الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل الانسحاب من "الناتو العربي" يصب في مصلحة الأمن القومي المصري؟

الرئيس نيوز

أثار القرار المصري بالانسحاب من مبادرة تشكيل "التحالف الاستراتيجي في الشرق الأوسط" (وهو الاسم الرسمي لما أطلق عليه الناتو العربي) الجدل حول مصير هذا التحالف وجدواه، وثار تساؤل مفاده هل الاشتراك في هذا الحلف يصب في مصلحة الأمن القومي المصري بصفة خاصة والأمن القومي العربي بصفة عامة أم لا؟.. "الرئيس نيوز" استطلعت آراء عدد من الخبراء للوقف على حقيقة الأمر.

الخبير في الشؤون العربية والإقليمية، بمركز دراسات الشرق الأوسط، حسين البحيري، بدأ حديثه لـ"الرئيس نيوز" قائلاً: "الولايات المتحدة الأمريكية طرحت فكرة إقامة الناتو العربي للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط في المقام الأول، وكذلك لمواجهة إيران بسبب مشروعها النووي، مشيراً إلى أن واشنطن ترى أن الخطر الأساسي للاستقرار في الشرق الأوسط هو السياسات التوسعية لإيران، وبالتالي طرحت فكرة هذا التحالف لتحجيم النفوذ الإيراني وشغل الدول العربية بالخطر الإيراني وإدخالهم في صراع مع إيران وفي نفس الوقت صرف نظرهم عن قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واستمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والموافقة الأمريكية على ضم إسرائيل لهضبة الجولان وهي أراض سورية محتلة.

وأضاف البحيري، "بالنسبة للموقف المصري من هذا التحالف، فإنه يخصم من الأمن القومي العربي بصفة عامة والأمن القومي المصري بصفة خاصة، ففي حين أيدت الفكرة الأمريكية كل من السعودية والإمارات والبحرين على اعتبار أنها مهمة لمواجهة الخطر الإيراني، إلا أن مصر ومعها الأردن عبرتا عن ترددهما وتحفظهما تجاه هذا التحالف، وكذلك لم تعر كل من الكويت وعمان اهتمامهما بهذا التحالف نظراً لوجود علاقات قوية لهما مع طهران، وبالتالي لا تحظى فكرة واشنطن بتأسيس الناتو العربي بسبب عدم وجود إجماع عربي بالموافقة على المشاركة فيه.

وتابع البحيري: مصر بالفعل أحد أعضاء التحالف الرباعي الذي يضم السعودية والإمارات والبحرين ومصر لمواجهة التدخلات والسياسات القطرية العدائية تجاه الدول العربية.

بدوره قال الخبير في الشؤون العربية، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور محمد السعيد إدريس، "أعتقد أن مصر أحسنت بالانسحاب من تلك المبادرة، قائلاً: "مصر لديها شكوك في جدية التحالف المزمع"، مشدداً على أن واشنطن ترى في التحالف مناسبة لسد تراجع هيمنتها في الشرق الأوسط، فضلا عن كون التحالف ينطوي علي زيادة خطر التوتر مع إيران، إلى جانب حديث البعض عن التحالف يهدف أيضا للحد من نفوذ روسيا والصين في المنطقة واللتان ترتبط القاهرة معهم بعلاقات قوية معهم.

من جانبه، قال الخبير العسكري، جمال أبو ذكري، العقيدة القتالية للجيش المصري دفاعية وليست هجومية وتنطوي على تقديم المساعدة والعون للأشقاء وهو ما حدث في حرب الخليج الثانية، مشيرا إلى أن هناك مخاوف من كون التحالف الجديد موجهة تجاة دولة اقليمية معينة وهو ما يتناقض مع العسكرية المصرية، فضلاً عن أن الخلافات والتناقضات القائمة بين بعض الدول العربية تعطل تشكيل
أي تحالفات عسكرية
.

ومن المفترض، أن يضم التحالف الذي أجرت الولايات المتحدة، مشاورات حول تشكيله، الأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي الست.

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية عقب المشاورات أن التحالف، يحمل طابعا دفاعيا ويسعى إلى تحقيق أهداف مشتركة للدول المشاركة ومواجهة التهديدات الأمنية والإقليمية للاستقرار والازدهار، وقد طرح المبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2017، خلال زيارته إلى السعودية.