الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

"البشير" يرأس اجتماعاً لمجلس الدفاع الوطني السوداني.. والمعتصمون يحاولون "استمالة الجيش"

الرئيس نيوز

استمراراً لتصاعد وتيرة الأحداث على الصعيدين الشعبي والرسمي بالسودان، ترأس الرئيس السوداني، القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية، عمر البشير، اجتماعاً لمجلس الدفاع والأمن الوطني بكامل هيئته، اليوم، الأحد، ببيت الضيافة، في العاصمة الخرطوم.

وحسب وكالة أنباء السودان الرسمية "سونا"، اليوم، فإن مجلس الدفاع والأمن الوطني أكد على "أهمية وحدة الصف الوطني وتحقيق السلام، وضرورة الاحتكام لصوت العقل لتجنيب البلاد الانزلاق نحو الفوضى".

في سياق متصل، أكد مراسل قناة "العربية" استمرار المحتجين في الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، لليوم الثاني على التوالي، بالعاصمة الخرطوم، في وقت تتوافد فيه أعداد جديدة من المحتجين لموقع الاعتصام.

ووجه اعتصام المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، منذ الأمس، "رسالة من الشعب إلى الجيش" لمحاولة استدعائه إلى المشهد على أرض الشارع السوداني، وتجلى ذلك في هتافات المحتجين "جيش واحد .. شعب واحد"، في الوقت الذي تعاملت فيه قوات الجيش بحكمة وضبط نفس مع المعتصمين.

ويبدو أن المشهد السياسي في السودان، يتطور بوتيرة سريعة للغاية، خاصة عقب مليونية 6 إبريل التي انطلقت أمس في أرجاء البلاد كافة، إحياءً للذكرى الـ 34 لانحياز القوات المسلحة لمطالب الشعب وإسقاط الرئيس السابق، جعفر نميري، فضلاً عن قرار المحتجين بالاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش، بالعاصمة الخرطوم.

ومن أبرز قادة مجلس الدفاع الوطني الذين يعول عليهم المتظاهرون في تغيير المشهد السياسي بالسودان، وزير الدفاع، الفريق أول عوض بن عوف، الذي صدر قرار رئاسي في نهاية فبراير الماضي، بتعيينه نائب أول للرئيس، مع الاحتفاظ بمنصبه كوزير للدفاع، إلى جانب رئيس الأركان السوداني، الفريق أول كمال عبد المعروف، الذي تم تعيينه في فبراير عام 2018، خلفاً لـ "رئيس أركان الجيش السوداني، الفريق أول عماد عدوي"، ضمن تغييرات سابقة واسعة في صفوف قيادات القوات المسلحة السودانية.

فمن هما وزير الدفاع ورئيس الأركان بالجيش السوداني؟

وزير الدفاع السوداني:

ولد "بن عوف" مطلع خمسينيات القرن الماضي بالسودان، وتخرج في الكلية الحربية المصرية ضمن الدفعة 23 مدفعية، ليعمل معلمًا بكلية القادة والأركان.

وتدرج الوزير في العديد من المناصب بالقوات المسلحة السودانية، حيث شغل منصب ﻗﺎﺋﺪ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ، ومديراً للمخابرات العسكرية والأمن الإيجابي، ونائباً لرئيس أركان القوات المسلحة، وﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎﻡ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ.

وفي عام 2010، تمت إحالته للتقاعد من الجيش السوداني، ليتجه إلى العمل بالسلك الدبلوماسي، حيث شغل منصب مدير إدارة الأزمات بوزارة الخارجية السودانية، ثم قنصل عام للسودان في سفارتها بالقاهرة، ثم سفير لبلاده لدى سلطنة عمان.

وفي أغسطس 2015، أصدر الرئيس البشير، القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية، مرسوماً جمهورياً بتعيينه وزيراً للدفاع.

وشهد الجيش السوداني في عهده طفرة نوعية في سلاح المدفعية الميدانية والصاروخية، حيث أدخل في عهده منظومات الصواريخ "WS-1/WS-2/PHl03" مما صنف السودان، آنذاك، بأنها صاحبة أطول الأنظمة الصاروخية في القارة الأفريقية، كما حصلت السودان على مدافع "الهاوترز" الصيني "PLZ-54"، صاحب العيار 155 ملم، والمدفع الروسي "MSTA" من أوكرانيا.

ومن أبرز تصريحات "بن عوف" تعليقاً على الاحتجاجات الشعبية ضد البشير، خلال لقاءه بعدد من ضباط الجيش السوداني، مطلع فبراير الماضي، "أن الجيش لن يسمح بانزلاق البلاد نحو مصير مجهول، مؤكداً حرصه على أمن الوطن وسلامة المواطنين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم، مضيفاً أن القوات المسلحة ظلت على مدى التاريخ الصخرة التي تكسرت عليها كل سهام الاستهداف، كما ستظل صمام أمان الوطن من الانزلاق للمصير المجهول أو التشظي أو الاختطاف".

رئيس الأركان السوداني:

وُلد عبد المعروف بولاية نهر النيل شمال السودان، في نوفمبر عام 1957، والتحق بالقوات المسلحة عام 1978، الدفعة 29، وحصل على دبلوم العلوم العسكرية من الكلية الحربية السودانية في مايو عام 1980.

وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية والإدارية من جامعة مؤتة الأردنية، فضلاً عن حصوله على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وزمالة الحرب العليا من الأكاديمية العسكرية العليا.

وتدرج عبد المعروف في المؤسسة العسكرية السودانية، بعدة مناصب، وفي يوليو عام 2016، تمت ترقيته إلى رتبة الفريق أول وتعيينه مفتشاً عاماً للقوات المسحلة.

وتمتع بشعبية هائلة داخل صفوف الجيش السوداني، خلال قيادته للعمليات العسكرية لتحرير هجليج من قبضة الجيش الشعبي لتحرير السودان، في أبريل عام 2012.

يُلقب رئيس الأركان السوداني،  بـ "رجل المهام الخاصة والصعبة" أو "رجل تخصص حروب" حيث قال عنه أحد زملائه بأنه "متخصص حروب، وله بحوث ودراسات في ذلك، وأن منصبه لا يفرض عليه تقدم الصفوف ولكنه أصر أن يكون وسط الجنود وأمامهم خلال عمليات "هجليج" الشهيرة.

وأبرز تصريحاته تعليقا على الأحداث ما قاله خلال لقاء مشترك مع وزير الدفاع، مع عدد من الضباط بأكاديمية نميري العسكرية العليا، في يناير الماضي، حيث أكد أن "القوات المسلحة لن تسمح بسقوط الدولة السودانية أو انزلاقها نحو المجهول"، مضيفاً إن الذين يتصدرون المشهد في المظاهرات هي ذات الوجوه التي ظلت تعادي السودان وتشوه صورته أمام العالم، وتؤلب عليه المنظمات وتوفر الدعم للحركات المتمردة التي ظلت تقاتل القوات المسلحة على مدى السنوات الماضية، ثم تأتي اليوم لتشكك في مواقفها الوطنية والإساءة إليها".

وتوعد عبد المعروف من وصفهم بـ "الأصوات المشروخة والأقلام المأجورة" التي أساءت للجيش بالملاحقة القضائية، مؤكداً أن القوات المسلحة السودانية لن تسلم البلاد إلى شذاذ الآفاق من قيادات التمرد، ووكلاء المنظمات المشبوهة بالخارج".