الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مقابلة خاصة تكشف.. كيف تدفق الأموال القطرية لدعم إخوان أوربا؟

الرئيس نيوز

تم توجيه أكثر من 90 في المائة من الأموال القطرية التي تمنحها الدوحة لجهات معينة في دول الاتحاد الأوروبي تحت مسميات عديدة إلى مشاريع تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.

 وأكد مؤلفان فرنسيان أدلة جديدة تدعم مطالبات مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين للدوحة بوقف دعمها للمنظمات الإرهابية منذ يونيو 2017. 

تحدث أحدهما وهو الصحفي الاستقصائي البارز جورج مالبرونو في مقابلة مع صحيفة جلف نيوز الإماراتية حول كتابه الجديد "أوراق قطر: كيف تمول الدولة الإخوان في فرنسا وأوروبا". 

الجدير بالذكر أن مالبرونو شارك في تأليف هذا الكتاب مع زميله كريستيان تشيسنو، خبير بارز في شؤون العالم العربي. 

وأكد مالبرونو في مقابلة حصرية على أن موقف الرباعي العربي مبني على وقائع حقيقية وليست متخيلة. وخلص إلى هذا الاستنتاج استنادًا إلى أدلة مادية تتمثل في تحويلات بنكية وشيكات مصرفية ورسائل رسمية لا سبيل أمام الدوحة لإنكار صحتها. 

وأضاف الصحفي الفرنسي أنه قد تم تمويل ما مجموعه 140 مشروعًا تابعًا للإخوان في جميع أنحاء أوروبا بأموال قطرية - لا سيما المراكز الإسلامية بتمويل مباشر على مدار الأعوام الثمانية الماضية.

بدأ الصحفيان العمل في كتابهما الذي يتضمن 295 صفحة مذن أواخر 2016 ، بعد تلقيهما بطاقة ذاكرة USB معبأة بالمعلومات ذات الصلة بمؤسسة قطر، التي ترأسها والدة الأمير الحالي موزة بنت ناصر المسند، وجمعية قطر الخيرية.

وأشار مالبرونو إلى أن معظم الأموال التي يتلقاها الإخوان في أوربا مصدرها جمعية قطر الخيرية، وهي منظمة غير حكومية تأسست عام 1992 في الأساس لمساعدة الأيتام إبان الغزو الروسي لأفغانستان، ثم توسعت أفقياً ورأسياً في جميع أنحاء العالم منذ انقلاب الأمير حمد بن خليفة على والده في العام 1995، مع تركيز نصيب الأسد من أنشطتها على أوروبا.

وأضاف: "تم تمويل ما مجموعه 140 مشروعًا منتشرًا في أوروبا - خاصة المساجد والمراكز الإسلامية - من قبل قطر على مدار السنوات الثماني الماضية". وانتشرت أنشطتها في جميع أنحاء الأراضي من شمال النرويج إلى ساحل نورماندي، فرنسا، حيث بلغ مجموعها 90 مليون يورو، وأن تسعين في المائة من هذا النشاط مرتبط بالمنظمات المرتبطة بالإخوان من خلال منظومة فعالة للغاية ومتطورة قانونيًا، وجاء جزء كبير من التمويل من ثلاثة مصادر: الديوان الأميري ومكتب الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني ومؤسسة قطر الخيرية، لأن قطر تريد شراء النفوذ في أوروبا، مستغلة ثروتها المفرطة، التي حولتها من "بلد تمتهن صيد اللؤلؤ إلى دولة تسعى لأن تصبح مؤثرًا عالميًا. في نهاية المطاف ، ترغب الدوحة في السيطرة على الجاليات الإسلامية والتأثير عليها في جميع أنحاء القارة الأوروبية.

الكشف المذهل                                                                      

هناك خيط يربط بشكل دائم بين فصول الكتاب، وهو رصد لروابط الأموال القطرية بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في جميع أنحاء العالم بسبب صلتها بالإرهاب. وعن ذلك يقول مالبرونو: "تشير إحدى الوثائق إلى أن مؤسسة قطر تدفع لطارق رمضان (حفيد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا) راتبًا شهريًا قدره 35000 يورو". تم تخصيص المبلغ لمساعدة رمضان في الدفاع عن نفسه حين وجهت إليه اتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي في نوفمبر 2017، الأمر الذي دفعه إلى ترك وظيفته الأكاديمية كأستاذ بجامعة أكسفورد، وانتقل إلى الدوحة حيث يدرّس الآن بجامعة حمد بن خليفة آل ثاني ويرأس مركز البحوث للتشريع الإسلامي في قطر. وقبل محاكمته ، سحب رمضان 590,000 يورو من البنوك القطرية لحساب فريق المحامين الذي تولى الدفاع عنه.

تطلب البحث اللازم لتأليف هذا الكتاب سفر المؤلفيْن إلى سويسرا والمملكة المتحدة وألمانيا وكوسوفو وفرنسا وقطر بالطبع. في شمال فرنسا، على سبيل المثال، تبرعت قطر بمبالغ ضخمة لتشييد مدرسة ابن رشد في مدينة ليل، وكذلك مدرسة خاصة أخرى في مدينة بوردو الجنوبية، علاوة على تمويل 50 مشروعًا مشابهًا في إيطاليا، وتحويل 3.6 مليون يورو إلى سويسرا بين عامي 2011 و2014. ووجهت أموال قطرية أخرى لتمويل المجمع الثقافي الإسلامي في لوزان، ومتحف الحضارة الإسلامية في لا شو دو فوندز في كانتون نيوشاتيل ومسجد صلاح الدين في بيان (كانتون برن).

ولفت الصحفي الفرنسي إلى أن فلسفة الإخوان المسلمين هي أن تشمل حياة الناس من الولادة وحتى الممات. وحاولت كل المشاريع التي تمولها قطر القيام بذلك، حيث أحاطت بالمساجد مدارس وحمامات السباحة والمطاعم. وأضاف: "عندما تحدثنا إلى أشخاص يديرون هذه المراكز، قالوا: ‘لسنا أعضاء في جماعة الإخوان، وكل تمويلنا قانوني بنسبة 100 في المائة ". ومع ذلك ، عندما دخل المؤلفان مكتبات هذه المساجد والمدارس، وجدا كتب المرجع الإخواني يوسف القرضاوي، فكانت كتبه في كل مكان، وكذلك كتب سيد قطب.