الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أحمد بن بلة.. 7 سنوات على رحيل أيقونة "الزاهدين في السلطة"

الرئيس نيوز

بإخلاص المناضلين الزاهدين في السلطة، عاش الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة زمنا طويلا زعيما فاعلا في الواقع العربي منذ الخمسينيات، ثم شاهدًا عليه، إلى أن توفي في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات.

في 11 أبريل 2012، بينما كانت الشعوب العربية منغمسة في تداعيات الانفاضات المتتالية التي بدأت في تونس وجرفت معها سنوات طويلة من حكم الفرد الواحد في مصر وليبيا واليمن، جاء الخبر بوفاة الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة.

لم يأخذ الخبر حقه وقتها، لكن من يعرف بن بلة استدعى في ذهنة أزمانا قديمة باتت مثل أحلام "الزمن الجميل".

ولد أحمد بن بلة في 25 ديسمبر 1916 بمدينة وهران الجزائرية، ولعب دورًا بارزا في معركة التحرر الوطني من الاحتلال الفرنسي في الخمسينيات، إذ واجه الاعتقال والإبعاد، لكنه ظل مقاوما الاحتلال حتى من خارج البلاد، وعرف الجزائريون والعرب صوته وهو يذيع بيانات الثورة من إذاعة "صوت العرب" بالقاهرة.

وبعد نجاح النضال وإخراج المحتل الفرنسي كان بن بلة أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال، وعدّ رمزًا للثورة، وشكل ضلع عربيا لأحلام التحرر والنهضة إبان زعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

لكن أصدقاء الثورة انقلبوا على بعضهم البعض، وقاد هواري بومدين الذي كان رفيق السلاح مع "بن بلة" انقلابا ضده في عام 1965، بمعاونة عبد العزيز بوتفليقة، ليقبع "بن بلة" في السجن لنحو 15 سنة، إلى أن أفرج عنه في عام 1980 عندما وصل الشاذلي بن جديد للحكم.

بعد ذلك، خرج "بن بلة" إلى فرنسا، وعاد لنشاطه السياسي وأسس حزب "الحركة من أجل الديمقراطية المعارض"، ثم عاد إلى البلاد عام 1990، لكن حسابات السياسة كانت قد تغيرت ولم يحظ بأي انتصار في الانتخابات، قبل أن يهاجر إلى سويسرا، ثم عاد مرة أخرى مع قدوم بوتفليقة للحكم.

غير أن "بن بلة" لم يعد وقتها فاعلا في الشئون الداخلية للجزائر، ووجد بديلا في دعم القضايا العربية والإسلامية، وظل مدافعا عن حق الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبدا اهتمامه أيضا بقضايا العراق والحرب هناك.

وظل الرجل هكذا لسنوات إلى أن توفي في الجزائر عن عمر 95 عاما، وحظت جنازته بتقدير لافت، ليرحل الرجل الذي كان يومًا صديقا لجمال عبد الناصر وفيدل كاسترو وتشي جيفارا، بينما كان العالم العربي في أتون أحداث ملتهبة، سيصل تأثيرها إلى بلاده بعد 6 سنوات، عندما أزاح الجزائريون قبيل أيام من ذكرى وفاته، من شارك في إزاحته من السلطة قبل عقود.