الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«الحليف القوي».. مجلة أمريكية: سياسات السيسي غيرت إدارة واشنطن لأزمات العالم العربي

الرئيس نيوز

ترامب تعلم الكثير من إخفاقات أوباما

وجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضالته لتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، في السياسات القوية التي يتبناها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفقا لمجلة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية.

وقالت فريق المحررين: "من هنا نشأ التقارب الملحوظ بين ترامب والسيسي في خضم ما يسميه العديد من المحللين بـ" حالة السيولة في الشرق الأوسط"، وكان أقوى دليل على ذلك، عندما قام الرئيس السيسي بزيارته الأخيرة إلى واشنطن، تم استقباله بالبيت الأبيض استقبالاً يليق بأحد أقرب حلفاء واشنطن".

ولفتت المجلة إلى أن الرئيس السيسي أقام أثناء زيارته في "بلير هاوس"، وهي دار الضيافة المرموقة على الجانب الآخر من البيت الأبيض وحظي بحفاوة مخصصة للضيوف البارزين.

وفي المكتب البيضاوي، أثنى الرئيس دونالد ترامب على سياسات الرئيس السيسي واعتبره "رئيسًا عظيمًا"، و"يقوم بعمل عظيم".

ويعد الموقف الأمريكي من التطورات الأخيرة على المشهد الليبي علامة بارزة على تأييد الرئيس ترامب للسياسات القوية التي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي والرؤية المصرية لمجريات الأمور في المنطقة.

ونقلت وكالة "بلومبيرج" الأمريكية عن 3 دبلوماسيين أمريكيين مطلعين أن ترامب أبلغ حفتر، خلال محادثاتهما الهاتفية يوم 15 أبريل والتي أعلن عنها رسميا بعد 4 أيام من إجرائها، بدعمه للجيش الوطني الليبي، ودوره في الحفاظ على مقدرات الشعب الليبي ومكافحة الإرهاب والتطرف.

ووفقًا للوكالة، ذكر دبلوماسيون أن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، جون بولتون، أيضا أجرى مكالمة هاتفية قبل ذلك مع المشير مع حفتر، بعد بضعة ايام من استقبال الرئيس الأمريكي للرئيس السيسي في البيت الأبيض، يوم 9 أبريل، و استنادا إلى مصدريْن مطلعيْن حث الرئيس السيسي ترامب على دعم خيار الاستقرار في ليبيا، وقد استجاب الرئيس الأمريكي لذلك عمليًا.

تعد "الواقعية" جزءًا كبيرًا مما يراه بعض الخبراء الإقليميين في النظرة الأمريكية الراهنة إلى مصر، باعتبارها حليف رئيسي في الشرق الأوسط، من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي.

ذكر "جيمس فيليبس"، كبير الباحثين في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة "هيرتدج" في واشنطن أنه يوجد الآن تقدير أكثر واقعية لمحددات التأثير الأمريكي والغربي في المنطقة. وأضاف " فيليبس " أن تجربة إدارة أوباما الأخيرة مع مصر أكدت لمصر ولإدارة ترامب خطورة الانسياق وراء تصورات مضللة، فإذا حدث الانسياق لها بالفعل لن تنتج الغايات المنشودة.

ويعتقد "فيليبس" أن إدارة أوباما اخطأت التقدير عندما قررت الدفع باتجاه انتقال ديمقراطي سريع في مصر إلى جماعة الإخوان الإرهابية، التي سرعان ما خرّبتْ التجربة الديمقراطية لتمارس الأخونة على مستوى السلطة التنفيذية عن طريق توزيع أهل الولاء على مفاصل الدولة، من أجل إحكام سيطرتها، كما مارست الضغط من أجل "إجراء انتخابات برلمانية لتستولي كذلك على السلطة التشريعية، وضاربة عرض الحائط بأبجديات الممارسة الديمقراطية مثل الحرية الاقتصادية وحرية الصحافة والتعبير والقضاء المستقل وتوفير حماية كافية لحقوق الملكية واحترام سيادة القانون، وهي عوامل بدونها لا سبيل إلى ديمقراطية مستقرة".

ويرجح "فيليبس" أن ردود الفعل الأولية التي بالغت في التفاؤل بالربيع العربي أدت إلى تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا، ما حقق استقرارًا مؤقتًا، فالدرس الذي تعلمته ووعيته إدارة ترامب جيدًا هو تحول "الربيع العربي" إلى"شتاء" نشطت في تربته حركات الإسلام السياسي، ناهيك عن إثارة حروب أهلية ما زالت مستمرة في سوريا واليمن.

أما جون ألترمان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط فقد رسم خطًا مباشرًا بين الاشمئزاز الشعبي من الحال الذي آلت إليه الأوضاع في سوريا واليمن والعراق في أعقاب تدخل الغرب وأمريكا في تغيير النظام وبين حرص ترامب على تأييد السياسات القوية للرئيس السيسي.

ويتفق "فيليبس" إلى حد كبير مع رأي ألترمان، فيقول: "بعد إخفاق الجهود الأمريكية الطموحة للغاية في أفغانستان والعراق، قلصت إدارة ترامب الأهداف الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط المضطربة وقلصت من البصمة العسكرية للولايات المتحدة".