الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

نواب لـ"الرئيس نيوز": السيسي أنهى عصر "الجفاء السياسي" مع أفريقيا

الرئيس نيوز

"باشات": نرى اليوم زيارات لمسئولين مصريين إلى دول أفريقية لم يزرها مسئول مصري منذ عهد "عبدالناصر"

رغم تجاهل "البعد الإفريقي لمصر"، أو حتى "نسيانه" لفترات زمنية طويلة خلال العقود الماضية، إلا أن التحذيرات دائما ما كانت تنطلق من أجل تدارك هذا البعد الاستراتيجي بالغ الأهمية للدولة المصرية، خاصة بعد أن وصل الأمر بعد ثورة 30 يونيو إلى حد قيام "الاتحاد الإفريقي" بتعليق عضوية مصر، على خلفية الدعايات الكاذبة التي انطلقت بعد سقوط حكم جماعة "الإخوان" مباشرة، وذلك على الرغم  من كون القاهرة من دول القارة المؤسسة للاتحاد.

ولكن، عادت الأمور إلى نصابها الصحيح، وفق رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي في ملف التعامل مع إفريقيا، والعمل على تصحيح جميع المفاهيم التى أثارت اللغط حول العلاقة بين مصر ودول القارة، وتفعيل وجود القاهرة الحقيقى على أرض القارة السمراء بالأفعال وليس الأقوال، خاصة أن عددا من الدول والقوى الإقليمية والدولية الأخرى، منها قطر وإسرائيل وتركيا والصين، استغلت الغياب المصري عن القارة وتجذرت في المنطقة  بالمساعدات، ومن خلال الحصول على حقوق إنشاءات وأعمال تطوير، وغيرها من الأعمال المؤثرة، حتى أصبحت إفريقيا في تلك الفترة سوقا أجنبيا بعيدا عن نفوذ مصر.

وكانت الفرصة سانحة منذ انطلاق عام 2019، بتولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، وفق رؤية ومفاهيم جديدة على طبيعة العلاقة المصرية- الإفريقية، ومن ثم ظهر التواجد المصري بالمساعدات والحصول على حقوق مشروعات من خلال شركات وطنية منها "المقاولون العرب والسويدي"، مثلما حدث مؤخرا فى دولة تنزانيا.

وجاءت ترجمة هذه الإستراتيجية الجديدة من خلال إهتمام رئاسي وبرلماني، تجلى بوضوح خلال الفترة الماضية، حيث  ترأس الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، وفدا برلمانيا في جولة إفريقية شرق القارة السمراء، تضمنت  بوروندي  وتنزانيا، وشهدت الجولة لقاءات على مستوى جميع المسئولين، حيث  تعد هذه الزيارة هي الأولى لرئيس البرلمان المصري منذ تحقيق الاستقلال في تنزانيا وبروندي.

وهناك أيضا جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تشمل زيارة كلٍ من غينيا، وكوت ديفوار، والسنغال، في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، ومواصلة تعزيز علاقاتها في مختلف المجالات، خصوصا في ظل رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، وبهدف التغلب على جفاء علاقات الماضي.

وكانت زيارة السيسي لغينيا، يوم الأحد الماضي، هي الأولى لرئيس مصري منذ حوالي 54 عاما، حيث كانت آخر زيارة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1965، عقب تمثيل مصر في مؤتمر القمة الأفريقية في أكرا، غانا، آنذاك، لمساندة دول القارة السمراء ضد الاستعمار.

النائب حاتم باشات، عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، يرى أن "الخطوات التى يتم اتخاذها من قبل القيادة السياسية فى مصر ومؤسسات الدولة المختلفة نحو القارة السمراء، تؤكد المنهج الجديد نحو إنهاء عصر الجفاء الذي مرت به العلاقات المصرية نحو دول القارة الإفريقية"، منوها إلى أنه "لا خلاف من جانب  أي شخص تجاه ضرورة التواجد المصري في إفريقيا وذلك بفاعلية وأفعال، وليس أقوالا فقط".

وأضاف "باشات" أننا "نرى اليوم زيارات لمسئولين مصريين إلى دول لم يزرها مسئول منذ عهد عبدالناصر، وهذه خطوة مطلوبة ولابد من تفعيلها، وتلك اللقاءات والزيارات تزيل أي شوائب فى العلاقات، وتساعد على التنسيق والتوافق فى الملفات السياسية بشكل عام، والملفات المشتركة خاصة".

من جانبه، قال النائب حسام العمدة، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن "عصر الجفاء في العلاقات المصرية الإفريقية انتهى، والآن أصبح الوضع مختلفا في رؤية مصر نحو القارة السمراء، حيث بدأ التعاون وتطورت العلاقات المتبادلة، منذ بداية عهد الرئيس السيسي الذي يدرك أهمية البعد الإقليمى لمصر نحو إفريقيا"، مشيرا إلى أن "الجميع شاهد ما حدث إبان ابتعاد مصر عن القارة السمراء فى بعض الأوقات، وإتاحة الفرصة لدول أخرى للتواجد فيها، غير أن مصر السيسي أصبح وضعها مختلفا بسبب رؤية الرئيس الثاقبة تجاه القارة".

من جهته، قال النائب تامر عبد القادر، عضو مجلس النواب، أن "الزيارات الخارجية التى تنظمها مؤسسات الدولة المصرية سواء كانت على المستوى البرلماني أو الرئاسي، لها العديد من المستهدفات والمكاسب التى تعود بالنفع على سياسة الدولة المصرية الخارجية، وتفتح آفاق التعاون المتبادل في كل المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، بجانب الأولوية المتقدمة التى تحظى بها القضايا الإفريقية فى السياسة الخارجية المصرية، تزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي".