الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تحرير طرابلس.. هل ينهي الدعم "التركي ـ القطري" لمسلحي ليبيا

الرئيس نيوز

على مائدة مؤتمر صحفي عقد مساء الأحد، لتوضيح تطورات العمليات العسكرية في ليبيا، والمسماة "طوفان الكرامة"، التي انطلقت في الرابع من الشهر الجاري بقيادة المشير خليفة حفتر، لم تكن تلك المرة الأولى التي يهاجم فيها المتحدث الرسمي باسم "الجيش الوطني الليبي"، اللواء أحمد المسماري، الأذرع القطرية والتركية والإخوانية العابثة بالشأن الليبي.

ولم تكذب الخارجية القطرية التي تتدخل في الشأن الليبي خبراً، فقد أصدرت مساء أمس الاثنين، بياناً رسمياً، تدعو فيه إلى ضرورة تحرك الفاعلين الإقليميين والدوليين لوقف التصعيد العسكري في ليبيا، رداً على قصف الجيش الوطني الليبي لمطار معيتيقة، واعتبرت الخارجية القطرية القصف انتهاكاً سافراً للقانون الإنساني الدولي يستوجب تحقيقاً دولياً عاجلاً، معلنة دعمها الكامل لحكومة الوفاق الوطني.

بدأ المسماري حديثه محذراً من عمليات التضليل الإعلامي التي تبثها مواقع وصحف تابعة لجماعة الإخوان ودولتي قطر وتركيا، حيث كان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتخذ الدوحة مقراً له أصدر بياناً، أمس الأول الأحد، استنكر فيه عملية "طوفان الكرامة" معتبراً ذلك من الفساد والبغي والعدوان في الأرض، وردّ وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة على بيان "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، أمس الاثنين، بأنه ما هو إلا بوق مأجور يخدم جماعة الاخوان وبوقاً للفكر الإرهابي".

 

 السلاح القطري والتركي

أحبطت الكتيبة العسكرية 108 مشاة التابعة لطبرق عملية ايصال أسلحة تركية، كانت في طريقها إلى جماعات إرهابية ليبية في يناير الماضي، كما ضبطت قوات خفر السواحل اليونانية، في يناير 2018 سفينة تركية محملة بمواد متفجرة، كانت في طريقها إلى مصراته، حيث تحتضن تركيا عدة قنوات فضائية وشبكات إعلامية إرهابية، أبرزها "شبكة الرائد الإعلامية"، قناة "ليبيا الأحرار" التي نقلت مقرها من الدوحة إلى اسطنبول وقناة "التناصح".

وتتستر تركيا على رجل قطر في ليبيا، الارهابي "عبدالحكيم بلحاج"، والمتورط في الهجوم على منشآت ليبية، و"علي الصلابي" المنتمي لجماعة الاخوان، وأعضاء من مجلس شورى بنغازي الإرهابي امثال طارق بلعم واحمد المجبري، والاخواني محمد مرغم، وقامت تركيا بعلاج جرحى ارهابيين خاضوا معارك ضد الجيش الوطني الليبي".

أرسلت قطر ضباطاً من الجيش القطري، عقب اندلاع ثورة 17 فبراير 2011، لتدريب عناصر وتنظيمات ارهابية في بني غازي، أبرزها كتيبة "انصارالشريعة " الارهابية وكتيبة "شهداء 17 فبراير" التابعة لتنظيم القاعدة، وهو ما أظهرته اللقطات المصورة، بالإضافة إلى اشتراك الضابط القطري، حمد فطيس المري، برفقة جنود قطريين، في عمليات اخرى في طرابلس وتم التقاط صور لهم بالعلم القطري.

 وأمدت قطر الجماعات الارهابية بالسلاح عن طريق تونس، وكانت تخفيها في صناديق الهلال الأحمرالقطري، قبل تهريبها إلى ليبيا تحت ستار الإعانات الطبية وتم ضبطها من قبل قوات القذافي في 2011، وهو ما اكده "علي الصلابي" في احدى لقاءاته التلفزيونية. "

"الاخوان"

وعلى غرار الصلابي، اعترف المفتي المعزول الصادق الغرياني، بقيام قطر بإمداد الجماعات الارهابية بالسلاح في مقابلة تلفزيونية عام 2018. ودعا عضو المؤتمر الوطني العام الاخواني محمد مرغم عبر "قناة التناصح" إلى التدخل التركي عسكريًا في ليب، ويقود شقيق علي الصلابي، "اسماعيل" كتيبة راف الله السحاتي" الارهابية، وتربطه علاقة وثيقة بمدير جهاز المخابرات القطري،غانم الكبيسي، حيث التقى الطرفان في العديد من اللقاءات ولعل أبرزها في عام 2014 بحضور مدير المخابرات التركية "جافان مادال" بأحد فنادق الدوحة.

 

"مخطط اقامة دولة متطرفة"

في الأثناء، أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، عن وجود مخطط اخواني تقف خلفه قطر في اقامة دولة اسلامية في منطقة جنوب الغربي وكذلك جنوب الجزائر والنيجر ومالي وشمال تشاد.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي في فبراير الماضي، وكشف المسماري عن هوية التحالفات الإرهابية ومنها تحالف قوة الدروع وانصار الشريعة بقيادة الاخواني علي الصلابي مع ابراهيم الجضران المنتمي لتنظيم القاعدة والمتورط في هجمات الهلال النفطي وهي مجموعة افريقية ارهابية".

العرش أو الموت

وفي ذات السياق، قال رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل عن تولي عبدالحكيم بلحاج لرئاسة المجلس العسكري في 2011، "القطريين ابلغونا أن بلحاج سيجمع كل الثوار تحت لوائه وسنستطيع من خلاله توظيف هذا الجماعات لخدمة ليبيا". وفقا لما جاء على لسانه في الفيلم الوثائقي "شجرة الظلام" على قناة سكاي نيوز.

وأضاف "عندما يكاد ينفذ الوقود في محطة البريقة، كان مجرد اتصال من علي الصلابي، تأتينا باخرة من قطر محملة بالوقود خلال يومين او ثلاثة. ومن جانبه، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي، عبدالحفيظ غوقة، رفضنا القرار المدعوم من الدوحة بانشاء مايسمى "بالحرس الوطني" والذي تقدم به عبدالرزاق العرادي احد اعضاء جماعة الاخوان".

وفي حديث خاص للرئيس نيوز، قال مدير المرصد الليبي لحقوق الإنسان ناصر الهواري " قطر وتركيا منذ بداية الثورة يدعمون الفصائل الاسلامية ضد القذافي في ليبيا وفي عملية فجر ليبيا سابقا"، وتابع : "ستستمر قطر وتركيا تدعم تلك الجماعات عبر منصاتهم الإعلامية إما وصولاً بهم إلى الحكم أو نهايتهم، فتركيا وقطر يصوران للعالم كله كأنهما يدعمان الثوار وكأنها حرب ضد الديكتاتوريات لإضفاء شرعية على مايقومون به".

وردا على سؤاله حول ما اذا كانت سوف تنتهي تلك الدخلات فور انتصار عملية طوفان الكرامة، قال الهواري: "العملية ليست سهلة، فهناك معطيات تغيرت، ومجموعات نقضت عهدها ولم تنضم إلى الجيش الوطني الليبي مثل مجموعة الزنتان، وهناك مجموعات أعلنت انضمامها مع الجيش الوطني مثل "لواء ترهونة التاسع".

وأردف الهواري حديثه: "الحرب ليست سهلة، اليوم تم استهداف مطار معيتيقة وهو المطار الوحيد في المنطقة الغربية، ما يعني وقف الملاحة الجوية".

ويتوقع الهواري إصدار بيانات دولية قوية رداً على تصاعد الأحداث، وسيطالب المجتمع الدولي إن طالت الحرب برجوع قوات الجيش الوطني إلى ثكناتها.

ويرى الهواري: "حفتر وضع نفسه في موقف ضعيف، وكان من الممكن أن ينتظر حتى انعقاد المؤتمر الوطني الجامع 14- 16 ابريل واخذ مواقفة على تلك التحركات دون الحاجة الى الدخول في حرب.

وختم الهواري متمنياً وقف الحرب والهجوم على طرابلس الغير مبرر والمرفوض حفاظاً على المدنيين وتجنباً للحرب الأهلية".