الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

إيران تحاول إيجاد صيغة للتعامل مع تركيا قبل "حرب إدلب" الوشيكة

الرئيس نيوز

على الرغم من وضوح العناوين العامة لزيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى دمشق، فإنه ثمة الكثير مما يمكن قراءته بين السطور عن هذه الزيارة التي لم يعلن عنها سابقا وإن كانت غير مفاجئة في السياق الذي جاءت به وبدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد.

ركز ظريف في تصريحه الصحفي عقب لقائه بشار الأسد على تنسيقه للقضايا الإقليمية والدولية وكذلك لتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين رؤساء البلدين، إضافة لتوجهه إلى تركيا لتحقيق الأهداف ذاتها.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن هناك حاجة اليوم إلى متابعة المباحثات بين كبار المسؤولين الإيرانيين والسوريين بغية التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية وباقي المجالات الأخرى، قائلا "خلال لقاءاتي بالرئيس السوري ووزير الخارجية ورئيس الوزراء وباقي المسؤولين السوريين سيتم التطرق إلى مختلف هذه القضايا".

واقتصرت زيارة ظريف والوفد المرافق له على جولة في دمشق ليلتقي بعدها بالرئيس السوري ووزير الخارجية وليد المعلم، ليتم إلغاء باقي المواعيد والتي كان من المفترض أن يقوم بها منها لقائه مع رئيس الحكومة السوري عماد خميس لمناقشة الأوضاع الاقتصادية بين البلدين .

وفي تصريح خاص لموقع "الرئيس نيوز" أكد الدكتور أسامة دنورة عضو الوفد السوري السابق إلى مفاوضات جنيف، وجود نوع من المتغيرات التي تتطلب الدبلوماسية ما بين خط دمشق - طهران ودمشق - موسكو بهدف الوصول إلى آلية واحدة للتحديات التي يمكن أن تظهر في الفترة المقبلة، إن كان على مستوى "معركة إدلب" الوشيكة، والاعتداءات الإسرائيلية المحتملة، والموقف من منظومة الأمن الإقليمي بعناصرها المتعددة فيما يتعلق بحل الأزمة السورية كحال الخليج مثلاً، وآلية التعاطي مع الولايات المتحدة الأمريكية لشرق الفرات، وتركيا أيضاً، مبيناً بأن هذا الأمر يستدعي "تشبيكا غير مسبوق وضبطا كاملا للمواقف بين دمشق وطهران بالدرجة الأولى ومع بقية أطراف المحور بدرجة ثانية" .

بدوره أكد المحلل السياسي الدكتور فؤاد الشربجي  في تصريح خاص لـ "الرئيس نيوز" إن "أكثر ما لفت نظره في تصريحات ظريف كان عديد الرسائل التي وجهها إلى الجانب التركي، ومفادها بأن مؤتمر طهران مخصص للمرحلة المستقبلية وليس إلى ما نحن عليه الآن، فحين يؤكد ظريف على ضرورة رحيل الإرهاب عن إدلب فهذا الأمر موجه لتركيا بضرورة الاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب والتي ستكون الحكومة السورية صاحبة الكلمة المطلقة في السيادة على أرضها وعلى العلاقة مع جيرانها الأتراك الذين سيؤدون دورا مختلفا هذه المرة كما سينص على ذلك مؤتمر طهران المقبل بين قادة روسيا وإيران وتركيا".

وحسب الشربجي، فإن إيران تؤكد على بناء تعاون استراتيجي طويل الأمد في المجال التنموي والاقتصادي، وهذا يعني بطبيعة الحال بأن إيران ترسم إلى مرحلة بعيدة في التحالف مع سوريا في إطار محور المقاومة وتدعيم هذا المحور للتصدي إلى المحور الآخر.