحد استنكر رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله الأعمال العدائية التي اندلعت مؤخراً باعتبارها تشكل خطراً على عملية  الإنتاج والاقتصاد الوطني.

المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش قال خلال تصريحات لـ "الرئيس نيوز: "سيتم الإعلان عن إنهاء سيطرة حكومة ما يُسمى الوفاق في طرابلس على عوائد النفط خلال الأيام القادمة، خاصةً بعد أن تأكد العالم من استخدام عائدات النفط في حرب طرابلس، ووصول أموال طائلة إلى تنظيمات إرهابية تقاتل الجيش الوطني العربي الليبي في معركة تحرير العاصمة من فوضى الميليشيات التي وفرت المناخ المناسب لانتشار الإرهاب في ليبيا.

وأضاف: "تمكنت قيادة الجيش الوطني العربي الليبي من إقناع دول العالم أجمع خاصةً الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، بأنها سوف تمكن المؤسسة الوطنية للنفط في بنغازي من إدارة القطاع النفطي، وإنهاء سيطرة رئيس المؤسسة في طرابلس مصطفي صنع الله، الذي ينتمي لحركة الإخوان المسلمين ويريد الزج بقطاع النفط في الصراع بتمويل الميليشيات والإرهاب".

وأوضح: "بطبيعة الحال فإن 90% من حقول وموانئ ومصافي ومنشآت النفط هي تحت سيطرة الجيش الوطني العربي الليبي، ويبدو الآن أن دول القرار الدولي أصبحت موافقة على قطع الموارد المالية عن حكومة السراج التي ثبت تعاونها وتمويلها للإرهاب".

وأشار المرعاش إلى أن تلقي "حكومة الوفاق" وحلفائها مثل قطر وتركيا مثل هذه الضربة الموجعة، سوف يحرم السراج ومليشياته من عنصر المال الذي يستخدم من أجل دفع الشباب الصغار للمعارك، مقابل مبالغ مالية مُغرية، لافتاً إلى أنه عندما تقل الأموال سوف يهرب هؤلاء الشباب من المعارك، مما يفسح المجال للجيش الوطني للدخول الى طرابلس بأقل الخسائر البشرية.

 

وفي السياق، أكد المرعاش أن الانشقاقات في صفوف حكومة الوفاق مهمة جداً للجيش الوطني، وتعني حماية ظهر قوات الجيش التي تحاصر طرابلس، وادخال قوات إضافية للمعركة بعد تولي مديريات الأمن المدن التي دخلها الجيش الوطني حماية أمن هذه المدن من عصابات الجريمة، مما يقلل العبء على الجيش لتولي هذه المهمة وتأمين خطوط إمداد الجيش الوطني عبر هذه المدن.

لا يعتقد المرعاش انتهاء عملية تحرير طرابلس قبل رمضان، مشيراً إلى أنه مازالت الميليشيات تحتفظ بعتاد وقوة لا يستهان بها من جهة، كما أن الجيش الوطني من جهة أخرى حذر جداً في تقدمه حتى لا يوقع ضحايا مدنيين أو يؤدي إلى قتال شوارع.

وأوضح: "التركيز الآن على إنهاك القوة الرئيسية للميليشيات"، مؤكداً أنه سيتم الهجوم الكاسح النهائي بعد تدمير العتاد الثقيل والآليات ومخازن الذخيرة للميلشيات، وبعد أن يتم قطع الشريان المالي الذي يستخدم في جلب الشباب للمعارك.

وختم المرعاش أن هذه العمليات تحتاج المزيد من الوقت حتى يتم لمس آثاره، مشدداً في الوقت نفسه: "نحن أقرب من اي وقت من انتهاء الفوضى في كل ليبيا.