الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تقرير: المسلمون أيضاً مستهدفون في سريلانكا

الرئيس نيوز

كشف تقرير في صحيفة واشنطن بوست، أن المسلمين أيضاً هم أقلية في سريلانكا، وأنه مستهدفون أيضاً من قبل عناصر في الإلبية البوذية.

كانت انفجارات منسقة أمس الأحد قتلت أكثر من 200 شخص، وجرحت أكثر من 400 في سريلانكا، يوم عيد الفصح، لقد كان التوقيت مهمًا بشكل خاص، وكذلك الأهداف التي ركزت على هجوم متزامن ضد ثلاث كنائس، حيث شملت الاعتداءات الإرهابية كذلك ضرب أربعة فنادق، وكان هناك انفجار ثامن تحت أحد الجسور، وتمثل هذه الهجمات أعنف موجة عنف تشهدها سريلانكا منذ انتهاء الحرب الأهلية بين الحكومة والانفصاليين "التاميل"، قبل عقد من الزمن.

وفي حين لم تؤكد أية جماعة أو فرد مسؤوليته في بادئ الأمر، إلا أن وزير الدفاع روان فيجواردين قال إنه قد تم اعتقال سبعة أشخاص على ذمة التحقيق، ونظرًا لاستهداف الكنائس في عيد الفصح يوم الأحد - اليوم الذي يحتفل فيه كثير من المسيحيين بقيامة المسيح وهو اليوم الأقدس في التقويم المسيحي - نظر الكثيرون إلى الاعتداءات الإرهابية على أنها موجه ضد المجتمع المسيحي في سريلانكا.

ويشكل البوذيون 70% من عدد سكان سريلانكا، الذين يبلغ عددهم الإجمالي حوالي 22 مليون نسمة، حسب إحصاء عام 2012، و12.6 في المائة من الهندوس، و 9.7 في المائة من المسلمين، و7.6 في المائة من المسيحيين (والغالبية العظمى من المسيحيين في سريلانكا ينتمون لطائفة الروم الكاثوليك).

كان الانفصاليون "التاميل" معظمهم من الهندوس، لكن بعضهم كانوا كاثوليك، وكانت الحرب الأهلية التي استمرت عقودًا تدور حول القومية والعرق أكثر من اعتبارات الدين، وينقسم السكان المسيحيون اليوم بين الأقلية التاميلية والأغلبية السنهالية.

وتعد الهجمات الإرهابية ضد الكنائس واقعة غير مسبوقة في سريلانكا، ذات الأقلية المسيحية، ومع ذلك، لا تواجه هذه الأقلية العنف والتمييز، وأشار الناشط الحقوقي "روكي فرناندو" على موقع تويتر، أنه خلال الأحد الماضي، واجهت الخدمات الكنسية في جميع أنحاء البلاد نوعًا من الاضطراب، وفي العام الماضي، تم الإبلاغ عن 86 حالة شملت ممارسات تصنف على أنها تمييز وتهديدات وعنف ضد المسيحيين.

لكن المجتمع المسيحي ليس وحده المستهدف من قبل الأغلبية البوذية، فالأقلية المسلمة أيضاً تتعرض للاضطهاد، ففي عام 2013، هاجم حشد بوذي مسجدًا في كولومبو، مما أسفر عن إصابة 12 شخصًا.

وكما أشار أمارناث أماراسينغام، زميل باحث بمعهد الحوار الاستراتيجي، على تويتر إلى أن شائعات التطرف بين المسلمين والجماعات المتطرفة المرتبطة بالتمويل الخارجي قد استخدمت كذريعة من قبل البعض في الأغلبية لمهاجمة المسلمين في سريلانكا. ولكن لا يُعتقد أن هجمات الأمس نفذت من قبل المتطرفين البوذيين لاختلافها عن النمط السائد في تصرفات البوذيين في السابق، كان استهداف الكنائس تحديداً أمراً جديداً وغير معهود، لكن كان استهداف السياح الأجانب واضحًا، إذ كانوا بالفعل أهدافًا وراء تفجيرات الفنادق، وهو أمر نادر الحدوث خلال عقود من العنف في البلاد.

وقد دعت الحكومة شعب سريلانكا إلى الاتحاد في وجه التهديدات، وأشادت بأنه "في خضم هذه المأساة، من المطمئن أن نرى التعبير عن التضامن في أبلغ صوره، حيث يتبرع الناس بالدم دون استثناء من البوذيين، والمسيحيين، والهندوس، والمسلمين، وغيرهم لأن الجميع بشر، وفقًا لتغريدة نشرها وزير المالية السريلانكي "مانجالا ساماراويرا". وأضاف ساماراويرا:"لا أحد يستطيع أن ينكر إنسانيتنا المشتركة".