الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

السيسي ابن الجمالية.. حي الروحانيات علَّمه حب الصوفية

الرئيس نيوز

 

قادت الظروف التالية لثورة 30 يونيو، إلى وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم منذ انتخابه لأول مرة في 2014، بدعم من العديد من قطاعات المجتمع المصري التي أرادت أن تتخلص من الحكم الشمولي الديني الذي فرضته الحكومة الإخوانية خلال فترة حكم القيادي الاخواني محمد مرسي.

ومع ذلك، لمس المراقبون صبغة دينية ملحوظة في تكوين الرئيس السيسي وهويته وخطابه العلني، ما دفع إلى التساؤل: "هل استبدلت مصر حكمًا دينيًا بحكم ديني آخر؟".

لكن مجلة "يور آسيا ريفيو" تصدت للإجابة عن هذا السؤال في عددها الصادر أمس السبت 27 ابريل، فقالت الصحيفة: "صحيح أن الرئيس السيسي تحدث عن الدين في سياق بحث مكون من 17 صفحة أثناء دراسته في كلية الحرب بالولايات المتحدة عام 2006، فكتب في بحثه المعنون "الديمقراطية في الشرق الأوسط"، عن دور الدين والطبيعة النفسية للشعوب وطبيعة الشرق الأوسط كمهد الديانات الكبرى، وتأثير لا يمكن تجاهله لمكانة الدين الواضحة في ثقافة شعوب المنطقة، فالدين هو أحد أهم العوامل التي تؤثر في سياسات المنطقة، وأنه يجب على المرء أن يأخذ في الاعتبار الطبيعة الدينية للشعب عند إجراء المفاوضات الدبلوماسية أو وضع السياسات العامة".

صحيح، أن الرئيس السيسي، يؤكد باستمرار في خطبه ومقابلاته أهمية وضرورة الدين، وتعكس قراراته شعوره بمسؤوليته الرئاسية المباشرة عن حماية الدين والأخلاق في المجتمع المصري، لكن هذا لا يعني، وفقاً للصحيفة، أن مصر استبدلت نظامًا دينيًا بأخر دينى، كما قد يروج بعض المحللين.

ويعتقد "رامي عزيز"، زميل معهد دراسات الشرق الأوسط في واشنطن، في مقاله المنشور عبر موقع "يورآسيا ريفيو"، أنه من أجل فهم شخصية الرئيس السيسي من المفيد إلقاء نظرة على نشأته ومولده في نوفمبر 1954، في منزل مصري يقع في حي الجمالية في القاهرة المفعم بالأجواء الدينية والروحانيات، في واحد من أقدم الأحياء في المدينة، وفي منزل يقع بين أقدم وأكبر المساجد في مصر مثل الجامع الأزهر ومسجد الحسين، وأسس والده "سعيد السيسي" أسرة مسلمة متدينة.

وكان والده كأغلب المصريين المحافظين دينياً ممن يحبون الصوفية الأحمدية، وفقًا لبعض المصادر، وبالطبع جاءت الصبغة المتدينة التي يعبر عنها الرئيس السيسي من هذه النشأة، أي بميل لنفس الطريقة الصوفية، وأشار الكاتب "رامي عزيز" إلى مقابلة أجرتها "صحيفة الأهرام" مع الرئيس السيسي، قال فيها إنه يعتز بهدية من والده، حيث أعطاه خاتمًا فضيًا بحجر أسود، وهذه الخواتم مشهورة بين الصوفيين والمسلمين لحرمة ارتداء الرجال خواتم الذهب، وفقًا للمذاهب الفقهية، وأضاف كاتب المقال": "على الرغم من أنه لم يكن الابن الأكبر، فقد أعطاه والده الخاتم، وهو دليل على أنه كان يعلم أن ابنه يميل إلى نفس الطريقة الصوفية".

في الطفولة، ارتاد الرئيس عبد الفتاح كتَّاب تحفيظ القرآن الكريم بمسجد قريب من منزله، وكانت مشاعره الدينية متينة وعميقة، كان يوقظ أسرته في كثير من الأحيان للصلاة في مسجد قريب. كما كان يتردد على الجامع الأزهر لحضور دروس الشيخ إسماعيل صادق العدوي، وقال إن الشيخ، وهو صوفي كبير، كان له تأثير عميق على شخصيته. كما حضر دروس الشيخ محمد متولي الشعراوي في مسجد الحسين، لم يكن الشعراوي من أتباع الصوفية، ولكنه كان يشترك مع العدوي في شيء آخر، فكلاهما فارقا جماعة "الإخوان المسلمين"، بعد أن كانا من أتباع مؤسسها حسن البنا.

أسهمت هذه التجارب المبكرة في تكوين شخصية الرئيس السيسي وقناعاته ورؤيته للدين، وليس من الصعب إدراك خلفيته المحافظة وتأثيرات الصوفية على كلامه العادي وخطابه العلني ودعواته إلى الله أملاً في مستقبل أفضل لمصر والمصريين.