السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

السودان: الثوار على شفا العصيان .. والعسكري يلوح بالقوة

الرئيس نيوز


يبدو أن رصيد "قوى الحرية والتغيير"، المعتصمة في العاصمة السودانية الخرطوم، قد نفد لدى أعضاء المجلس العسكري الانتقالي الذي يدير السودان حالياً.

فبعد تنازلات عدة، بدأت بعزل الرئيس السوداني عمر البشير، وإعلان مجلس عسكري انتقالي وتنحي الفريق أول ركن عوض بن عوف، وتولي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس نزولاً لرغبة الشعب، وايداع الرئيس المعزول ورموز النظام السابق في سجن كوبر، رفض المجلس العسكري تسليم السلطة الى مجلس مدني.

الصدام وقع إذن بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وسط مخاوف وسط المسئولين في المجلس العسكري من إضراب سياسي وعصيان مدني يشل الحركة في البلاد من جهة، ومخاوف أخرى من قبل المعتصمين من اقبال المجلس العسكري على فض الاعتصام بالقوة من جهة أخرى، في ظل إصرار الثوار على مواصلة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش، إلى حين نقل السلطة إلى حكومة مدنية.

وعلى الرغم من تأكيد الفريق عبدالفتاح البرهان قائد المجلس العسكري الانتقالي، أمس الأحد، في لقاء متلفز، أن الجيش ليس طامعاً في السلطة وسيقوم بتسليم السلطة فور اتفاق القوى السياسية على حكومة انتقالية، أصدرت قوى الحرية والتغيير بياناً اعتبرت فيه المجلس الحالي امتداداً للنظام السابق، بينما رد المجلس العسكري الانتقالي، اليوم محذراً من خطورة إغلاق الطرق وإعاقة حركة النقل.

 

جحيم العصيان

من جانبه، أوضح القيادي المعارض محمد ضياء الدين، لموقع "الرئيس نيوز"، أن بيان قوى الحرية والتغيير جاء على خلفية موقف رئيس اللجنة السياسية للمجلس العسكري الانتقالي، والمحسوب على بقايا النظام السابق والذي رفض تسليم السلطة لممثلي قوى "إعلان الحرية والتغيير"، القائد الفعلي للثورة والثوار، بعد إصراره على التعامل مع حزب المؤتمر الوطني عبر شركائه في السلطة قبل السقوط .

ويرى ضياء أن المجلس العسكري يريد أن يحتكر السلطة السيادية، ويريد أن يمتلك حق تكوين السلطة المدنية من غير سلطات، وهذا ما ترفضه قوى الثورة، لذلك جاء البيان رافضاً لنهج المجلس ومعلِقاً الحوار معه وداعياً إلى استمرار الحراك الثوري، حتى تتحقق مطالب الثورة والثوار، مؤكداً أن العلاقة ستظل متوترة إلى أن يرضخ طرف لمطالب طرف آخر.

ضياء أوضح أن الخطوات التالية تتمثل في التصعيد السياسي والشعبي واستمرار الاعتصام والحراك وقد يتوج بإعلان الإضراب السياسي والعصيان المدني، فلن يكون على المجلس إلا أن يستجيب لإرادة الشعب، ليس علي أكثر من ذلك.

ضياء شدد على أن المجلس العسكري سيرتكب حماقة كبرى إذا شرع في فض الاعتصام بالقوة، وحتماً سيكون ذلك فاصلة حاسمة في العلاقة مع المجلس، لافتاً إلى أن ذلك لن يتم إلا بإزهاق أرواح ودماء.

وتابع: "هناك لجنة تناقش الترشيحات للمجلس السيادي المدني وسيأتي الإعلان عن الأسماء المرشحة في الوقت المناسب، ومناقشة تسليم السلطة إلى المجلس المدني ضمن التطورات الجارية، وسنتخذ القرار المناسب ضمن ظرفه".

الإدانات الدولية

ومن جانبه، قال المحلل السياسي السوداني حسن بركية لـ "الرئيس نيوز": "الصراع كان متوقعاً، حيث أن قوى إعلان الحرية والتغيير تعمل على نقل السودان إلى مرحلة جديدة  والمجلس العسكري يعمل على إعادة إنتاج السلطة البائدة بوجه جديد وبدعم بعض دول الإقليم، في المقابل سوف يواصل تجمع المهنيين السودانيين والقوى المتحالفة معه مواصلة الضغط على المجلس العسكري والذي سوف يواجه ضغوطاً من  الدول الكبرى".

بركية أكد أن المجلس العسكري سوف يواجه ضغوطاً إضافية وسوف يعمل بدعم من قوى الثورة المُضادة "الفلول" على زرع الخلافات بين قوى المعارضة باستخدام كل الوسائل.

وأوضح : "سوف يحاول المجلس فض الاعتصام بطرق غير مباشرة وتجنب استخدام القوة لتجنب الإدانات الدولية، قد يستخدم مجموعات محسوبة على فلول النظام السابق تعمل على إثارة الفوضى والخلافات بين المعتصمين

 

تأثير البرهان

بينما قال الخبير في شؤون القرن الأفريقي، الدكتور سراج الدين عبدالغفار، أعتقد أن البيان الصادر من تجمع المهنيين غير موفق، لأن المجلس العسكري يمثل الدولة وعليه أن يترك المجال للمجلس للتصرف بحرية ودون ضغوط، في ظل تحقيقه الكثير من مطالب الثورة.

وتابع : "الكثير من العقلاء في الساحة السياسية السودانية يرون أن موقف تجمع المهنيين غير صائب، حيث أن التعنت قد يؤزم الموقف وقد  يؤدي الى عدم استقرار الوضع السياسي وهو ما لا تحمد عقباه وغير مقبول من كل الأطراف".

وشدد: "ينبغي على الذين ثاروا على النظام أن يتركوا للمجلس العسكري الانتقالي مدة هذين العامين يسير فيها أمور الدولة ويمهد لقيام انتخابات حقيقية ومن يتم انتخابه من قبل الشعب عليه أن يحكم البلاد"، وحذر : "مازالت هناك حركات مسلحة خارج السودان وعديد من الاعداء يتربصون بالسودان ومن الممكن استغلال هذا الفراغ السياسي لإحداث اي نوع من الحراك قد يؤدي إلى عدم استقرار البلاد".

وأشار الى الدعم الدولي السعودي الاماراتي المصري وغيرها من الدول لافتاً إلى أنه يحقق للمجلس نوعاً من الاستقرار الاقتصادي، داعياً جميع الاحزاب السياسية الى التوجه نحو الجماهير وتوطين علاقتها معهم وتبني دورها واحزابها حتى تكون جاهزة للانتخابات بعد عامين.

ولا يعتقد عبدالغفار أنه سيتم فض الاعتصام بالقوة على نحو ما حدث في بعض المناطق، لكن هناك عزم من المجلس على فض المواقع المتعلقة بالحركة المرورية.