هل يُعيد حفتر البرلمان والحكومة إلى "طرابلس"؟
باتت قوات الجيش
الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، قاب قوسين أو أدنى من السيطرة الكاملة على
طرابلس العاصمة، أكبر المدن الليبية.
ومع احتدام المعارك،
بين قوات الجيش الوطني وومسلحي الميشليشات التابعة لحكومة الوفاق، بقيادة فائز
السراج، التي وصلت ذروتها اليوم الأحد، أصدرت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا
"أفريكوم" بياناً عن قائد القيادة الأمريكية الإفريقية " توماس وولدهوسر"
يؤكد فيه ازدياد تعقد الأوضاع الأمنية على الأرض في ليبيا، لافتاً إلى إجلاء جنود أمريكيين
كانوا يتولون مهمة دعم مؤقتة لــ"أفريكوم"، من مقر لهم غرب العاصمة
طرابلس.
بعد أربعة أيام
من العمليات العسكرية استطاعت قوات الجيش الوطني الليبي السيطرة على مناطق العزيزية
والكريمية – السبيعة - قصر بن غشير- المطار-
سوق الخميس - جسر الزهراء - منطقة الساعدية -عين زارة وجزء كبير من منطقة وادي
الربيع.
وبينما جددت طائرات
حربية تابعة لحكومة الوفاق الوطني الأحد، قصفها الجوي على مواقع للجيش الوطني الليبي
بـ 4 غارات نحو منطقتي سوق الخميس وجندوبة، بالإضافة إلى إرسال مدينتي مصراتة والزنتان،
دعماً مسلحاً للميليشيات في العاصمة طرابلس، أعلن الجيش الوطني التابع للمشير حفتر
قيامه بشن 8 غارات جوية، على تجمعات مسلحة تابعة للوفاق.
كانت قوات موالية
للمجلس الرئاسي قامت بقصف جوي، أمس السبت، لمواقع تابعة لقوات الجيش الوطني بقيادة
المشير خليفة حفتر، في منطقتي "مزدة" و"سوق الخميس"، جنوبي طرابلس،
رداً على تهديد الجيش الوطني الليبي بقصف أي قاعدة جوية أو مطار عسكري أو مدني تنفذ
منه عمليات ضده.
السراج والمسماري
رد المتحدث الرسمي
للجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أمس السبت، على رئيس المجلس الرئاسي الليبي
فائز السراج، خلال مقابلة على قناة الحدث: "تجاوزنا مرحلة الكلام ونحن الان في
مرحلة فعلية".
وقال المسماري
"في كل مرة يجلس معنا السراج لا يستطيع أن يوقع على ورقة أو إصدار ورقة مكتوبة
تحتوي على التفاهمات او الاتفاقيات المزمع توقيعها، وأكد "السراج يستفز القيادة
العامة بزياراته إلى قطر وتركيا اللتين لا نقبل أن يكونا ضمن أي حل سياسي، وأضاف السراج
لا يريد السلام وإنما يريد الوقت.
وأكد المسماري:
"دخول طرابلس مطلب شعبي وخطة موضوع منذ 2014 للقضاء على الميلشيات التي شرعن السراج
وجودها، وهو غير شرعي لأنه لم يأت عبر البرلمان
أو الشعب أو الدستور.
كان رئيس المجلس
الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، أعلن في كلمة مسجلة له أمس السبت، أن حفتر
طعنه في الظهر ونقض العهد.
وقال السراج: "التحركات
العسكرية تعيدنا إلى زمن الديكتاتوريات والحكم الشمولي"، معلناً النفير العام
والتصدي بحزم وقوة مع أي تهديد من شأنه السعي إلى زعزة الاستقرار وترويع الآمنين.
غول الميلشيات
وفي تصريحات خاصة
للرئيس نيوز قال الباحث السياسي الليبي الدكتور فوزي الحداد إن :"طوفان الكرامة
جاءت في وقت مفاجئ، وليس لنا كمتابعين فقط، وانما لكل المتدخلين في الشأن الليبي وخصوصا
البعثة الأممية والتي كانت تجهز لعقد المؤتمر الوطني العام، والذي كان مقرراً له
14 من الشهر الجاري.
وشدد الحداد:
"كنا نطالب بأن أهم عامل يمنع التدخل العسكري هو الخلاص من الميلشيات في العاصمة
طرابلس"، مضيفاً "الاتفاق السياسي الذي دعمه الجميع كان ينص في أهم فقراته
على ترتيبات أمنية تخلصنا من هذه الميلشيات، وتسلم أسلحتها للدولة ولكن شيئا من هذا
لم يحدث.
وأوضح: "تدخل
الجيش عامل مهم وأساسي لانقاذ البلد من غول هذه الميلشيات، خصوصاً أن لها داعمين من
بلاد لايمكن أن نرى منها خيراً لليبيا وخصوصاً قطر وتركيا المرتبطة بجماعة الاخوان
المتحكمة للاسف في مفاصل كثيرة للدولة وأهمها
"البنك المركزي الليبي".
الحداد أعرب عن
أمله في: "أن ينجح الجيش من خلال هذه العملية في الخلاص أولاً من هذه الميلشيات
وولاءاتها الخارجية واحتكار السلاح كله في يد الدولة من الشرطة والجيش، وليس فقط الوصول
إلى طرابلس وانما لتكون عامل ضغط لخضوع هذه الميلشيات وتسليم اسلحتها للدولة والخلاص
نهائيا من تاثيراتها وبذا يمكن الذهاب الى المؤتمر الجامع بكل اطمئنان ونضمن الحصول
على حكومة وحدة وطنية وفترة انتقالية في نهايتها انتخابات رئاسية وبرلمانية".
وختم الحداد راجياً
الا تتسب العملية في ازهاق الأرواح من عناصر الجيش الليبي أو من المدنيين الموجودين
في طرابلس أو حتى من الشباب المغرر بهم في صفوف الميلشيات لأنهم في النهاية شباب ليبيون.
وفي ذات السياق،
قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش للرئيس نيوز ردا على سؤاله ماذا بعد تحرير
طرابلس، قال: "ستنتقل الحكومة المؤقتة والبرلمان الشرعي إلى طرابلس، ويعقد البرلمان جلسة استثنائية لانتخاب رئيس موقت
للبلاد وإصدار باقي التشريعات اللازمة لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في حدود 6 أشهر".
وأوضح "انتخاب
رئيس موقت سيكون من قبل البرلمان وفق اقتراح لجنة فبراير 2014 التي أوصت بانتخاب رئيس
مؤقت للبلاد حتى التوافق على قاعدة دستورية دائمة في البلاد"
وعلى ضوء المعارك،
اوضح المرعاش أن هناك قتالاً دائراً منذ أمس السبت، في 6 محاور للدخول إلى وسط طرابلس
على النحو التالي:
المحور الاول
: بوابة ال 27 القريبة من ضاحية جنزور وهي المدخل الغربي الى طرابلس بمسافة 23 كم مرورا
باحياء السياحية وقرقارش وقرجي وصولا الى فندق كورونثيا ثم الميناء ووسط طرابلس
المحور الثاني:
طريق السواني والجيش الآن في جسر الزهراء على بعد 10 كم عن وسط طرابلس، مروراً بالكريمية
وبوابة الجبس ثم باب العزيزية وصولاً الى شارع عمر المختار وميدان الشهداء
المحور الثالث:
قصر بن غشير ويبعدهم وسط طرابلس 16 كم مرورا
بصلاح الدين ومعسكر اليرموك ثم حي باب بن غشير وصولا الى مقر شركة البريد والاتصالات
حيث توجد الهوائيات الرئيسة للاتصالات
المحور الرابع:
ضاحية عين زارة وتبعد 6 كم عن وسط المدينة مرورا بالسجن المركزي ومقرات الامن الداخلي
بالفرناح واحياء الجامعة وصولا الى مقر الحكومة بشارع السكة.
المحور الخامس:
وادي الربيع الذي يبعد 17كم عن وسط العاصمة مرورا بضاحية الفرناج وعرادة والنوفليين
وصولا الى قاعدة ابوستة البحرية حيث يتحصن فايز السراج تحت حماية كوماندوس إيطالي مجهز
بفرقاطة لإجلائهم في حالة الضرورة.
المحور السادس:
ينطلق من ترهونه مرورا بمنطقة القربوللي ووصولا الى تاجوراء. والجيش الآن يواجه مقاومة
شرسة من ميليشيات القاعدة، في أطراف تاجوراء وسوق الجمعة، ويبعد عن مطار معيتيقة وهو
المطار الوحيد في طرابلس 13 كم وعن وسط طرابلس.
