السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

الجارديان تثير الشكوك عن علاقة الملك والأمير

الرئيس نيوز

تهيمن علي سياسة "المملكة العربية السعودية" اليوم، حالة من الغموض والارتباك، بعد سنوات من الاستقرار الداخلي والخارجي، لكن الأمر يبدو قد تغير، وفي حين حاولت بعض التقارير أن تثبت وجود محاولة لولي العهد السعودي للانفراد بالسلطة، وأن ذلك هو ما دفع الملك سلمان إلى البدء في  تقليص سلطات الأمير محمد، نفت تقارير أخرى ذلك، لافتة إلى أن إطلاق اسم الأمير على طريق رئيسي في العاصمة الرياض، ينفي شائعات الخلاف بين الأمير الشاب ووالده.

كانت بعض المؤشرات ألمحت إلى وجود خلافٍ كبير بين العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده، بشأن عددٍ من القضايا السياسة المهمة، ومنها الحرب في اليمن، واغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وعلى الرغم من ضبابية المشهد في القصر الملكي السعودي، إلا أن "الجارديان" اهتمت بالعديد من التفاصيل وخبايا القصر، وكشف لها مصدر مقرب من القصر الملكي عن زيادة التوترات بصورة كبيرة، منذ أواخر فبراير الماضي، عندما زار الملك سلمان مصر وحذره مستشاروه من أنَّه يواجه خطر تحرك محتمل ضده.

يقول المصدر: "حاشية الملك كانت  قلقة للغاية من التهديد المحتمل لسلطته لدرجة أنَّ فريقاً أمنياً جديداً يتألف من أكثر من 30 من الموالين المختارين بعناية من وزارة الداخلية، سافروا إلى مصر ليحلوا محل الفريق الذي كان موجوداً فعلاً".

أوضح المصدر أنَّ الاختلاف في العلاقة بين الأب والابن برزت ذات مرة، حينما لم يكن الأمير بين مُستقبِلي الملك عند عودته إلى البلاد، وذكر أسماء الضيوف في المطار بالرياض، ولم يكن اسم الأمير محمد بينهم، ويبدو أن الهدف من ذلك كان هو توبيخ الأمير الشاب.

يتولي ولي العهد السعودي منصب نائب الملك، ومن هذا المنصب عمل على تغيرين كبيرين في الموظفين، أثناء وجود الملك خارج البلاد، حيث قرر تعيين سفيرة لدى الولايات المتحدة، الأميرة ريما ابنة بندر بن سلطان، وتعيين شقيق ولي العهد، الأمير خالد بن سلمان، نائباً لوزير الدفاع، وأدَّى هذا التعيين  إلى تركيز السلطة أكثر في يد هذا الفرع من الأسرة الحاكمة.

يقول المصدر "التغييرات كانت مطروحة إلا أن الإعلان صدر دون علم الملك الذي غضب بشدة، بسبب ما اعتقد أنَّها خطوة سابقة لأوانها لرفع الأمير خالد إلى مكانة أبرز".

يشير المصدر إلى أن التعيينات الملكية تصدر دائماً باسم الملك، ولكن هذه المرة صدرت باسم نائب الملك، في 23 فبراير الماضي، وعلم الملك وفريقه بالتعيينات عبر وسائل الإعلام، ونصح الملك بعدم مناقشة المسألة مع القادة الآخرين، أو مع ابنه حتى يعود إلى البلاد.

وقال المصدر "ولي العهد والملك مختلفان كذلك بشأن قضايا السياسة الخارجية المهمة، بما في ذلك التعامل مع أسرى الحرب في اليمن ورد الفعل السعودي تجاه الاحتجاجات في السودان والجزائر، كما اختلف الملك مع نهج الأمير محمد المتشدد لقمع المحتجين".

"الجارديان" نشرت تقريراً آخر تحت عنوان  "تجريد ولي العهد الغائب من بعض سلطاته"، مشيرة إلى غياب الأمير محمد عن سلسلة من الاجتماعات المهمة في المملكة، مع وجود بعض التكهنات حول تجريده من بعض سلطاته المالية والاقتصادية، وأعلن الملك خلال اجتماعه بمجموعة من كبار الوزراء تقليص مسؤوليات ولي العهد ولو مؤقتاً.

تقول الصحيفة إنه على الرغم عن عدم الإعلان بصورة علنية عن تقليص صلاحيات ولي العهد، إلا أن الصحيفة علمت أن مساعد العيبان، مستشار العاهل السعودي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد المرموقة في الولايات المتحدة، سيشرف بصورة غير رسمية على قرارات الاستثمار بالنيابة عن العاهل السعودي.

وترى الصحيفة أن العلاقة بين الملك سلمان وولي العهد أصبحت في بؤرة الاهتمام منذ قتل الصحفي جمال خاشقجي، الذي جاء بأمر من الأمير محمد بن سلمان، وتسبب مقتله في إدانات دولية واسعة لولي العهد، وهي اتهامات تنفيها الرياض.

وفيما لم يحضر ولي العهد اثنين من أحدث اجتماعات مجلس الوزراء، التي رأسها الملك سلمان، أعرب العاهل السعودي عن عدم رضاه عن تغيب ولي العهد عن اجتماع مجلس الوزراء، كما أن ولي العهد تغيب الأسبوع الماضي عن اجتماعات مهمة لزوار أجانب، من بينها اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سريجي لافروف.

ويتوقع  معظم المراقبين أن يتولى ولي العهد العرش، ولكن توجد مؤشرات على أن الملك سلمان يسعى إلى كبح جماحه.

ويرى بعض الخبراء أن المصدر الذي كشف لـ"الجارديان" عن وجود خلاف بين العاهل السعودي وولي عهده، ما هي إلا محاولة من الأمير محمد  لكي يثبت بهذا التسريب، أن الملك سلمان لا يعاني من أية أمراض، ما يعني عدم قدرته على إدارة البلاد، ومن ثَم قد يمنح ذلك التسريب المعارضين لمحمد بن سلمان من أبناء عمومته فرصة التدخل فيما يعرف بهيئة البيعة، وربما قد يلجأون إلى عزل الملك سلمان ونجله، مثلما حدث قبل ذلك مع الملك سعود بن عبد العزيز عام 1964 بسبب الخلاف بين ولي العهد حينها الأمير فيصل بن عبد العزيز، ومن ثَم يبرز الأمر على أنه صراع بين الملك ونجله، وأن ولي العهد يخشى من نفوذ والده القوي.

في حين اعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الملك سلمان أبدى دعمه لولي عهده، عبر إطلاق اسمه على طريق رئيسي في العاصمة الرياض وإسناد وظيفة جديدة له، وبذلك ينفي تقارير نبذ الأمير أو تجريده من سلطاته.