الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

خبراء: دعم "ترامب" يرفع حظوظ "نتنياهو" اليوم

الرئيس نيوز

في ظل انقسام "عرب 48" بين المشاركة في الانتخابات والمقاطعة، يواصل اليوم (الثلاثاء) أكثر من ستة ملايين إسرائيلي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية، التي بدأت صباح اليوم الثلاثاء، لانتخاب ممثليهم الـ 120 للكنيست في دورته الـ 21، والمتوقع أن تعلن نتائجها الأولية مساء اليوم الثلاثاء.

يتجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع، في أكثر من عشرة آلاف صندوق، في واحدة من أكثر الانتخابات الاسرائيلية شراسة، بين عدد من المرشحين الأكثر يمينية في تاريخ الانتخابات الاسرائيلية، للفوز بمقاعد الكنيست الاسرائيلي الـ 120، والاختيار بين 39 حزباً سياسياً.

يحتدم الصراع بين زعيم "الليكود" رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو (69 عاماً) الذي يطمح للفوز بولاية خامسة في رئاسة الحكومة، ورئيس الأركان الأسبق للجيش بيني غانس (59 عاماً) الذي يتزعم تحالفاً من يمين الوسط.

واتفق عدد من الخبراء الأمنين والسياسيين، على أن أحزاب "اليمين الإسرائيلي" هي الأوفر حظاً للفوز في انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي، متوقعين أن يكون رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو أو أي شخص يمثل اليمين، هو رئيس الحكومة المقبلة.

أكد الخبراء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعم نتنياهو، حيث قدم له قبيل الانتخابات عدة هدايا، منها اعتراف أمريكا بالسيادة الإسرائيلية علي الجولان السورية المحتلة، وسانده في مؤتمر وارسو، كما قام وزير خارجيته مايك بومبيو ، بزيارة إسرائيل مؤخراً والتقى نتنياهو ورفض لقاء أي معارض.

بدوره، قال رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية، المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، طارق فهمي، إنه لا تزال الساحة الإسرائيلية غير مستقرة وغير متفقة على الخطوات المقبلة بصرف النظر عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي لن تخرج عن حكم اليمين المتطرف، مشيراً إلى أن  ميزان القوى بين المعسكرات (المعارضة والائتلاف) لصالح الائتلاف اليميني الحالي، ولكنه لن يكون كبيراً، غير أن المعارضة لا ترى في القائمة المشتركة حليفاً لها في مسعاها لتغيير حكم الليكود، وسيتحول المشهد الانتخابي إلى مشهد مكرر، مضيفاً: "مع سيناريو فوز الليكود سيحدث مزيد من التدهور تجاه التعامل مع الملف الفلسطيني، كما سيستمر مخطط الاستيطان، وتنفيذ قانون القومية وتصفية ملف اللاجئين والتسريع بتنفيذ خطة التهويد في القدس، كما سيعمل على تنفيذ مخطط التطبيع مع الدول العربية وسيتجه لإعادة طرح فكرة السلام الاقتصادي، والتعاون الإقليمي وسيساعد على ذلك صدور صفقة القرن ورفض الجانب الفلسطيني لتفاصيلها، لافتاً إلى أن إسرائيل تعتبر قضية داخلية في الولايات المتحدة الاميركية، كما أن الولايات المتحدة تعتبر قضية داخلية في إسرائيل، و كلما اقترب المرشح الإسرائيلي من أميركا كلما زادت فرصته في النجاح.

ويرى السفير المصري الأسبق في اسرائيل، محمد العرابي، إن مسألة من سيحكم إسرائيل لا تمثل أي قلق بالنسبة لمصر، قائلاً: مصر تعاملت مع الكثير من رؤساء الوزراء مثل مناحم بيجِن، ومع آرئيل شارون، وكذلك مع بنيامين نتنياهو، مشدداً على أن المنافسة في الانتخابات الإسرائيلية تقتصر على اليمين واليمين المتطرف، أي أن اليمين هو القادم مجدداً ليحكم إسرائيل.

يتفق معه في الرأي، الخبير في الشؤون الاسرائيلية بمركز الاهرام للدراسات الساسية والاستراتيجية، محمد جمعة، الذي يري أن البيئة الداخلية للانتخابات الإسرائيلية معقدة للغاية، قائلاً: اليمين لا يزال هو الأقوى على المشهد في إسرائيل، ومتوقع فوزه، مشيراً إلى أن تهم الفساد الموجهة ضد بنيامين نتنياهو وهي تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، قد تؤثر عليه بعد الانتخابات، كما أن القانون في إسرائيل لا يجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي في حالة إدانته على الاستقالة، لكن الأعراف الديمقراطية فيها جرت على أن المسؤولين الذين يدانون في قضايا فساد يقدمون استقالاتهم، إلا أن ما حققه نتنياهو، خلال السنوات الثلاث الماضية لإسرائيل قد يشفع له.

بدوره، قال الخبير بمركز الاهرام، أحمد كامل، إن نتنياهو يخوض الانتخابات في أفضل حالاته، ولا يتبقى سوى إدانته قضائياً، مستبعداً في الوقت ذاته قيام القضاء الإسرائيلي بذلك، مشيرا إلى أنه من الناحية السياسية فقد نسب إلى نتنياهو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة، وكذلك الاعتراف بسيادتها على الجولان السوري، مما أعطى صورة أن نتنياهو زعيم يمكن المراهنة عليه، وأنه سيحقق الكثير من المكاسب، فضلاً عن أن الاقتصاد الإسرائيلي في أفضل حالاته، وبالنسبة للجانب الأمني فإن إسرائيل لا تعاني من مخاطر كبيرة، لاسيما أنه تم "تجييش" المنطقة ضد إيران بما يخدم أهدافها.

من جانبه، أكد الخبير العسكري، خالد فهمي، أن تطورات البيئة الإقليمية خدمت اليمين الإسرائيلي ليصبح أكثر تطرفاً في المستقبل، بتحويل الصراع المركزي في المنطقة من قضية صراع عربي - إسرائيلي وأراض عربية محتلة، إلى قضية ضرورة تحقيق الاستقرار من خلال محاصرة إيران وأذرعها في المنطقة.

وتشير التقديرات واستطلاعات الرأي الاسرائيلية، إلى أنه حتى ولو لم يحسم حزب بنيامين نتنياهو "الليكود" اليميني، الانتخابات لصالحه، ويحصل على الأغلبية فسيكون نتنياهو في كل الأحوال هو من سيشكل الحكومة المقبلة مع فوز اليمين.