الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"طوفان الكرامة" في طرابلس.. اتفاق أم انهيار للحل السياسي؟

الرئيس نيوز

أمر قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، الخميس الماضي، قواته بالتقدم إلى العاصمة الليبية طرابلس لتحريرها من "الميليشيات" المسلحة.  وطالب حفتر في تسجيل صوتي سكان طرابلس "بإلقاء السلاح ورفع الراية البيضاء لضمان سلامتهم"، موجها قواته بعدم رفع السلاح في وجه من لا يختار المواجهة.

من جانبه، وأصدر فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق المعترف فيها دوليا، بصفته "القائد الأعلى للجيش" أوامره لآمري المناطق العسكرية التابعة له باتخاذ إجراءاتهم برفع درجة الاستعداد القصوى وإعادة تمركز وحداتهم، مرجعا هذا الأمر إلى التصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية لمن وصفهم بـ"الجماعات الإرهابية والمجموعات الإجرامية والخارجين عن الشرعية".

ودخلت قوات الجيش الوطني الليبي في اشتباكات مع مجموعات مسلحة في جبل غريان، وحشدت ثمانية ألوية في الجفرة، وسيطرت على منطقة مزدة الواقعة على بعد 179 كيلومترا من العاصمة طرابلس.

وعلى ضوء المعارك التي تدخل يومها الرابع على التوالي دون تهدئة، قصفت القوات الجوية التابعة لحكومة الوفاق الوطني مواقع لقوات حفتر، في منطقتي "مزدة" و"سوق الخميس"، جنوبي طرابلس.

فيما بسطت قوات "الجيش الوطني الليبي" والتي انطلقت من قاعدة الجفرة، وصولا إلى غريان، سيطرتها على العزيزية وأمنت منطقة ترهونة بالكامل وإعلان اللواء التاسع مشاة ترهونة تبعيته للجيش الوطني و السيطرة على مطار طرابلس وكوبري الزهراء وعين زارة بالإضافة إلى استعادة السيطرة على بوابة الـ27 بطرابلس.

وفي المقابل، أعلن تشكيل "سرايا الدفاع عن بنغازي" العسكري انضمامه إلى قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس والمنطقة الغربية في الحرب ضد قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.

 

"العالم يعرب عن قلقه تجاه الأزمة الليبية"

وفي ظل هذه التطورات المقلقة، اجتمع مجلس الأمن الدولي، الجمعة، في جلسة طارئة بطلب من بريطانيا لبحث الأوضاع الليبية.

وأعرب المجلس في بيان له عن قلقه الشديد إزاء العمليات العسكرية الجارية في ليبيا والتي بدورها تعرض عملية الحل السياسي للخطر، وشدد على أنه لاح ل عسكري للأزمة الليبية.

وبعد لقاءات جرت بين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيوغوتيريش، مع كل من رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي، فائز السراج في طرابلس وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في بنغازي، غادر غوتيريش ليبيا بقلق عميق.

وقال غوتيريش في تغريدة له على "تويتر": "أغادر بقلب مثقل وقلق عميق، ما زلت آمل أن يكون من الممكن تجنب المواجهة الدموية في طرابلس وما حولها. الأمم المتحدة ملتزمة بتيسير الحل السياسي، ومهما يحدث، فإن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الشعب الليبي".

وفي سياق متصل للإدانات الدولية، دعا وزراء خارجية مجموعة الــ7، في بيان مشترك،  جميع الأطراف الليبية على الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية والتحركات تجاه طرابلس، والتي تعيق الفرص التي تتيحها العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة وتعرض المدنيين للخطر.

كما أعربت الإمارات وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك عن قلقهم البالغ من التصعيد في ليبيا والقتال الدائر، وحثت جميع الأطراف على العمل فورا لتهدئة التوترات التي تعيق فرص الوساطة السياسية التي تقوم بها الأمم المتحدة.

"العملية العسكرية تهدد اتفاقات أبوظبي واديس بابا "

الأمم المتحدة كانت قد أعلنت في شهر فبراير الماضي عن توقيع اتفاق في ابوظبي بين السلطتين المتصارعتين بهدف تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية لكن دون تحديد جدول زمني

 

وفي ذات السياق، أعلن رئيس الاتحاد الافريقي موسى فقي في 30 من مارس الماضي، عن احتضان أديس أبابا مؤتمرا للمصالحة الوطنية الليبية  في شهر يوليو من العام الجاري.

"السراج مكبل بفيتو المليشيات"

 

وفي تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، أكد المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش "لا يوجد اتفاق بين قائد الجيش المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، بل هناك قطيعة شبه مؤكد بين الرجلين خصوصا بعد عدم التزام الأخير بالاتفاقات".

وأضاف "الجيش صبر طويلا للوصول إلى حل سياسي وإجراء الانتخابات ولكن السراج في كل مرة لايحترم التوقيع وهو مكبل ب "فيتو" المليشيات.

وتابع " لا يوجد شريك حقيقي في الحل السياسي"، " لقد تم عقد لقاءين في أبوظبي ولقاءين في باريس ولقاء في باليرمو ولكن دون حل".

وأوضح " اجتماع ابوظبي الأخير هو الأهم وتم الاتفاق فيه على دخول قوات الجيش الوطني طرابلس سلميا ويفكك الأسلحة ويعود لثكناته، ثم يتم تشكيل حكومة وطنية للشرق والغرب والشمال والجنوب ومجلس وطني للدفاع برئاسة حفتر وعضوية السراج وتعيين رئيس أركان للجيش.

وتابع المرعاش أنه كان من المقرر أن يتم الاجتماع في جينيف في 26 من مارس الماضي لوضع خطة تنفيذ اتفاق ابوظبي وان يتم مناقشة الخطة في قمة تونس وهو ماكان سيطرح في مؤتمر غدامس ولكن السراج لم يلتزم.

وأردف "طلب السراج أن يكون هو القائد الأعلى للمجلس الوطني للدفاع وهو مارفضه المشير خليفة حفتر".

وقال" الجيش تحرك نحو 750 كيلومتر لتحرير ليبيا ومر على نحو 85 بين مدينة وبلدة وقرية ولم تواجه أي مواجهة شعبية بل تم استقبالهم بترحيب.

وأكد "السراج لن يكون له دور في المرحلة المقبلة"، موضحا أن الشعب الليبي لم ينتخبه ولكن تم تعيينه باقتراح من المبعوث الأممي بيناردينو ليون ليكون على راس مجلس رئاسي مكون من 9 أعضاء وفقا لاتفاق الصخيرات في 2015، ولم يتبقى سوى 3 أعضاء مما يجعل كل قراراته باطلة وغير شرعية.

 

"المناطق التي يحررها حفتر غنية بالثروات"

وفي تصريحات خاصة للرئيس نيوز قال الخبير العسكري الدكتور فؤاد فيود "أن المناطق التي يسعى المشير خليفة حفتر لتحريرها إنما هي مناطق الغنية بالبترول، والتي تسعى القوى الغربية والمليشيات للاستمرار في نهبها".

وأضاف "مجموع الخسائر خلال الثورة الليبية تحت حكم القذافي بلغت نحو 1500 مابين قتيل وجريح، فيما خلف خلف الناتو والذي تواجد في منطقة الغرب الغنية بالبترول نحو 50000 قتيل.

وشدد على أن كل من يحاول إرجاع الجيش الوطني الليبي عن مهمته في حماية الشعب الليبي والقضاء على الإرهاب والمليشيات إنما هو ضد الشعب الليبي سواء كان ذلك قوى غربية أو حكومة الوفاق الوطني.

وأضاف أنه في حالة تعارض موقف حفتر مع مصالح الغرب فلن يتركوه، وقال متسائلا لماذا لم يحل الناتو والأمم المتحدة الأزمة منذ 2011. واختتم "حرام أن يظل الشعب الليبي ممزق ومسلوب الثروات".