الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

هل تُشعل إيران أهم مضيق للنفط في العالم مطلع مايو المقبل؟

الرئيس نيوز


كشف موقع "فويس أوف أمريكا" عن الخيارات التي من الممكن أن تقوم بها إيران رداً على التهديدات الأمريكية الأخيرة، التي تمنع مجموعة من الدول من استيراد النفط الإيراني، بعد إعلان واشنطن إنهاء الإعفاءات الممنوحة العام الماضي لثمانية مشترين للنفط الإيراني، ومطالبتهم بوقف استيراده بحلول الأول من مايو المقبل.

وفي حين كشف الموقع، أن إيران هددت بإغلاق "مضيق هرمز" ـ أهم الممرات المائية في العالم ويقع على الخليج العربي ـ إذا مُنِعَتْ من استخدام هذا الممر المائي الاستراتيجي، الذي يمر عبره أكثر من خمس النفط المستهلك عالميًا، إلا أنه وصف المضيق بـ"أهم شريان للنفط في العالم"، حيث يربط مضيق هرمز منتجي النفط في الشرق الأوسط بأهم الأسواق في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وما وراءها، إلا أنه يقع في قلب التوترات الإقليمية منذ عقود.

وبعد إعلان أمريكا، أمس الأول الاثنين، إنهاء الإعفاءات الممنوحة العام الماضي لثمانية مشترين للنفط الإيراني، ومطالبتهم بوقف استيراده بحلول الأول من مايو المقبل، أو مواجهة عقوبات، ما دفع أسعار النفط إلى الارتفاع لأعلى مستوياتها، خلال الأشهر الستة الأخيرة، جاء التهديد على لسان قائد فيلق الحرس الثوري الإسلامي (يعرف بالفارسية باسم: پاسداران).

كانت إيران وجهت تهديدات لسد الممر المائي في الماضي، دون أن تتخذ خطوات عملية نحو تنفيذ أي من تلك التهديدات.

تقدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن 18.5 مليون برميل يوميًا من النفط المنقول بحراً تم نقلها عبر مضيق هرمز، في عام 2016. حيث كانت هذه الكمية تمثل حوالي 30 في المائة من النفط الخام وغيره من سوائل النفط التي تم تداولها عن طريق البحر في عام 2016.

في 2017، مرت من مضيق هرمز شحنات نفطية بإجمالي 17.2 مليون برميل في اليوم، من الخام والمكثفات، وحوالي 17.4 مليون برميل في اليوم على مدار النصف الأول من عام 2018، وفقا لشركة تحليلات النفط "فورتكسا".

ومع استقرار استهلاك النفط العالمي عند حوالي 100 مليون برميل في اليوم، يصبح ما يقرب من 20 في المائة من النفط العالمي يمر عبر المضيق، وأهمها معظم شحنات الخام المصدرة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، بالإضافة إلى إيران، موضوع الحظر، وجميعها من الدول الأعضاء في منظمة "أوبك".

علاوة على ذلك، يعد مضيق هرمز المسار المستخدم في نقل الغاز الطبيعي المسال المنتج في قطر.

تاريخيًا، وخلال الحرب الإيرانية العراقية 1980-1988، سعى الجانبان إلى تعطيل صادرات النفط الخاصة بكل منهما، فيما عرف وقتها باسم "حرب الناقلات".

من المعروف أن الأسطول الأمريكي الخامس، ومقره "مملكة البحرين"، مكلف بحماية السفن التجارية في المنطقة، وفي حين يتضمن تكليف الأسطول الخامس الأمريكي حماية بقاء الممر المائي الحيوي مفتوحًا، من المحتمل، وفقًا لمحللين في البنك الملكي الكندي RBC، أن تقرر طهران إجراء مناورات عسكرية استفزازية على غرار قرارتها المفاجئة المماثلة، بإعادة تشغيل برنامجها النووي أو إحياء أنشطتها الصاروخية .

كانت إيران وافقت على كبح جماح برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات بموجب اتفاق عام 2015 مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى، وانسحبت واشنطن من الاتفاقية عام 2018. وتساور القوى الغربية مخاوف حول نية إيران صنع أسلحة نووية، إلا أن طهران تنفي ذلك.

قال محللو البنك الملكي الكندي: "كل هذه القصص الجيوسياسية يمكن أن تقدم سيناريو قاسيًا سيفرض نفسه خلال الصيف المقبل على إدارة ترامب، لأنه سيكافح من أجل إبقاء أسعار النفط تحت السيطرة".

هل هناك طرق بديلة أمام شركات النفط الخليجية؟

سعت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لإيجاد طرق أخرى لتجاوز أي توترات قد تطرأ على الوضع في مضيق هرمز، بما في ذلك بناء المزيد من خطوط أنابيب النفط.

نبذة تاريخية

في يوليو 1988، أسقطت السفينة الحربية الأمريكية "فينسينز" طائرةً إيرانية، مما أسفر عن مقتل 290 شخصًا على متنها، فيما وصفته واشنطن بأنه حادث، بعد أن أخطأ طاقم السفينة واعتبر الطائرة مقاتلة، وعلقت طهران بالقول إن الهجوم كان متعمدًا، من جانبها، أصرت واشنطن على أن تكليف الفينسينز قد تضمن فقط حماية السفن المحايدة من هجمات البحرية الإيرانية.

ومن بين أبرز التوترات في مضيق هرمز خلال السنوات العشرين الأخيرة، كانت في العام 2002، حين نفذ الجيش الأمريكي مناورة حربية كبرى، باسم " تحدي الألفية "، ووفقًا لمقال نشر عام 2012 في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، تضمنت المناورة محاكاة للتصدي لمحاولة إيرانية لإغلاق مضيق هرمز، وكانت الافتراضات ونتائج المناورات مثيرة للجدل.

منذ ديسمبر 2007 وطوال يناير 2008، وقعت سلسلة من المواجهات البحرية بين الزوارق الإيرانية السريعة والسفن الحربية الأمريكية في مضيق هرمز، واتهم المسؤولون الأمريكيون إيران بمضايقة سفنهم البحرية واستفزازها، لكن المسؤولين الإيرانيين نفوا هذه المزاعم.

في 14 يناير 2008، تناقلت وكالات الأنباء تناقضًا بين رواية مسؤولي البحرية الأمريكية ورواية البنتاجون، ففي حين أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن سفنها الأمريكية أطلقت النار على قوارب إيرانية، كانت تقترب من ثلاث قطع بحرية أمريكية في مضيق هرمز، أكد القائد الإقليمي للبحرية، نائب الأدميرال "كيفين كوسجريف" أن الإيرانيين "ليست لديهم صواريخ مضادة للسفن ولا طوربيدات ولا ينبغي أن يخشى الأسطول الخامس الأمريكي من مثل تلك القوارب الصغيرة".

لكن في يونيو 2008، صرح قائد فيلق الحرس الثوري آنذاك، محمد علي جعفري، بأن إيران ستفرض قيودًا على الشحن في المضيق إذا تعرضت لأي هجوم.

وفي يوليو 2010، تعرضت ناقلة النفط اليابانية إم ستار للهجوم في المضيق. وأعلنت جماعة مسلحة تدعى كتائب عبد الله عزام، المرتبطة بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها.

في يناير 2012 ، هددت إيران بإغلاق المضيق رداً على العقوبات الأمريكية والأوروبية التي استهدفت عائداتها النفطية في محاولة لإجبار طهران على وقف برنامجها النووي.

في مايو 2015، أطلقت السفن الإيرانية أعيرة نارية على ناقلة ترفع علم سنغافورة، قالت إنها اصطدمت بمنصة إنتاج نفطي إيرانية، مما تسبب في فرار السفينة، إلا أن البحرية الإيرانية استولت على سفينة حاويات أخرى في المضيق.

وفي يوليو 2018، ألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده قد تعطل تدفق النفط عبر المضيق، ردًا على دعوة واشنطن لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وقال قائد الحرس الثوري أيضاً إن إيران ستمنع جميع الصادرات عبر المضيق إذا تم إيقاف الصادرات الإيرانية.