السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عضو لجنة العفو الرئاسي يتحدث: انفراجة سياسية كبيرة قريبا.. ونحتاج إلى «معارضة حقيقية» (حوار)

الرئيس نيوز


-         الأحزاب ضعيفة وتعمل كرد فعل للأحداث دون قدرة حقيقية على صناعتها

-         أرفض وجود نائب للرئيس فتاريخ مصر مع هذه الفكرة سيء

-         علي عبد العال أدهشني في إدارته للحوار المجتمعي حول تعديل الدستور


يرى أن المشهد السياسي الآن مرتبك وأن الأحزاب في حالة ضعف شديدة، ويتوقع أن تحدث انفراجة كبيرة قريبا.. كريم السقا، عضو لجنة العفو الرئاسي يكشف في حوار مع "الرئيس نيوز" عن رأيه في بعض التعديلات الدستورية والوضع السياسي في الفترة المقبلة.

وإلى نص الحوار:

-         بداية، ما رؤيتك ما رأيك للتعديلات الدستورية التي وافق عليها البرلمان وبدأ التصويت عليها؟

 

فكرة التعديل بشكل عام مقبولة بالنسبة لي، التعديلات الدستورية التي وافق عليها البرلمان يوجد بها مواد إيجابية، ومواد لا أوافق عليها، وكنت أتمنى وجود مواد أخرى، نحن في مرحلة انتقالية نسعى فيها للتحويل الديمقراطي، وفي المرحلة الانتقالية يكون هناك مساحة للتعديلات الدستورية حتى نصل لحالة الاستقرار تتيح الفرصة لإنتاج وثيقة دستورية تعيش معنا سنين طويلة، ففي الفترة التي سبقت دستور 2014 تم وقف العمل بدستور 71 والعمل بإعلان دستوري، ثم إيقاف الإعلان الدستوري بآخر صنع بأيدي جماعة الشر ثم دستور الغرياني ثم دستور ٢٠١٤ وهو الأمر الذي يؤكد طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد، إضافة إلى أن دستور ٢٠١٤ كتب في وضع استثنائي جدًا، فكان يتم عمله أثناء محاولات الإرهاب والتفجيرات فى كل مصر خاصة سيناء ومحاولات الإخوان العودة للحكم باعتصامات وتظاهرات وكان هذا ضغط على لجنة الخمسين التى أقدر كل شخص فيها كل التقدير.

و40 يوما لم تكن بالفترة الكافية لكتابة دستور، والتصويت كان بشكل سريع جدًا، وكان من الطبيعي أن تأتي نتيجة الاستفتاء بنعم بنسبة كبيرة نظرا لبحث الشعب المصري عن طريقة للتخلص من جماعة الشر والإرهاب، والآن نفس الشعب هو من يستفتى على التعديلات والقرار قراره فدعونا ننتظر قرار هذا الشعب العظيم دون فرض وصاية عليه.

وكنت أتمنى أن يتم الاستفتاء على كل مادة لوحدها وليس التصويت على مجمل التعديلات، فأنا شخصيًا موافق على تعديلات ورافض لتعديلات أخرى.

-         هل تؤيد أم تعارض وجود نائب للرئيس؟

للأسف تاريخ مصرمع فكرة نائب الرئيس سيء جدًا لذلك كنت أتمنى أنها لا تطرح.

 

-         ما المكاسب من التعديلات الدستورية؟

مكاسب التعديلات تتمثل في كوتة المرأة والتميز الإيجابي لبعض الفئات وكنت أتمنى وجود 25% للشباب أيضًا، حيث إن مصر دولة شابة والتركيبة السكانية فيها توضح أن قوة مصر الحقيقية في شبابها وإذا كنا نرغب في تفجير طاقات الشباب وإبداعتهم فكان لابد أن يضاف للدستور ما يميز هذه الفئة المجتمعية إيجابيا وهناك تجارب دولية عديدة تثبت أن التمييز الإيجابي لبعض الفئات قد يكون كلمة السر في نهضة الدول وهو الأمر الذي حدث في بداية عصر النهضة في ماليزيا عندما تم المتميز الإيجابي للملاي على كافة المستويات فتفجرت طاقتهم وخلقوا نموذجا في النهضة والتنمية يحتذا بهم.

هل أنت مع إعادة مجلس الشيوخ مرة أخرى؟

مجلس الشيوخ ضروري والمهم أن يعود، فكرة الغرفة التشريعية الواحدة فكرة لا تصلح مع الوضع المصري، والأدوار المحددة لمجلس الشيوخ فى التعديلات مقبولة جدًا وأتمنى أن يتم الاستعانة بالخبرات المصرية سواء من داخل مصر أو من المصريين في الخارج وأن يتم تمثيل المعارضة به تمثيلا ملائما، إضافة إلى أن البرلمان كان فى حاجة لغرفة ثانية، أما عن باقي التعديلات فالتعديلات الخاصة بالسلطة القضائية مقبولة جدًا بالنسبة لى، وأريد أن أقول أن كل ما يحدث الآن يخضع للممارسة وليس نهاية المطاف وبناء عليه سوف نرى إذا كانت هذه التعديلات هي فعلا ما يحتاجه وطننا أم لا.

-         ما تعليقك على ما يثار بشأن منع المعارضين من الظهور في الإعلام؟

في البداية وقبل أن نتحدث عن إنهم ممنوعين أم لا، لابد أن نتحدث عن أداء المعارضة فى مصر فهي من منذ بداية المرحلة رافضة لكل شيء دون طرح أي بديل وهو الأمر الذي أراه يضر هذا التيار كثيرا كما يضر الوطن، فمصر في حاجة إلى معارضة حقيقية قادرة على طرح البدائل وبلورة البرامج َوحشد الشعب لتأييد بدائلهم وبرامجهم، فعلى سبيل المثال كنت أتمنى أن المعارضين الذين شاركوا  فى الحوار المجتمعى حول التعديلات الدستورية أن يقدموا بديلا دون الرفض المطلق لمبدأ التعديلات، أما عن فكرة الظهور الإعلامي لهم من عدمه فكما أقر الجميع  أن الأعلام فى حد ذاته حاليًا انعكاس تام لما يحدث عبر السوشيال ميديا والمعارضة لها مساحة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم ظهورهم إعلاميًا والتحدث عنها "شماعة" فهم يقولون رأيهم بشكل يومي على السوشيال ميديا،  الإعلام يحتاج إلى رأي مبنى على بدائل وليس يحتاج إلى من يحول أي معادلة سياسية إلى معادلة صفرية، لذلك لابد أن المعارضة تغير من سلوكها وتكون معارضة إيجابية تخلق بدائل وتبلور حلول وبرامج.

-         هل فكرت في الانضمام لحزب سياسي؟

أنا على تمام الثقة في أن العمل السياسي يجب أن يكون من خلال قنوات شرعية ممثلة في الأحزاب، لكنني أرى أن الأحزاب السياسية المصرية في أزمة كبيرة هم متحملون جزء كبير منها بسبب اهتمامهم البعض منهم بصغائر الأمور والرفض الدائم لأي شئ  واهتمام الآخرين بالتقرب من السلطة، فأصبحت الأحزاب السياسية  رد فعل فقط رغم أنها من المفروض أن تكون هي الفعل. وبناء عليه أصبحت الأحزاب المصرية غير قادرة على التأثير وبعيدة عن نبض الشارع المصري.

-         ما رأيك فى إدارة الحوار المجتمعى حول التعديلات الدستورية؟

الدكتور على عبد العال كان مهتم بسماع جميع الأفراد والفئات وإدارته للحوار متميزة وتفاجأت بها، واتضح منها أن عبد العال مازال قاضي يسعى للعدل والمثالية فهو قد سجل آراء كثيرة من المعارضين، والحوار المجتمعي هو ممارسة ديمقراطية بالغة الأهمية في أي دولة طبقها د/على بشكل سليم لا غبار عليه وأتمنى أنه يستمر خلال الفترات المقبلة في أى شيء يتم طرحه، وأرى أيضًا أن ما بعد الاستفتاء هناك العديد من المؤشرات بأنه سيكون هناك انفراجة سياسية كبيرة، فمثلا يوجد مساحة كبيرة للمعارضة الآن وتنسيقية شباب الأحزاب يقولون ما يريدون دون تدخل للدولة وهذا عكس المتوقع، أرى أيضًا أن وجود مجلس الشيوخ سيكون له دور فى هذه الانفراجة لأنه سيكون العقل الفكر وأحد أهم أدواره هو أن يوسع دائرة الحوار المجتمعى.

-         هل تفكر فى خوض الانتخابات البرلمانية؟

أفكر ولكن لم أصل لقرار حتى الآن فى هذا الأمر، لأن خوض الانتخابات البرلمانية مرهون بنقاط كثيرة، حيث إنه له علاقة بالمناخ الحالى وإلى أى درجة من الاستقرار ستصل البلاد وشكل قانون الانتخابات وأيضًا مرهون بالخريطة السياسية.