الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

محللون عن جولة السيسي الإفريقية: لم تحدث من أيام عبدالناصر

الرئيس نيوز

دشَّن الرئيس عبدالفتاح السيسي، بداية جديدة في علاقات مصر بدول القارة الإفريقية، اتسمت بالحضور الواضح، تعويضاً عن غياب امتد لعقود، حيث بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، جولة خارجية تشمل زيارة كل من غينيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكوت ديفوار، والسنغال.

من المنتظر أن يعقد الرئيس خلال الجولة الأفريقية سلسلة مكثفة من المباحثات الثنائية مع زعماء كل من غينيا وكوت ديفوار والسنغال، بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع مصر، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، فضلاً عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لبلورة جهود الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي والهادفة بالأساس إلى دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة.

حرص الرئيس السيسي، منذ تولي الرئاسة عام 2014 على الانفتاح على القارة الأفريقية وتعزيز علاقات مصر بدولها في كل المجالات وسعت الوكالة المصرية إلى الشراكة من أجل التنمية، منذ أعلن عنها الرئيس في كلمته أمام القمة الـ23 للاتحاد الأفريقي بمالابو في يونيو 2014 إلى تعزيز علاقات التعاون الثلاثي القائمة واستشراف إمكانيات التعاون المتاحة مع عدد من الدول المتقدمة وهيئات التنمية الدولية بهدف توفير مزيد من الموارد والدعم للأشقاء الأفارقة من خلال التعاون مع هذه الجهات في التدريب والدعم الفني المقدم من مصر للدول الأفريقية.

مراقبون أكدوا أن جولة الرئيس في منطقة غرب أفريقيا تأتي في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، لا سيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية، خاصةً في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.

بدوره، قال الخبير في الشؤون الافريقية في مركز الأهرام، هاني رسلان، إن السيسي حرص على التأكيد على مجموعة من الثوابت التاريخية والإستراتيجية لمصر تجاه محيطها الأفريقي تمثلت في، إعلاء مبادئ التعاون الإقليمي وتبني دور مصري في مجال التنمية البشرية والاقتصادية، المساهمات المصرية في برامج الاتحاد الأفريقى في مجالات: الإغاثة وحفظ الأمن والسلم الإفريقى، ومكافحة الإرهاب، والعمل على تنمية دول القارة عموماً ودول حوض النيل خصوصاً، وتقديم الدعم المصري لجهود التنمية البشرية في دول القارة المختلفة، عبر إيفاد آلاف الخبراء المصريين واستقبال الآلاف من المواطنين الأفارقة للتدريب في مصر، وتنوع مجالات واهتمامات "الصندوق الفني للتعاون مع أفريقيا. وتابع رسلان: وتشمل مسارات السياسة المصرية تجاه أفريقيا مسار التنمية وزيادة التجارة بين دول القارة الأفريقية، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والتوسع في مشروعات ريادة الأعمال من أجل تحسين مستوى معيشة المواطن الإفريقى وتجفيف بيئة العنف والإرهاب، فضلاً عن المسار السياسي الذي تتبنى فيه مصر القضايا الأفريقية في المحافل الدولية، إضافة إلى الدور المحوري الذي تلعبه مصر في تسوية الأزمات والصراعات والحروب في العديد من دول القارة والتي تقف عائقا أمام التنمية والاستقرار.

من جانبه، وصف استاذ العلوم السياسية في كلية الدراسة الافريقية، في جامعة القاهرة، باسم رزق لـ"الرئيس نيوز" جولة الرئيس في دول غرب أفريقيا بأنها "مهمة للغاية"، قائلاً:

"تلك المنطقة لم تكن ضمن نطاق الاهتمام بالنسبة لمصر على مدار السنوات السابقة، ولكن هذا الأمر بدأ يتغير مؤخراً، إن زيارة رئيس مصري إلى غينيا لم تحدث منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أي منذ 60 عاماً". وأضاف رزق، أن تلك الجولة فرصة لفتح مجال أمام زيادة التعاون بين مصر ودول غرب أفريقيا، مؤكدة أن هذه الجولات التي يقوم بها الرئيس، تنفي ما كان يقال بأن مصر لا تلقي بالاً بأفريقيا، ونتجه نحو الشمال فقط.

بدوره، قال الخبير في الشؤون الافريقية، رمضان قرني، إن الجولة امتداد لنجاح الدبلوماسية الرئاسية فى أفريقيا، والتي بدأت مع تولي السيسي للرئاس، مضيفاً: "مصر أهملت أفريقيا لفترة طويلة نظرًا للظروف السياسية التى مرت بنا، ما أعطى مساحة لدول أخرى أن تحل محلنا وصعب مهمة  مصر فى العودة إلى القارة مرة أخرى، كما أن زيارات السيسي سمحت بالعودة بشكل جديد وأسلوب ومواقف جديدة فى القارة الأفريقية".