الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

منظمات: إقبال متوسط في "استفتاء" لا تشوبه شائبة

الرئيس نيوز


أكدت تقارير مؤسسات المجتمع المدني المصرية والأجنبية، التي تتابع الاستفتاء، عدم وجود مخالفات جسيمة تعيق سير عملية الاستفتاء علي التعديلات الدستورية التي انطلقت في الداخل المصري أمس السبت. وأوضحت التقارير والزيارات الميدانية للمراقبين، أن الأجواء كانت هادئة وأن معدلات المشاركة تميل إلى المتوسط في معظم اللجان التي زارتها البعثات، مع سيطرة مظاهر احتفالية أمام عدد كبير من اللجان.

ويشارك في مراقبة الاستفتاء، 44 منظمة، مصرية وأجنبية، منها المنظمة المصرية لحقوق الانسان، و3 مجالس متخصصة في مقدمتها المجلس القومي لحقوق الإنسان، فضلاً عن "البعثة الدولية" والتي يبلغ قوام وفدها 69 عضواً، وينتشرون في 14 محافظة، ويضم التحالف 4 منظمات "دولية ومحلية من ثلاث قارات وهي منظمات إيكو" من اليونان، ومنتدى جالس من أوغندا، ومنظمة "متطوعون بلا حدود" من لبنان، بالإضافة إلى مؤسسة "ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان" من مصر.

تلقت الغرفة المركزية للمجلس القومي لحقوق الإنسان عدداً من الشكاوى تضمنت عدداً من الملاحظات في اليوم الأول، منها تأخر فتح بعض اللجان، ومحاولة التأثير على إرادة بعض الناخبين، وأخرى متعلقة بالمطالبة بتقديم المساعدة لذوى الإعاقة لتمكينهم من المشاركة في عملية الاستفتاء.

 كما تلاحظ مع بداية اليوم الأول للتصويت أن المشاركة في عملية الاستفتاء في معدلها المتوسط.

ووفقاً لمراقبي "المنظمة المصرية لحقوق الإنسان"، فقد شهدت عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية بعض العناصر الإيجابية التي تم رصدها منذ الساعات الأولى لفتح اللجان أبوابها، وهي سهولة عملية التصويت وتسهيل كل الإجراءات على المواطنين من قبيل توفير كراسي متحركة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ووجود اللافتات التي توضح سير عملية الاستفتاء ووفرت الأجهزة التنفيذية كشافات إضاءة طوارئ ومولدات كهرباء احتياطية بكل اللجان وكذلك وسائل إطفاء سريعة لمواجهة أي طارئ، وقد ساعدت تلك العناصر الإيجابية على انتظام عملية التصويت دون أدنى مشاكل تذكر.

قال مراقب البعثة الدولية، إن إبراز المخالفات تمثلت في رصد وتوثيق عدة مسيرات حاشدة لمواطنين في طريقهم للإدلاء بأصواتهم، وسط تشغيل أغاني وطنية وتوزيع أعلام على المواطنين وحثهم على المشاركة الإيجابية في الاستفتاء الدستوري كما حدث في محافظة الجيزة.

كما واجه مراقبو البعثة الدولية، في بعض الأحيان، صعوبات تمثلت في رفض قوات التأمين دخولهم اللجان وتم التواصل مع الهيئة وتقديم شكاوى، وقام المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة بسرعة البت فيها، وتم التواصل مع الجهات المعنية، وتم تيسير سُبل وصولهم إلى مقار الاقتراع التي تم منعهم من دخولها.

ورصد مندوبو البعثة الدولية، مسيرات يقودها بعض الموظفين الحكوميين، كمدير الإدارة التعليمية في مدينة بنها، الذي كان يقوم بدعوة المواطنين للمشاركة، ورئيس جامعة المنيا الدكتور مصطفى عبد النبي، الذي قام بتوفير حافلات لنقل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس إلى مقار الانتخاب، كما تم رصد واقعة مشابهة في محافظة سوهاج، حيث قام الدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج، بقيادة الطلاب في مسيرة لحث الجمهور على المشاركة.

وفيما يتعلق بمحافظة القاهرة، التي شهدت تفاوتاً في نسبة الحضور والتصويت، ما بين إقبال ضعيف في عدة أماكن، وإقبال مكثف في مناطق أخرى خاصة منطقة الساحل "شبرا مصر"، تمت ملاحظة قيام "غرفة القاهرة التجارية" بتوفير نحو 10 سيارات لنقل المواطنين إلى مقار الاستفتاء في عدة مناطق متفرقة بالمحافظة بشكل مجاني.

نظراً للظروف الأمنية في شمال سيناء، قام اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، بتوفير عدة سيارات مجانية لتسهيل وصول المواطنين لمقار التصويت في مدينتي رفح والشيخ زويد، وشهدت مدارس ولجان الشيخ زويد مشاركة متوسطة من المواطنين، الذين ذهبوا بشكل جماعي يبدو أنه جاء تحدياً واضحاً لكل المحاولات التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في البلاد.

وفي القليوبية، تم ملاحظة ارتفاع معدلات المشاركة في المدن، أكثر منها في القرى، وبشكل خاصة قرى مركزي قليوب و بنها. أما في محافظة المنيا، فكانت أكثر نسبة مشاركة في مدرسة "الفريق صفي الدين أبو شناق"، وتمت ملاحظة انتشار الدعاية للمشاركة في محيط المدرسة وأغلبها من ناحية حزب "مستقبل وطن" الذي انتشر بشكل واضح في كافة ربوع المحافظات.

كما رصد المتابعون كثافة في المشاركة في مناطق محدودة من الجمهورية، وكانت أغلب المشاركات من النساء وكبار السن، في حين كانت المشاركة متوسطة في معظم المناطق الأخرى، وضئيلة نسبياً في بعض المناطق في حلوان.

ورصد مندوبو البعثة الدولية، في الشرقية غلق لجنة مدرسة الزراعة بالزقازيق بين الساعة 2-4 كفترة راحة، في حين كانت فترة الراحة في باقي اللجان بين 3-4. كما تمت ملاحظة قيام حزب مستقبل وطن أمانة الشرقية بتوفير حافلات لنقل المواطنين إلى مقار الاقتراع، وسط تشغيل أغاني وطنية متكررة.

وبعيداً عن معدلات المشاركة التي لا يمكن الحكم عليها في أولى وثاني أيام التصويت، نظراً لأنه يستمر لمدة ثلاثة أيام، فإن أبرز ما يلفت الانتباه وفق ما تراه البعثة الدولية هو انتشار الحافلات والعربات لنقل الناخبين لمقار الاقتراع، فضلاً عن تيسير سبل وصول ذوي الإعاقة وكبار السن، وانتشار الأغاني أمام الكثير من اللجان عن طريق مكبرات صوتية، كما نلفت الانتباه إلى أن المرأة كان لها النصيب الأكبر في المشاركة خلال اليوم الأول.

بشكل عام كانت أبرز الملاحظات هي انتشار المسيرات لأطراف تبدو داعمة للتعديل في العديد من المناطق على مستوى المحافظات، فيما تنتشر أيضاً مظاهرة الدعوة للمشاركة عن طريق شباب الأحزاب والشخصيات العامة، الذين ساهموا بتوفير وسائل نقل للناخبين، ولفت الانتباه إلى ارتفاع نسبة مشاركة المرأة.

وقالت تقارير المنظمات إن أبرز ما لفت الانتباه بشكل عام في أحداث أمس واليوم، هو تصدر حزب "مستقبل وطن" المشهد، بقيام العديد من أماناته الفرعية في المحافظات، بدعوة المواطنين للمشاركة عن طريق مجموعة كبيرة من الشباب يرتدون قمصان عليها شعارات الحزب، وشعارات أخرى مكتوب عليها "اعمل الصح".

كما تم رصد وتوثيق عدة وقائع لقيام أفراد الحزب بتسهيل وصول يعض الناخبين إلى اللجان الخاصة بهم عن طريق متطوعين من شباب الحزب يستخدمون أجهزة حاسوب محمولة، ويطلبون من المواطنين "هويتهم التعريفية" لتسهيل وصولهم للجان الخاصة بهم.

ولم ترصد تقارير بعثات المراقبة، حتى الآن ممارسات قد تؤثر على ممارسة حق التصويت، ولكنها تلفت النظر إلى ضرورة ضمان عدم تأثير المظاهر الاحتفالية على إرادة الناخيين وسوف تعمل البعثة خلال الساعات القادمة على التحقق من عدم ارتباط عمليات النقل الجماعي باي مزايا عينية او نقدية للمصوتين.

بدوره، قال المدير التنفيذي للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، طارق زغلول لـ"الرئيس نيوز"، ما تم ملاحظته من تجاوزات لا ترقى لدرجة المخالفات الجسيمة التي من الممكن أن تؤثر على سير عملية الاستفتاء وبالتالي لا يمكن الطعن على نزاهة عملية التصويت والتشكيك في شرعية الاستفتاء.

ويؤكد الحقوقي، سعيد عبد الحافظ، أن هناك معايير وضوابط دولية يمكن من خلالها الحكم على إجراءات سير عملية الاستفتاء، قائلاً: وفقاً لهذه الضوابط فإنه حتى الآن لم يشب عملية الاستفتاء ما يعكر صفوها، سواء من خلال الهيئة الوطنية أو القائمين على عملية التصويت في اللجان من قضاة وموظفين، فضلاً عن حياد أجهزة الأمن وعدم تدخلها في سير الاستفتاء.

يبلغ إجمالي عدد اللجان العامة للتصويت على الاستفتاء 368 لجنة، وتضم 10878 مركزًا انتخابية، و13919 لجنة فرعية، بمشاركة 19 ألفًا و339 قاضيًا (أساسي واحتياطي) منهم 15 ألفًا و324 قاضيًا فعليًا على صناديق الاقتراع والباقي احتياطي.