الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"شخصية عسكرية مجهولة تدير المشهد".. لماذا تأخر بيان الجيش السوداني بشأن البشير؟

الرئيس نيوز

تأخر بث بيان القوات المسلحة السودانية التي فرضت سيطرتها على "مبنى التلفزيون" منذ ساعات، مع إعلان فرض الإقامة الجبرية على الرئيس عمر البشير، وفق تقارير إعلامية سودانية.

وكثف الجيش انتشاره في محيط هيئة الإذاعة والتلفزيون في الخرطوم، وسط احتشاد كبير من المعارضين للبشير أمام مبنى قيادة الجيش وفي العاصمة.

وكانت الإذاعة والتلفزيون قد أوقفتا صباحا بث البرامج الاعتيادية، وأعلنتا انتظار بيان من الجيش، إلا أن البيان لم يصدر حتى الآن.

وكشف محمد الأسباط، عضو تجمع المهنيين السودانيين، عن كواليس الساعات الأخيرة في حكم الرئيس عمر البشير، حيث قال إن قيادات وسطى بالجيش أمهلت قادة الضباط العسكريين 24 ساعة، للاستجابة إلى مطالب الشعب والانحياز له، وإعلان تنحي البشير وتشكيل مجلس عسكري يدير شؤون البلاد، وبالفعل استجاب النائب الأول للرئيس السوداني، وزير الدفاع السوداني، الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، لتلك المطالب وبالفعل تم الإعلان رسمياً عن تنحي البشير وتعيين قيادات جديدة على رأس السلطة في السودان، واعتقال رئيس الحكومة، محمد طاهر إيلا، ووزير الدفاع السابق، عبد الرحيم محمد حسين، ورئيس حزب المؤتمر الوطني المُكلف أحمد هارون، والنائب الأول السابق للبشير، علي عثمان محمد طه، وبكري حسن صالح النائب الأول السابق أيضا.

وأضاف الأسباط في تصريحات خاصة لـ "الرئيس نيوز"، أن القيادات الوسطى بالجيش، اكتشفت أن وزير الدفاع السوداني، الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، انحاز بصورة شكلية لتلك المطالب، وعندما ذهب الأخير إلى مقر مبنى الإذاعة والتلفزيون لإذاعة بيان القوات المسلحة السودانية، تم اعتقاله ووضعه قيد الإقامة الجبرية أيضاً، فضلاً عن أن هناك ترتيبات تجرى في الوقت الراهن، قبيل إعلان بيان القوات المسلحة المنتظر للسطيرة على الأوضاع في البلاد، مشيرا إلى أن هناك إطلاق كثيف للنيران في محيط القصر الرئاسي، ووزارة الدفاع.

وأشار عضو تجمع المهنيين السودانيين إلى أن هناك شخصية عسكرية سودانية هي التي تدير المشهد في الوقت الراهن، ولكن لن يتم الكشف عنها حتى إذاعة بيان الجيش حفاظا على حياته، مؤكدا أن ما تم اتخاذه من قرارات في الساعات الأخيرة بشأن البشير ورجاله، كان بالتنسيق مع الفريق صلاح قوش، رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني، و محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع السودانية.

وأوضح الأسباط أنه تجمع "المهنيين السودانيين" يطالب بتشكيل مجلس عسكري يدير شؤون البلاد، بجانب حكومة مدنية انتقالية من الكفاءات الوطنية لمدة 4 سنوات، ومحاكمة البشير ورموز النظام، وإصلاح مؤسسات الدولة.

وكان جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، أصدر بياناً صحفياً، مساء أمس، الأربعاء، أكد فيه إيمانه بحق التظاهر السلمي الذي كفله الدستور والمواثيق الحقوقية ما كان ملتزما بالضوابط المنظمة وحقوق الآخرين، وأضاف الجهاز في بيانه، أنه تابع عن كثب بدء اندلاع التظاهرات وجموع المتظاهرين، قائماً بواجباته المكفولة قانوناً في مراقبة الأحداث منذ بدئها إلى أن تطورت لاتجاهات سالبة نحو التخريب والنهب والسلب وترويع الآمنين وقطع الطرق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وغيرها من الممارسات السلبية من قلة مغيبة العقل والضمير.

ولذلك يدعو الجهاز المواطنين الشرفاء للانتباه إلى محاولات جر البلاد إلى انفلات أمني شامل، مؤكداً قدرته والمنظومة الأمنية على ضبط أمن واستقرار البلاد، سواء "بالنصح، أو بقوة القانون"، وأكد الجهاز على أنه مؤسسة قومية تقوم بواجبها وفقاً للدستور والقوانين المنظمة له، وأنها لن تتهاون في الاضطلاع بدورها في تأمين البلاد وحماية مكتسباتهاً بالتنسيق مع مختلف جهات المنظومة الأمنية في إنفاذ واجباتها حفاظا على أمن وسلامة البلاد.