السيسي إلى غرب إفريقيا بأجندة اقتصادية متخمة
غادر الرئيس عبدالفتاح السيسي، في بداية جولة
خارجية له، تشمل غينيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكوت ديفوار، والسنغال.
السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة
الجمهورية، قال إن جولة الرئيس الخارجية إلى منطقة غرب إفريقيا تأتي ضمن حرص مصر على
تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة
في مختلف المجالات، لا سيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية
والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الإفريقية
فى السياسة الخارجية المصرية، خصوصاً فى ضوء رئاسة مصر حالياً للاتحاد الإفريقي.
والمعروف أن الاهتمام المصري بالغرب الإفريقي
ليس وليد اليوم، ولكنه جزء من الخطة المصرية لاستعادة دورها فى محيطها الإقليمي، وهي
الخطة التي دشنت مع وصول السيسي إلى الحكم، عام 2014، ففي 2018 قام المهندس إبراهيم
محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، على رأس وفد ضم اللواء
حمدى بدين رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية، والدكتور إسماعيل عبد الغفار
رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والمهندس محسن صلاح، رئيس
مجلس إدارة شكرة المقاولون العرب، بزيارة غينيا الاستوائية. حيث قام محلب بتسليم رسالة
من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الغيني، كما استعرض مع مسئولي الدولة سبل دعم
التعاون فى المجالات المختلفة.
وتلك
لم تكن الزيارة الأولى لمحلب إلى الدولة الاستوائية، ولكن سبقتها زيارة فى مارس
2017 للمشاركة في اجتماع مجلس إدارة المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، والتى تهدف
إلى توليد 10 آلاف ميجا وات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2020 بينما يتمثل الهدف الأكبر
لها فى الوصول إلى توليد 3 آلاف جيجا، على مستوى القارة، بحلول عام 2030.
وأكبر دليل على الدفعة القوية التي حظيت بها
العلاقات المصرية الغينية منذ اقتراب السيسي من الحكم، هو ما حدث في شهر مايو عام 2014،
حيث وقعت مصر وغينيا الاستوائية أربعة عقود تعاون لتعزيز العلاقات في عدد من القطاعات
الاقتصادية.
أولاً: فى مجال الإسكان، حيث تم الاتفاق على التعاون
بين الجانبين لإنشاء مركز لمراقبة جودة البناء فى غينيا الاستوائية، بالتعاون مع المركز
القومي المصري لبحوث الإسكان والبناء، حيث ستقوم شركة المقاولون العرب ببناء المبنى
على نفقة الحكومة الغينية، وتوفر مصر الخبراء لإدارة المركز وتدريب كوادر غينيا الاستوائية.
كذا تم الاتفاق على الاستفادة من التجربة المصرية
فى مجال الإسكان الاجتماعى، وإنشاء مركز طبي فى غينيا، تقوم شركة المقاولون العرب بتنفيذه،
وتقوم وزارة الصحة المصرية بإمداده بالأطباء فى التخصصات المختلفة، التى يحددها الجانب
الغيني، وطرح المشروعات المختلفة التى يمكن أن تقوم شركات المقاولات المصرية بتنفيذها،
وتشمل: التنسيق فى مشروع إنشاء مجمع سكني جديد يشمل 1000 وحدة سكنية على غرار المجمع
الذى سبق للمقاولون العرب إنشاؤه فى غينيا الاستوائية.
وفى مجال الصحــة، بحث مجالات التعاون فى مجال
الطب الوقائي والطب العلاجي، وكذلك البرامج والسياسات الاستراتيجية للقضاء على الأوبئة
والأمراض المتوطنة مثل الملاريا، كذا إمداد غينيا الاستوائية بالاطباء بالتعاون مع
الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزارة الخارجية، وبحث مشروع اتفاقية
للتعاون بين البلدين في مجال تصدير الأدوية المصرية لغينيا الاستوائية.
وفى مجال الزراعة، تمت مناقشة مشروع مذكرة التفاهم
المقترح توقيعها بين الجانبين فى المجال الزراعي، وتشمل إنشاء مزرعة مشتركة لإنتاج
التقاوى، واستخدام الميكنة الزراعية ونظم الرى والصرف الحديثة .
بالإضافة إلى ذلك، هناك التعاون فى مجالات الغاز
الطبيعي والبترول، وعرض إمكانات مصر فى مجالات الإنتاج وشبكات النقل والبنية التحتية،
وكذا مشروعات تصميمات الحفر البري والبحري، ومناقشة إمكانية استيراد الغاز المسال من
غينيا الاستوائية. واستعراض إمكانية قيام مصر بتدريب الكوادر الغينية فى مجالات البترول
والغاز والثروة المعدنية.
ومن المنتظر أن تشمل مباحثات السيسي ونظيره الديفواري،
تنسيقاً للمواقف في المحافل الدولية، حيث تشترك
مصر وكوت ديفوار فى عضوية منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وكذا حركة عدم الانحياز،
بالإضافة إلى عدد من المنظمات والتجمعات الأقليمية والدولية الأخرى، مثل المؤتمر الإسلامي
والاتحاد الأفريقي وتجمع دول الساحل والصحراء، الأمر الذى يعطي العلاقات بعداً مؤسسياً
ويتيح التقاء مسئولي البلدين على فترات متقاربة.
ويشهد التعاون المصري فى مجالي السياحة
والزراعة نشاطاً ملحوظا خلال العامين الماضيين، ومنذ عدة أشهر التقى هشام الدميرى رئيس
هيئة تنشيط السياحة بمساعد وزير السياحة اسيولو كوا فى جمهورية كوت ديفوار، لبحث سبل
التعاون المشترك وتبادل الرؤى وتقيم العلاقات السياحية والعمل على تدعيم أواصرها.
وفي 19/10/2018 استقبل وزير الزراعة الدكتور عزالدين
أبوستيت، وزير المياه والغابات بجمهورية كوت ديفوار«ألن ريتشارد دونفاهي» لبحث سبل
التعاون بين البلدين في المجالات المرتبطة بالقطاع الزراعي بالتعاون فى التدريب أو
إنشاء الغابات وإبرام اتفاقية للتعاون المشترك بين الجانبين.
