الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد الغاء "مؤتمر غدامس".. لا صوت يعلو في ليبيا فوق صوت المعركة

الرئيس نيوز

فقد بات الحل السياسي للأزمة الليبية المتصاعدة حلماً عسير المنال، الأمر الذي لم يعد أحد يتذكره في الشأن الليبي اليوم، أن اليوم الأحد  ١٤ أبريل، كان هو الموعد المقرر لعقد "المؤتمر الوطني الجامع" في ليبيا، والذي كان يهدف إلى لم الشمل وجمع الأطراف الليبية المتصارعة، على مائدة التفاوض، لكن أصوات المعارك طغت على صوت الحل السياسي، منذ إعلان القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر انطلاق عملية "طوفان الكرامة"، لتحرير مدينة طرابلس، من قبضة الميلشيات المسلحة، والجماعات الإرهابية المتطرفة، التي أغرقت بدورها الحل السياسي في ليبيا وسط بركة واسعة من الدماء.

 وفي ظل المعارك العنيفة، حول مدينة طرابلس وفي محيطها، والتي شهدت ذروتها يوم أمس السبت، منذ بداية القتال، أعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد القتلى إلى 121 شخصاً على الأقل، وإصابة نحو 561 آخرين، منذ بدء المعارك في العاصمة الليبية طرابلس في الرابع من الشهر الجاري.

من جانبها، شددت "بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا" على التحذير من قصف المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف ومناطق المدنيين، مشيرة إلى أنها توثق تلك الإجراءات المحرمة دولياً وإنسانياً.

كان المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، أعلن منتصف مارس الماضي، احتضان "مدينة غدامس"، للمؤتمر الوطني الجامع، الذي كان ثمرة الاتفاق الذي شهدته "اجتماعات أبوظبي" الأخيرة، والذي جمع بين القائد الأعلى للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، برعاية أممية ومشاركة ليبيبة.

 المؤتمر، الذي كان بمثابة الأمل لجموع الشعب الليبي، الذين يعانون شرور حالة الفوضى والانقسام، منذ ٢٠١١، وخطوة إيجابية حقيقية لعودة ليبيا إلى مكانتها الطبيعية بين أشقائها العرب، تم التغاضي عنه وإهماله، بعد ١٥ يوماً فقط من الإعلان عنه، فقد تغير كل شيء، أثناء تواجد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش في ليبيا، الأسبوع قبل الماضي، حيث أعلن المشير حفتر "دقت الساعة وآن الأوان" لتحرير طرابلس من الإرهاب.

لماذا اتخذ حفتر هذه الخطوة؟

محللون أرجعوا انهيار العملية السياسية إلى تراجع السراج عن اتفاق أبوظبي الأخير، الذي جمعه بالمشير حفتر، وأنه لا يملك قراره في يده، بينما ثمَن البعض العملية العسكرية بدعوى سيطرة الميلشيات على القرار السياسي في طرابلس، وضرورة وجود قوة تفرض القانون وتحمي الشعب الليبي.

المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري اتهم حكومة الوفاق برئاسة السراج، بالتعاون مع الميلشيات المدعومة من قطر وتركيا، ودول غربية، قبل أن يقوم صالح عقيلة، رئيس البرلمان الليبي، باتهام حكومة السراج بتعطيل الاستفتاء على الدستور.

وعلى الرغم من تأكيد المبعوث الأممي إلى ليبيا أنه سيعمل بكل ما أوتي من قوة على عقد "الملتقى الوطني الليبي الجامع" في أسرع وقت ممكن، إلا أنه رهن ذلك قائلاً: "في اليوم الذي تتأمن فيه مجدداً شروط النجاح".

انهار "ملتقى غدامس الوطني الجامع" اذن، جاء تحت قصف العمليات العسكرية.