الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

3 تحركات عسكرية متقاطعة.. ماذا حدث في السودان في الساعات الماضية؟

الرئيس نيوز

مع حلول صباح اليوم الخميس، أشرقت شمس جديدة على السودان، دون رئيسها عمر البشير، إذ أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية السودانية، أن القوات المسلحة السودانية ستُصدر "بياناً هاماً بعد قليل"، كما أذاعت قناة "العربية" نبأ تنحي البشير وتعيين قيادات جديدة على رأس السلطة في السودان، كما تم اعتقال رئيس الحكومة، محمد طاهر إيلا، ووزير الدفاع السابق، عبد الرحيم محمد حسين، ورئيس حزب المؤتمر الوطني المُكلف أحمد هارون، والنائب الأول السابق للبشير علي عثمان محمد طه، وبكري حسن صالح النائب الأول السابق أيضاً، فضلاً عن اعتقال أكثر من 100 شخصية مقربة من الرئيس السوداني.

لكن ماذا حدث في السودان خلال الساعات الماضية، لتتمخض عن تلك التغييرات السياسية السريعة؟ .

كشف مصدر سوداني مطلع لـ "الرئيس نيوز" كواليس ماذا حدث في أرجاء الخرطوم، اليوم، الخميس، أن نقطة الانطلاق والبداية كانت من رئيس الأركان المشتركة السابق، الفريق أول مهندس ركن عماد الدين مصطفى عدوى، والذي أقاله الرئيس البشير، نهاية فبراير العام الماضي، وقام بتعيين الفريق دكتور ركن كمال عبد المعروف الماحي خلفاً له.

وأضاف المصدر السوداني - الذي رفض ذكر اسمه، أن الفريق عدوي عقب ترتيبات داخل صفوف القوات المسلحة السودانية، أطاح بالبشير وسرب أنباء تنحيه للقنوات العربية، في الوقت نفسه، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية السودانية، أن القوات المسلحة السودانية ستُصدر "بياناً هاماً بعد قليل"، وبالفعل تم التحفظ على الرئيس السوداني ووضعه قيد الإقامة الجبرية، واعتقال الحرس الخاص به، كما تم اعتقال جميع رموز نظامه، مشيراً إلى أن النائب الأول للبشير، ووزير الدفاع، الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، قرر الإطاحة بعدوي ورفاقه، وذهب الأخير إلى مقر مبنى الإذاعة والتلفزيون لإذاعة بيان القوات المسلحة السودانية، تم اعتقاله ووضعه قيد الإقامة الجبرية أيضاً، من قبل المفتش العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي عينه البشير، نهاية فبراير العام الماضي، ضمن تغييرات عسكرية واسعة داخل صفوف القوات المسلحة.

- من هو المفتش العام للقوات المسلحة السودانية، المرشح وبقوة لإدارة شؤون السودان في المرحلة المقبلة؟

هو قائد القوات البرية السابق، والمشرف على القوات السودانية في اليمن، المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية بها، أصدر الرئيس البشير قراراً بتعيينه وترقيته إلى من رتبة الفريق الركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن البرهان إلى رتبة الفريق أول، وعينه مفتشاً عاماً للقوات المسلحة، في 27 فبراير 2018، وعاش البرهان أكثر حياته مؤخراً متنقلاً ما بين دولتي "اليمن، والإمارات"، وأكثر ما يميزه عن بقية رجال البشير إنه غير مطلوب على ذمة أية قضايا من قبل المحكمة الجنائية الدولية، كبقية رجال البشير.

ويذكر أنه تداولت العديد من الأنباء عن وصول البرهان إلى مقر الإذاعة بمدينة أم درمان لإلقاء بيان مهم للجيش السوداني بشأن تطورات الأحداث في البلاد.

ولكن تبقى كلمة السر في المعادلة السياسية بالسودان، تتمثل في "رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق صلاح قوش، وقائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو".

- من هو رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني (ظل البشير)؟

ولد قوش في مدينة "البلل" بالسودان عام 1957 وينتمي لقبيلة الشايقية، وهي من أكبر القبائل السودانية وأكثرها نفوذًا في البلاد.

التحق بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم، وخلال فترة دراسته بالجامعة كان مسئولاً عن جهاز المعلومات الخاص بتنظيم "الإخوان المسلمين" وسيطر على معظم اتحادات الطلاب خلال حقبتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

تفوق قوش في العمل السري رشحه للعمل في جهاز الأمن والمخابرات السوداني، وتدرج في المناصب بالجهاز حتى شغل منصب نائب مدير العمليات، وفي عام 1996 تم تعيينه مديرًا لمصنع اليرموك الحربي، نظرًا لخلفيته الهندسية، ليغادر الجهاز بعدما تم اتهامه هو وعدد من الضباط بالتخطيط لاغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا.

وفي عام 2004 قام البشير بتعيينه مديراً لجهاز الأمن والمخابرات، واستمر في منصبه طوال خمس سنوات، إلا أن أصدر الرئيس السوداني، قراراً بإقالته من منصبه عام 2009 دون إبداء أسباب، ليعينه مستشارا للشؤون الأمنية ولكن في عام 2011 أصدر قراراً بإقالته دون إبداء أسباب أيضاً.

وخلال فترة توليه رئاسة المخابرات حظي قوش بثقة البشير المطلقة لعدة أسباب أبرزها "قضاءه على أنصار الترابي من كافة أجهزة الدولة، وإضعاف حزبه أيضاً، وقدرته على التواصل مع الإدارة الأمريكية في الوقت الذي وضعت فيه أمريكا اسم بلاده ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، كما تعزز خلال عهده التعاون بين المخابرات السودانية ووكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" في ملف مكافحة الإرهاب".

وفي عام 2012 أصدر البشير قراراً باعتقال صلاح قوش، ضمن قائمة تضم 13 ضابط جيش وعناصر من جهاز الأمن والمخابرات بتهمة الانقلاب على الرئيس، ليتم الإفراج عنه بدون مقدمات عام 2013 بعفو رئاسي، وتم إسقاط التهم الموجهة ضده بعد وساطة قام بها عدد من قيادات الحزب الحاكم.

وفي يناير 2018 اندلعت احتجاجات شعبية في السودان، جرى على إثرها عدد من المواجهات الأمنية العنيفة مع المتظاهرين، مما دفع البشير لإقالة رئيس جهاز المخابرات أنذاك، محمد عطا، ويعين بدلاً منه صلاح عبد الله قوش، ليعود الرجل الأمني للمشهد مرة أخرى.

أبرز ما يواجه الرجل الأخطر في رجال البشير، اتهامه بانتهاكات في حرب دارفور، وما يميزه عن بقية دوائر الرئيس، تمتعه بعلاقات قوية مع الإدارة الأمريكية تدعمه ليكون بديل البشير عقب التنحي عن الحكم.

من هو قائد قوات الدعم السريع السوداني؟

هو محمد حمدان دقلو الشهير بـ "حميدتي"، وُلد عام 1975 في ولاية شمال دارفور في قرية صغيرة على الحدود "السودانية – التشادية"، وتلقى تعليمه الأساسي مدينة "قريت" بالقرب من مسقط رأسه، ثم انتقل لمنطقة جنوب دارفور.

وبالرغم من ندرة المعلوامات الشخصية عن هذا الرجل، إلا ان أشهر ما يلقب به هو "تاجر الإبل" حيث كان يمتهن التجارة ونقل البضائع منذ عام 1989، من "نيالا إلى مليط" لمدة ثلاث سنوات، ثم توسعت تجارته وصار أشهر رجال التجارة عبر الحدود، من "السودان إلى ليبيا وتشاد" حتى عام 2003.

وعندما اندلعت حرب دارفور، وتوسعت إلى جنوبها، اشترك في أحداثها إلى أن تواصل مع القيادات العسكرية بالسودان، لتقنين أوضاعه هو ورفاقه ليصبحوا جنود نظاميين، وبالفعل التقى بوزير الفداع الحالي الفريق عوض بن عوف، وتقدم له بطلب الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة، ومنذ ذلك الوقت وهو يحظى بدعم البشير ورجاله، إلى أن تم ترقيته إلى منصب قائد قوات الدعم السريع بالسودان، وهي القوة التي تشكلت قبل نحو 7 أعوام لمحاربة الحركات المسلحة في دارفور، وكانت تابعة لجهاز الأمن والمخابرات قبل أن تتبع الجيش بدءاً من يناير عام 2017، وتوسعت مهامها لاحقاً لتشمل حماية الحدود وحفظ النظام، وتُعد أكبر قوة على الأرض ضمن القوات السودانية المشاركة بالحرب في اليمن.